الانتاجانتاج حيواني وداجنيحوارات و مقالات

كيف تساهم الموجات الصوتية في رفع الكفاءة التناسلية للإبل؟ … دكتور مصطفي فاضل يكشف التفاصيل

التشخيص المبكر الحل .. كيف يساهم جهاز الموجات الصوتية في رفع الكفاءة التناسلية للإبل ؟

>>نستهدف التشخيص المبكر وزيادة عدد الولادات وانتاجية اللبن واللحم

مدير معهد التناسليات الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

تتميز الإبل بقدرتها الفائقه علي المعيشة و التأقلم في ظل الظروف الطبيعية الصعبة مثل ندرة المياه و ضحالة المراعي  و كذلك الارتفاع الشديد في درجات الحراره و الرطوبه مما يجعلها الحيوان الأنسب للبيئه الصحراوية في مصر و منطقة شبه الجزيرة العربية و بالإضافة الي كون الابل مصدر هام للحوم و الالبان و يمثل سعره بالمقارنة بتكلفة انتاجه ميزه اقتصاديه كبيره لكل من المنتج و المستهلك كما ان لبن الابل التي تعيش علي المراعي الصحراويه فقط  يستخدم في علاج العديد من الامراض المزمنة

و كما ان للابل أهمية اقتصادية و علاجية فان لها أيضا  أهمية رياضية كبيره عند العرب حيث ان سباقات الهجن تمثل جزء كبير من تراث العرب لما تتميز به بعض سلالات الإبل من السرعة الفائقه في الجري و كذلك والقدرة الكبيرة علي التحمل من هنا جاءت الاهمية الكبرى لاستخدام التقنيات الحديثه في تناسليات الابل من اجل تحسين انتاجها من المواليد و زيادة نسب العشار خصوصا في السلالات المميزة في الرياضة و الإنتاج من اللحوم و الالبان و يأتي علي رأس هذه التقنيات الحديثه استخدام الموجات فوق الصوتيه و دورها الكبير في الفحص التناسلي و تشخيص العشار و نقل و زراعة الاجنه في سلالات الابل المختلفه

تعتبر الموجات فوق الصوتيه البيطريه احد اهم وسائل التشخيص  الطبى الحديثة  لانها تتميز بقدرتها على تصوير جميع الانسجه الرخوة داخل جسم بدقه فائقه و كذلك  تحديد  الاعضاء و الانسجه المصابة داخل الجسم و بسرعه كبيره او دقة عالية  و كذلك بامان كامل للحيوان و الطبيب الذي يقوم بالفحص.

و يشمل الفحص البيطرى بالموجات فوق الصوتيه مجالات عديده مثل الفحص التناسلي لتشخيص العشار المبكر و مشاكل الاجنة و الرحم و المبايض و الذي يتم علي جميع انواع الحيوانات و خاصة في الابل كذلك فحص اجهزة تجويف البطن المختلفه مثل الكبد و الكليتين و المعدة و الطحال و الغدد الليمفاوية  و الذي يتم علي حيوانات المزرعه و الخيول و الابل و الحيوانات الاليفه و الحيوانات البريه و هناك ايضا فحص الاوتار و المفاصل و الاربطة و العضلات و الذي يتم بصفه خاصه للخيول الرياضيه و الابل المستخدمه فى السباق و الحيوانات الاليفه و الحيوانات البريه  كما يتم ايضا فحص الرئتين و الغشاء البللوري في  جميع انواع الحيوانات و بصفه خاصه العجول حديثة الولاده و الخيول و الابل و الحيوانات الاليفه و الحيوانات البريه هناك ايضا احدث مجالات الفحص بالموجات فوق الصوتيه البيطريه و التي تعرف بالدبلر الملون و ايضا الايكو(الموجات فوق الصوتيه علي القلب) و كذلك استخدام الفحص بالموجات فوق الصوتيه في التقاط الجريبات من على المبيض من خلال المهبل و تجميع البويضات لانتاج اجنه خارج الرحم من الحيوانات المميزه وراثيا و الذي يتم تطبيقه علي حيوانات المزرعه و الخيول و الابل و كذلك سحب السائل الحويصلى من الجريبات المتحوصله من خلال المهبل ( و هو ما يسمي بالموجات فوق الصوتيه التداخليه او العلاجيه) و الذى يستخدم  في الابقار و الجاموس و الابل و يعتبر طريقه سريعه و غير مكلفه في علاج تكيسات المبايض في هذه الحيوانات.

