د فاظمة أحمد تكتب: فوائد اللفت للصحة والبشرة
استاذ في مركز بحوث الصحراء – مصر
اللفت من الخضروات الشتوية وهو أحد أفراد العائلة الصليبية، لون ثمرة اللفت أبيض وبنفسجي من الأعلى، ثمرته تكون في الجذور، يتميز بإحتوائه على العديد من الفوائد الصحية وقلة سعراته الحرارية، ويمكن تناول أوراق نبات اللفت أيضاً لإحتوائها على العديد من الفوائد الغذائية. تحتوى الثمرة على الكثير من فيتامين ج ومضادات الأكسدة القوية، وهو مفيد جداً للصحة بسبب الفيتامينات والمعادن التي يحتوي عليها، حيث يدعم وينظم الجهاز الهضمي بفضل محتواه العالي من الألياف، كما ينقي الجسم من السموم ويحمي صحة القلب، يساعد على تعزيز صحة العظام، ويعمل على حماية القلب والأوعية الدموية، كما يساعد في مكافحة الإلتهابات، وله دور في الحفاظ على الرؤية.
القيمة الغذائية في اللفت:
يحتوي اللفت على العديد من العناصر الغذائية، أبرزها الآتي: المعادن الصحية، حيث يحتوي على نسب جيدة من الكالسيوم، والنحاس، والحديد، والمنجنيز، والمغنيسيوم، والزنك.
كما يحتوي على العديد من الفيتامينات، لكن أكثرها نسبةً فيه هي فيتامين ك (Vitamin K)، وفيتامين ب6 (Pyridoxine)، وفيتامين ج (Vitamin C)، وفيتامين أ (Vitamin A). يحتوى أيضا على مضادات الأكسدة (Antioxidants)، حيث يوجد باللفت أنواع عديدة من مضادات الأكسدة، منها: اللوتين (Lutein)، والزانثين (Xanthin)، بالإضافة لفيتامين ج وفيتامين أ اللذان. كل 100 جرام من اللفت الطازج تحتوي على الآتي: الكربوهيدرات 6.45 جرام، الألياف الغذائية 1.8 جرام.البروتين 0.9 جرام، الدهون 0.1 جرام.
فوائد اللفت الصحية:
يمتاز اللفت بقيمة غذائية عالية يستمد منها فوائده الرائعة العديدة التي تعود على صحة الإنسان ومناعته، وهذه بعض فوائد اللفت الصحية:
يساعد في الوقاية من السرطان:
من فوائد اللفت المحتملة أنه يساعد في منع نمو الخلايا السرطانية فى الجسم، فهو يحوي على مركب نباتي بمستويات عالية يدعى الجلوكوزينولات (Glucosinolate) والذي وُجد أن له دور في تعزيز عمل الكبد في إزالة السموم، والوقاية من مسببات السرطان والمواد المسرطنة،
وقد يمنع نمو وتطور الخلايا السرطانية. كما يحتوي اللفت أيضا على مركبات مثل السولفورفان (Sulforaphane) التي تعطي الطعم المر للفت، ومركبات أخرى مضادة للأكسدة لها دور في الوقاية من بعض أنواع السرطان مثل: سرطان البروستاتا (Prostate cancer)، وسرطان البنكرياس (Pancreatic cancer).
يعزز المناعة ومضاد للإلتهابات:
يعد اللفت من أغنى الخضروات الجذرية بفيتامين ج والذي يعد من مضادات الأكسدة القوية في مواجهة الجذور الحرة (Free radicles) والضرورية لتعزيز قدرة خلايا المناعة على مكافحة العدوى البكتيرية والفيروسية، والوقاية من الالتهابات والسرطانات. كما يعزز اللفت صحة الرئتين، ويساعد على تخفيف أعراض مرض الربو، ويقي من أمراض الشتاء والبرد.
أظهرت بعض الدراسات أن النظام الغذائي المحتوي على الألياف الغذائية يساعد على تنظيم عمل الجهاز المناعي، وبالتالي التقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المناعية مثل السكري والسرطان والسمنة.
حيث تتحلل وتتفكك الجلوكوزينولات الموجودة في اللفت إلى منتجات ثانوية ذات خصائص مضادة للالتهابات يمكن أن تخفف من آلام الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة بسبب التهاب المفاصل أو حالات، مثل ارتفاع ضغط الدم، كما تمنع نمو البكتيريا داخل الجسم، مثل الإشريكية القولونية (Escherichia coli) والمكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus).
تنظيم ضغط الدم:
يحتوي اللفت على مادة النترات (Nitrates) والتي تساعد في تقليل ضغط الدم، وفي منع التجلطات، وفي علاج حالات الخلل الباطني (Endothelial dysfunction)، كما يحتوي اللفت أيضاً على البوتاسيوم مما يساعد في خروج الصوديوم من الجسم وتقليل ضغط الدم، ولكن ينصح بأكل كميات متوازنة من اللفت وذلك لأن الدراسات لم تبين تأثير مادة النترات على المدى البعيد على الجسم.
يعزز صحة القلب:
محتوى اللفت العالي من الألياف الغذائية يجعل له دور في المساعدة على خفض مستويات الكولسترول السيئ (LDL)، وتعزيز صحة القلب والشرايين.
