الأخبارالصحة و البيئة

التغير المناخي يهدد بـ «احتراق» العالم في حال عدم مكافحته بإجراءات حاسمة

لم تبق سوى الولايات المتحدة وسورية خارج اتفاق «باريس» المناخي، في وقت يحضّ زعماء العالم على تشديد الاتفاق وجعل توصياته ملزمة للدول الموقّعة. ولا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير مقتنع بضرورة الحفاظ على المناخ، مع توجهه إلى زيادة الاهتمام بالوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، على رغم كل التقارير الصادرة دورياً، والتي تؤكد الآثار السلبية للتغير المناخي على كل المجالات.

وفي هذا السياق، دعت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في افتتاح مؤتمر استثماري في الرياض أمس، إلى «التعامل بحزم مع مسألة التغير المناخي»، محذرة من أن العالم «سيحترق» اذا لم تُتخذ خطوات على هذا الصعيد.

وأفاد تقرير لمنظمة «كلايمت سنترال» العلمية، بأن موجات حر ضربت جنوب أوروبا خلال الصيف الماضي عائدة إلى التغير المناخي، بحيث ستصبح موجات الحر هذه عادية بحلول عام 2050، في حال لم ينجح العالم في خفض تركزات الغازات».

وتأتي هذه التقارير بعد أشهر قليلة من إعلان ترامب في حزيران (يونيو) انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، الذي وقعته 195 دولة في كانون الأول (ديسمبر) 2015 في باريس بهـــدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، معتبراً أنه «يضر بالاقتصاد الأميركي على رغم كونه غير ملزم»، من دون أن يستبعد الانضمام مجدداً إلى الآلية في حال معاودة التفاوض أو حتى إبرام «اتفاق جديد يحمي مصالح الولايات المتحدة».

ويشكك الرئيس الأميركي في النتائج التي تفيد بأن التغير المناخي «سيسبب مزيداً من الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات والموجات الحارة وارتفاع مناسيب البحار».

إلا أن الشركات الأميركية لا تزال من بين الأكثر طموحاً في تحديد أهداف لمكافحة التغير المناخي، وفقاً لمسح نُشرت نتائجه أمس. وتشير بيانات أوردتها جماعة «سي دي بي» غير الهادفة للربح ومقرها لندن، إلى أن الشركات المتمركزة في الولايات المتحدة «تشكل خُمس تلك الواردة في «القائمة إيه» لهذه السنة، التي تضم 159 شركة لديها سياسات طموحة للحد من التغير المناخي وحماية الموارد المائية والغابات.

وأضافت الجماعة التي ترصد الأداء البيئي للشركات والتي كانت تعرف من قبل باسم «مشروع الكشف عن الكربون»، أن هذه النسبة «جعلت الشركات الأميركية أكبر مجموعة وطنية منفردة، وكان ذلك مماثلاً لمستويات عام 2016».

وأوضح المسؤول الرئيسي عن الشراكات والمستشار العام للجماعة ماركوس نورتون، أن الشركات الأميركية «لا تزداد سوءاً في تحليلنا»، مشيراً في تصريح لوكالة «رويترز»، إلى أن «دعم الشركات للتحرك في شأن التغير المناخي يظل قائماً على رغم غياب الدعم على المستوى الاتحادي».

وتواصل الانضمام إلى اتفاق باريس المناخي، إذ وقعته نيكاراغوا أول من أمس، ما يجعل الولايات المتحدة وسورية الدولتين الوحيدتين غير الأعضاء فيه.

وأعلنت نائب رئيس نيكاراغوا روزاريو موريللو، أن هذا الاتفاق هو «الأداة الوحيدة التي تتيح حالياً» توحيد الجهود الدولية لمواجهة ارتفاع حرارة العالم. وقالت في بيان تلته أمام وسائل الاعلام: «نُعلن انضمام حكومة جمهورية نيكاراغوا (…) إلى الاتفاق والتزامها احترام مفاعيله بالكامل».

وكانت الدولة الصغيرة في أميركا الوسطى أعلنت الأسبوع الماضي عزمها على الانضمام لهذا الاتفاق الدولي، على رغم أن رئيسها دانيال اورتيغا حذر من هشاشة المعاهدة الدولية لأنها «لا تتضمن إجراءات ملزمة».

وفي السياق ذاته، سجل تراجع المساحات الحرجية مستوى قياسياً عام 2016 مع خسارة 29.7 مليون هكتار أيّ ما يوازي مساحة نيوزيلندا، على ما أظهرت تقديرات نشرتها منظمة «غلوبال فوريست ووتش». ويعود هذا الارتفاع بنسبة 51 في المئة خلال سنة، إلى الحرائق الكثيرة التي شبت في العالم العام الماضي. ويُفترض أن ترفع الحرائق العنيفة التي شهدتها كاليفورنيا والبرتغال، تراجع المساحات الحرجية إلى مستويات قياسية جديدة هذه السنة.

وأكدت المنظمة وهي شراكة تقوم على مراقبة الغابات أطلقتها هيئة البحث الدولية «وورلد ريسورسيز إنستيتيوت»، أن التغير المناخي «يزيد أيضاً من قوة حرائق الغابات وكلفتها». وتكبدت البرازيل واندونيسيا والبرتغال خصوصاً «الخسارة الأكبر في الغطاء الحرجي بسبب الحرائق في 2016. إذ خسرت منطقة الأمازون البرازيلية 3.7 ملايين هكتار، أيّ أكثر بثلاث مرات من تلك التي تكبدتها في 2015.

وتدنّت المساحات الحرجية في البرتغال بنسبة 4 في المئة، وهو أكبر تراجع يُسجل على صعيد البلدان. في حين أتت النيران على أكثر من 600 ألف هكتار في فورت ماكموري الكندية في أيار (مايو) الماضي، ما تسبب بخسائر قيمتها 8.8 بلايين دولار.

 

زر الذهاب إلى الأعلى