ويعتبر معهد بحوث التناسليات الحيوانيه التابع لمركز البحوث الزراعيه  بوزارة الزراعه  ممثلا في وحدة الاشعه التشخيصية و المناظير هو اول من ادخل و طور التقنيات المختلفه للفحص بالموجات فوق الصوتيه البيطريه في جمهورية مصر العربيه منذ العام 1993 من القرن الماضي و لا يزال الباحثين في هذه الوحدة يساهمون في البحوث التطبيقيه الحديثه و تطوير و نقل هذه التقنيه الي التطبيق الحقلي حتي الآن.

حيث ساهمت هذه الوحده المتفردة في تخصصها علي مستوي الجمهوريه و منطقة الشرق الاوسط  ايضا في نشر هذه التقنيات الحديثه  في جميع انحاء الجمهورية و كذلك في العديد من الدول العربيه و الافريقيه و بعض الدول من قارتي  اسيا و امريكا اللاتينيه عن طريق التدريب المستمر و عقد المؤتمرات و ورش العمل المتخصصه و كذلك  الندوات الارشاديه بصفه دوريه و منتظمه مما نتج عنه وصول عدد البرامج التدريبية التي يقدمها المعهد في هذا التخصص الي ما يزيد علي 22 برنامج تدريبي عام و متخصص كما وصل عدد المتدربين في هذا التخصص الي ما يزيد عن 500 طبيب بيطرى سنويا خلال الاعوام الخمسه الماضيه كما امتد نشاط هذه الوحدة ايضا الي تدريب طلبة السنوات النهائيه في معظم كليات الطب البيطرى بمصر و كذلك بكلية الطب البيطرى بجامعة ليبزج بالمانيا مما يعكس المستوي العلمى و الفني المتميز و التطوير المستمر لجميع الباحثين بهذه الوحده و كذلك التحديث و التطوير المستمر للاجهزه من قبل ادارات المعهد المتعاقبه منذ انشاء الوحده و حتي الان

يعتبر الفحص الدورى و التقييم المستمر لكفاءة الجهاز التناسلي في الإبل بالموجات فوق الصوتية من اهم عوامل رفع الكفاءة التناسليه لهذه الحيوانات عن طريق زيادة عدد الولادات (بمعدل ولادة كل ١٨ – ٢٤ شهر) و الذي يؤدي بدوره الى زيادة  كبيره فى انتاج اللبن و اللحم و من ثم زيادة العائد الاقتصادي علي مستوي المربي و تأتي الاهمية الاولي لفحص النوق اثناء موسم التزاوج من اجل التأكد من سلامة الرحم وكذلك وصول الجريبات علي احد المبيضين الي قطر يتراوح بين ١.٨ – ٢.٥  سم.

التشخيص المبكر للعشار في الإبل

يعتبر التشخيص المبكر للعشار للموجات فوق الصوتيه فى الابل  من اهم الفحوصات التي يجب ان تتم بصفه دوريه لضمان نجاح البرنامج التناسلي و هو ما يتوفر فى تقنية الفحص بالموجات فوق الصوتية و الذى يتم عند عمر ٢٥ – ٣٠ يوم بعد التلقيح و بنسبة دقه تصل الي 99%. و بمقارنه هذه الطريقه الحديثه و السريعه و الدقيقه ايضا بطرق التشخيص القديمه ( الجس اليدوي عن طريق المستقيم) و التي تتم عند عمر 60 – 70  يوم بعد التلقيح و بنسبة دقه تختلف من طبيب الى اخر ولا تزيد في احسن الاحوال عن 80%.