كما أن اللفت يحتوي على حمض الفوليك (Folic acid) الضروري لعمل الأعصاب ولتعزيز الدورة الدموية، ووجود مضادات الأكسدة مثل فيتامين ج وفيتامين ه (Vitamin E) والبيتا كاروتين (Peta – carotene) الموجودة في اللفت تساعد في حماية القلب والأوعية الدموية عن طريق منع تصلب الشرايين.
كما يحتوي اللفت على عنصر البوتاسيوم المهم للسيطرة على ضغط الدم المرتفع، وتعزيز صحة القلب، والوقاية من الجلطات والسكتات الدماغية، حيث يحتوي 100 جرام من اللفت على 191 ملج من البوتاسيوم، وهو ما يمثل 5 بالمئة من الاستهلاك اليومي اللازم للجسم.
يساعد في إنقاص الوزن:
اللفت له دور في المساعدة فى إنقاص الوزن، يعود السبب في ذلك إلى كونه منخفض السعرات الحرارية، وإحتواءه على كميات جيدة من الألياف الغذائية، والتي تعمل على التحكم بالشهية وزيادة الشعور بالشبع و الامتلاء لفترة أطول، مما يقلل عدد الوجبات المتناوله والذي يتبعه نقصان في الوزن. كما يساعد اللفت أيضاً على الحفاظ على نسبة السكر الطبيعية بالدم مما يساعد أيضاً على عدم الاحساس بالجوع.
يحسن الهضم ويساعد على حماية الكبد:
يتميز اللفت بإحتوائه على نسبة عالية من الألياف، فيساعد في تعزيز حركة الأمعاء المنتظمة ويمنع الإمساك، ويسرّع عملية الأيض، ويساعد في تحفيز حركة الإخراج الطبيعية من خلال امتصاص الماء في القولون، وهذا يساعد في التخفيف من أعراض متلازمة القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome, IBS). يحتوي اللفت على الأنثوسيانين (Anthocyanin) ومركبات الكبريت (Sulphur compounds)، والتي أثبتت بعض الدراسات أنها مفيدة في تقليل سمية الكبد، ومن ثم الحفاظ على حالته الصحية.
يعزز صحة العظام:
من فوائد اللفت أنه يعزز صحة العظام ويمنع هشاشتها، وذلك بسبب احتوائه على كمية جيدة من الكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، وفيتامين ك، التي جميعها تلعب دورًا هامًا في تعزيز صحة العظام ونموها وتقويتها ووقايتها ضد هشاشة العظام (Osteoporosis). كما أن اللفت يسرع إصلاح العضلات ويقويها.
يعزز صحة العيون:
يحتوى اللفت على مركبات اللوتين (Lutein) والكاروتينات (Carotenoids) وهى من المواد المضادة للأكسدة التى تحمى صحة الرؤية وتقلل خطر الإصابة بمرض التكنس البقعي (Macular Degeneration)، وإعتام عدسة العين (Cataract).
التحكم بسكر الدم:
إدراج اللفت ضمن الأطعمة التي يتم تناولها في النظام الغذائي المتبع يمكن أن يساعد على خفض مستويات السكر في الدم وزيادة إنتاج الأنسولين (Insulin).
الوقاية من فقر الدم:
يوفر اللفت زيادة في خلايا الدم الحمراء، فإن تناوله بانتظام يمكن أن يساعد في تحسين قدرة الجسم على امتصاص الحديد .
يحافظ على البشرة:
إن تناول اللفت باستمرار يحافظ على نضارة البشرة، ويجعلها مشرقة وذلك بسبب محتواه العالي من مضادات الأكسدة ومنها فيتامين ج، وفيتامين أ، والكاروتين المهمين في الحفاظ على صحة الجلد، والوقاية من التجاعيد، وعلامات التقدم بالسن وعلامات الشيخوخة.
تحذير حول تناول اللفت:
بالرغم من فوائد اللفت العديدة إلا أنه له أضرار غالبًا تظهر عند تناول الكثير منه. فيحتوي اللفت على حمض الأوكساليك (Oxalic acid) بنسب قليلة جدا، وهذا الحمض قد يكون له دور في زيادة فرص تكون حصى الكلى والجهاز البولي.
لذا يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكلى أن يكثروا من شرب الماء عند تناول اللفت. كما أن الإفراط فى تناول اللفت بكثرة يزيد من امتصاص اليود، كما يمكن أن يسبب الغازات والانتفاخ وآلام البطن، وذلك عن طريق تقليل محتوى الماء في الجسم.
لذا قد يضر بمرضى تضخم الغدة الدرقية عند تناوله، أو المرضى الذين لا تعمل غددهم الدرقية بشكل كافٍ فيؤثر على إفراز هرمونات الغدة الدرقية بشكل أكبر إذا تناولوه. أيضا من الضار استهلاكه في حالات مثل الإسهال لأنه قد يزيد من التأثير.
كما أن هناك بعض أنواع الأدوية قد يتعارض مع تناول اللفت، أو أوراقه، ومنها تناول الأدوية المميعة للدم مثل الورفارين (Warfarin)، حيث يتعارض تناولها مع الأغذية الغنية بفيتامين ك، فبالتالي يفضل عدم تناول أوراق اللفت مع هذه الأدوية.
وكذلك الأدوية الموسعة للأوعية الدموية: مثل نيتروجليسرين (Nitroglycerin)، لا يفضل تناولها مع الأغذية التي تحتوي على مادة النترات مثل اللفت. وأيضا الأدوية المثبطة لأنزيم فسفودايستراز-5، هذه الأدوية تتفاعل مع مادة النترات الموجودة في اللفت.







