لماذا تعد التمور من أهم الأغذية لصحة الإنسان والأمن الغذائي؟
العالم بات يعيد النظر في الطرق التقليدية المعتمدة لحصاد الأغذية وإنتاجها والتي أثبت الزمن صحتها، وباتت منظمات دولية تعني بالتغذية والصحة العامة للشعوب في تنفيذ خطط وبرامج توعية لتنشيط الثقافات واحترام قيمة الأغذية من خلال الفاكهة والخضر التي تم غض الطرف عنها على الصعيد العالمي حتي أصبحت تحظى باهتمام جديد.
ووفقا للتقارير الدولية لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، باتت نظمنا الغذائية اليوم تعتمد اعتمادا كبيرا على عدد قليل جدا من المحاصيل. وعلى مر تاريخ البشرية تمت زراعة قرابة 000 6 من الأنواع النباتية لأغراض إنتاج الأغذية.
واليوم، 8 منها فقط توفر أكثر من 50 في المائة من السعرات الحرارية التي نستهلكها يوميا. وفي ظل تغير المناخ الذي يجعل إنتاجنا الغذائي أكثر هشاشة، لا يمكننا الاعتماد على عدد قليل من المحاصيل لإطعام سكان يتزايد عددهم باستمرار.
وهناك كم كبير من المحاصيل التقليدية المغذية جدا والتي تتأقلم مع الظروف المحلية وتتمتع بالقدرة على الصمود أمام تقلبات المناخ. وتتزايد أهمية هذه المحاصيل بالنسبة إلى تنويع نظمنا الغذائية وتوفير مجموعة متنوعة من المغذيات التي نحتاج إليها للعيش حياة مفعمة بالصحة.
ولذلك فهناك مجموعة كبيرة من الأغذية، منها التمور على وجه الخصوص، تتوافق وهذا الوصف، تحتم علينا ان تكون أحد أركان الغذاء الفترة القادمة لعدد من الأسباب :
أهمية التمور في التغذية
- تتميز التمور بأنها غنية بالحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، وتشكل مصدرا جيدا للألياف.
- كما أن التمور غنية بالسعرات الحرارية، ما يجعلها مصدرا مهما للطاقة.
- تعد التمور، بفضل طعمها الحلو، بديلا جيدا للسكريات المكررة. وعلى خلاف الأغذية العالية التجهيز، تعتبر التمور غذاءً طبيعيا ومغذيا مثل الفاكهة.
- التمور تعد عاملا من شأنه أن يساعد على قلب مسار السمنة. فأكثر من ملياري (2) شخص في العالم يعانون من الوزن الزائد.
- نظمنا الغذائية اليوم تجعل من الهين على الناس اختيار أغذية أرخص وأسرع غالبا ما تحتوي على كميات أكبر من الدهون والأملاح والسكريات والسعرات الحرارية.
- يمكن لزيادة توافر الفاكهة والخضر الطازجة أن تساعد الناس على اتخاذ خيارات صحية بدرجة أكبر.
- أغذية من قبيل التمور المجففة التي يمكن الاحتفاظ بها لشهور عديدة خير مثال على بديل مغذٍ سريع.
- كما أن طول مدة صلاحيته تساعد على التقليل إلى أدنى حد من الفاقد من الأغذية.
التمور و إمكانات غير مستغلة
- التمور سلعة معروفة إلى حد ما في الكثير من أنحاء العالم، فإن أنواعا معينة فحسب من التمور هي التي يتم تداولها في التجارة الدولية.
- يُزرَع نخيل التمر منذ أكثر من 000 5 سنة. وكانت هذه الثمار تعني، بفضل المغذيات والسعرات الحرارية التي توفرها، الأمن الغذائي للسكان الذين يعيشون في الصحاري
- آن الأوان لإعادة النظر في نظمنا الغذائية، والتركيز على المحاصيل غير المستغلة بالقدر الكافي عالميا، وإحياء ممارسات السكان الأصليين.
- ضرورة التركيز على التغذية بدلا من الأغذية. فكوكبنا وأجسامنا بحاجة إلى ذلك وبمشاركة الجميع، يمكننا تحقيق هدف القضاء التام على الجوع وأهداف التنمية المستدامة.
التمور جزء من الثقافة والتراث
- يُزرَع نخيل التمر في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ أكثر من 000 5 سنة.
- كانت هذه الثمار من التمور تعني، بفضل المغذيات والسعرات الحرارية التي توفرها، الأمن الغذائي والتغذوي للسكان الذين يعيشون في الصحاري وغيرها من المناطق الجافة.
- تشكل الأغذية والزراعة في مختلف أنحاء العالم جزءًا مهما من الثقافات والهويات.
- بادرت المنظمة الدولية للأغذية والزراعة «الفاو»، سعيًا منها إلى الاحتفال بهذا الثرات والحفاظ عليه، إلى وضع برنامج نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية لمكافأة مواقع حول العالم تتميز بالحفاظ على تقاليد لزرع وحصاد أغذية فريدة ومتأقلمة بشكل جيد مع الأحوال المناخية والمناظر الطبيعية المحلية.
- تبين واحة سيوة في مصر بدقة، باعتبارها أحد هذه النظم، إبداع المزارعين في تكييف الزراعة مع الظروف الصعبة السائدة.
- في واحة سيوة يتم زراعة نخيل التمور بتحميله مع محاصيل الفاكهة والخضر والمحاصيل العلفية وفي بعض الأحيان مع الحبوب في بنية من ثلاثة طوابق يشغل نخيل التمر المستوى الأعلى.
- يؤدي هذ النظام المتعدد الطبقات إلى مناخ منطقة صغيرة يسمح بنمو محاصيل أخرى تحت أشجار النخيل، ما يفضي إلى الحفاظ على موارد مائية لا تقدر بثمن.
نخيل التمور وتحمل الظروف البيئية
- في عام 2018، كانت مصر والمملكة العربية السعودية وإيران والجزائر أكبر أربعة منتجين للتمور على مستوى العالم، وجميعهم يعانون من ندرة المياه.
- ويمكن لنخيل التمر أن ينمو في المناطق ذات المناخ الحار والقاحل وهو يتمتع بالقدرة على تحمل المياه المالحة.
- وتسمح له هذه الخصائص بالنمو وتوفير مصدر غذائي حتى في ظل ظروف بيئية صعبة، مثل الصحاري.
التمور وسبل العيش
- يشكل إنتاج التمر قطاعا هاما ليس فقط بالنسبة إلى الأمن الغذائي والتغذوي للسكان الذين يعيشون في المناطق الريفية ولكن أيضا بالنسبة إلى سبل عيشهم.
- ولكن سبل العيش هذه تتعرض، على مدى السنوات الثلاثين الماضية، لخطر سوسة النخيل الحمراء، وهي أشد الآفات تدميرا لأشجار النخيل في مختلف أرجاء العالم.
- ويعود أصل هذه السوسة إلى جنوب شرق آسيا وقد انتشرت بسرعة لتنتقل إلى مناطق أخرى. ونظرا إلى أن سوسة النخيل الحمراء تصيب الأشجار من الداخل، فإنه من الصعوبة بمكان اكتشاف هذه الإصابات خلال المراحل الأولى.
- ولمساعدة المزارعين في مختلف أنحاء العالم على جمع البيانات عند فحص أشجار النخيل وعلاجها من هذه الآفة، تقوم منظمة «الفاو» بإعداد تطبيق باستخدام الهواتف المحمولة، SusaHamra.
- كما تعكف المنظمة الدولية «الفاو» حاليا على الجمع بين الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي لتحديد أشجار النخيل ورصد انتشار هذه الآفة للمساعدة على صون سبل العيش في مختلف أرجاء إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
مبادرات دولية للتوعية بأهمية التمور
- كمبادرة هامة أخرى، تساعد منظمة «الفاو»، والاتفاقية الدولية لوقاية النباتات في رفع مستوى الوعي بأهمية حماية الموارد النباتية من الآفات والأمراض .
- تشجيع التجارة الدولية الآمنة لتشجيع إستهلاك التمور .
- الارتقاء بمستوى الوعي بالأمن الغذائي والتغذوي، ولكن أيضا بصون التنوع البيولوجي
- استعادة النظم الإيكولوجية البيئية السليمة، لا سيما في المناطق الجافة جدا.