فوائد الفحص بالموجات فوق الصوتية للإبل

كما يقدم ايضا الفحص بالموجات فوق الصوتية معلومات مهمة عن الأجنة داخل الرحم من حيث العمر و الحيويه و النوع و كذلك كمية و طبيعة السوائل المحيطه بالجنين و حجم و عدد الاجسام الصفراء علي المبايض  و مدى قدرتها علي افراز هرمون البروجستيرون و الذى يعد  الهرمون المسؤل عن حدوث و استمرار العشار داخل الرحم.

كل هذه المعلومات الثمين] يتم علي اساسها اتخاذ قرارات مهمه و سريعه تصب في مصلحة الحيوان من اجل الحفاظ علي الاجنه الحيه و مساعدة الاجنه الضعيفه حتي يكتمل نموها و التخلص من الأجنة الميتة مما يؤدي الي المحافظة علي اعلي معدل للعشار السليم لكل حيوان و الذي يؤدي بدوره الي تقليل الخسائر الماديه الناتجه عن عدم التشخيص و التعامل المبكر للأجنة الميتة داخل الرحم.

حيث انه في حاله وجود أية مشاكل للعشار يمكن عن طريق هذا  التشخيص الدقيق و السريع و كذلك عن طريق العلاج المبكر الحفاظ  علي هذه الاجنه مما يقلل من الخسائر.

و يعتبر تشخيص الاجنه الحيه و الضعيفه و الميته من اهم المعلومات التي تفيد الطبيب البيطري حيث و يمكننا التشخيص المبكر لموت الجنين داخل الرحم من اجراء إجهاض إصطناعي بسرعه قبل حدوث تعفن لها داخل الرحم خصوصا في فصل الصيف مما يحافظ ايضا علي سلامة الرحم  و من ثم يمكن اعادة تلقيح هذه الابل في اسرع وقت ممكن كما ان الاجهاض المبكر للأجنة الميتة في عمر كبير  يساعد علي عدم حدوث عمليه التحنيط للجنين والذي يؤدي في معظم الاحيان الي التصاق هذا الجنين المحنط بجدار الرحم مما يترتب عليه وجود احتمال كبير لاستبعاد مثل هذه  النوق من التعشير مره اخري و يكون بذلك القرار الاصوب هو ذبح هذه الحيوانات  و هو ما يعني خسارة كبيرة للمربي خاصة اذا كانت صغيرة في السن و ذات صفات وراثيه مميزة.

كما يتم أيضا تشخيص الإصابات المختلفه للمبايض مثل الخمول و التكيسات و البويضه المتحولة الي جسم اصفر او الغير منفجره بعد التلقيح و من ثم التعامل مع مثل هذه الحالات بالعلاج الهرموني المناسب كما يتم أيضا تشخيص الإصابات المختلفه للرحم مثل الالتهاب غير الظاهري و كذلك الالتهابات الصديدية و التليفات الرحمية بدقة عاليه عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتيه و الذي بدوره يساهم في إعطاء العلاج المناسب و من ثم ضمان الاستجابه السريعه و بأقل تكلفه.

الخلاصة ان كل هذه المعلومات و التدخلات الهامه هي فقط في تطبيق واحد من التطبيقات العديده للموجات فوق الصوتيه في مجال التناسليات في حيوانات اللبن و هو التشخيص المبكر للعشار.

هناك ايضا تشخيص المشاكل التناسليه للرحم و المبايض و ايضا دور الموجات فوق الصوتيه في الرعايه التناسلية بعد الولادة واثناء فترة التلقيح وهو ما سوف يتم القاء الضوء عليه في مقالات لاحقه.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى