وزير الزراعة اللبناني: الأمن الغذائي «هاجس العرب» ودعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر يعكس إرادة مواجهة مخاطر المناخ
>> عباس الحاج: فرقتنا السياسة و«الخبز والعيش» يجمع اللسان العربي بإرادة عربية
أكد عباس الحاج حسن وزير الزراعة اللبناني في حكومة تسيير الأعمال أهمية التكامل العربي لتحقيق الأمن الغذائي بالمنطقة و إنه يجب علينا ان ننظر لهذا الملف من زاوية ان يكون منظار «أخوي ومنطقي. ويرتبط بالمصلحة المشتركة، موضحا ان هذه القواعد هي أسس التعامل لإدارة هذه الملفات بهدف تحقيق الأمن الغذائي العربي، من خلال تفعيل العمل العربي ومواجهة مخاطر التغيرات المناخية ودعم مبادرة الأمير محمد بن سلمان للشرق الأوسط الأخضر.
وأعرب وزير الزراعة اللبناني، في تصريحات صحفية لـ«أجري توداي»، إن لقاء السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية كشف عن وجود أهداف مشترك وأصيلة لجامعة الدول العربية يتعلق بأهمية ملف الأمن الغذائي ، مضيفا: «حقيقة وجدت ولمست الى اي مدى اليوم الامن الغذائي هو هاجس لدي الجامعة وضرورة إتخاذ ما يلزم لحماية الأمن الغذائي العربي»، موضحا أن هذا الهدف هو امر جيد جدا. ولم يكن موجود منذ سنوات خلت. لسبب بسيط هو ان الظروف الاقتصادية كانت مختلفة كلية في كل الدول العربية.
وأوضح «الحاج حسن»، إنه اليوم نتحدث كعرب لغة واحدة هي لغة تأمين رغيف الخبز لشعوبنا. وهي لغة يتناقلها الجميع ابتداء من السعودية والكويت والامارات وصولا الى مصر والدوحة. وتعبر إلي سوريا ولبنان واليمن مشيرا إلي أن كل هذه الدول تبحث عن تأمين الامن الغذائي اه لكل قطر على حدة، وإنه يؤمن بإنه عندما نتحدث بقومية عربية من بوابة الامن الغذائي فنحن قادرون على فعلها وسنفعلها باذن الله تعالى.
وأشار وزير الزراعة اللبناني إلي إنه يتحدث باسم كل العرب لانه على دراية بأن اليوم البوصلة واحدة، لا نتحدث بالسياسة التي فرقتنا، وستبقى تفرق السياسة ولكن الامن الغذائي كل الناس تتحدث عنه بلغة واحدة ويجمع الشعوب العربية، ورجل الشارع في مصر والدول العربية. يتحدث عن الرغيف، أو العيش لأننا جميعا نري إن الخبز يعني حياة، وبالتالي اعتقد جاذما ان المشرق والمغرب عربي يتحدث لغة واحدة اليوم، لأن «الهم واحد» هو الامن الغذائي واضطراب الامن الغذائي.
ولفت «الحاج حسن»، إلي أن اولا اولى الاولويات اليوم هو تأمين مساحات اكبر من الزراعات للمحاصيل الحقلية من القمح بنوعيه الصلب والطري وتأمين الطاقة الشمسية البديلة لمزارعينا في الوطن العربي ضمن مشروع متكامل خاصة ان «70 – 80% » من دول الوطن العربية لديها مشاكل بهذا الخصوص المتعلق بنقص إمدادات الطاقة وإرتفاع أسعارها، وأن هذه الدول تحتاج الى مساعدة بالقطاع الزراعي تحديدا.
ونبه وزير الزراعة اللبناني إلي أهمية الإستفادة من دور المنظمات الاممية والدولية والعربية وان تكون أحد أهم أولويات إن تكون المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة «اكساد» التابعة لجامعة الدول العربية أحد أدوات تمويل مشروعات الأمن الغذائي العربي وان تكون هذه المنظمات هي الركيزة الاساس التي تصب فيها تمويل المانحين القادمة من اوروبا والامريكيتين وكل الهيئات المانحة
وأوضح «الحاج حسن»، إنه في هذا الاطار فإن خبراءنا في هذه المنظمات كثيرون وهم ممتازين وبالتالي نحن قادرون على ان نعالج بانفسنا فيما لو تم وضع الامكانات والامكانيات وهي موجودة من خلال عملية الشراكة التي تصبح سلسة بين الجامعة العربية بمنظماتها وبين الهيئات المانحة وبين المنظمات الدولية، مشيرا إلي أن هذا يرتبط بالارادة السياسية ودور العلم، و الارادة السياسية حكما موجودة لدي زعماء المنطقة «انا من هلا بقل لك».
ولفت الوزير اللبناني إلي أن مصلحة الاشقاء العرب من خلال قاسم مشترك يتعلق بدور اصيل لجامعة الدول العربية والمنظمات المتخصصة مثل المنظمة العربية للتنمية الزراعية والمركز العربي المناطق الجافة «أكساد» موضحا أن هذه المنظمات لها دور مركزي دور اساسي كدور الاكسجين في التنفس، وإنه لا يمكن ان نتنفس في الفضاء العربي دون الجامعة العربية. فلا يمكننا ان نتنفس اليوم عمليا دون منظمة «اكساد» أو المنظمة العربية للتنمية الزراعية. أو نتحدث عن قطاع زراعي وامن غذائي دون تفعيل عمل هذه المنظمات العربية.
وأشار «الحاج حسن»، إلي أن هاجس الأمن الغذائي يصطدم بازمة التغيرات المناخية وربما الازمة اخيرة اللي شاهدناها فيما يتعلق النحل، وتربية النحل ويرتبط بالغذاء، ولا شك أن هناك ازمة بسبب التغيرات المناخية انخفاض إنتاجية النحل هو أمر طبيعي جدا، لأن التغيرات المناخية هي اساس اليوم ومعضلة يجب فكفكتها وحلحلتها من خلال التعاون، وعندما نتحدث عن التغير المناخي ونتحدث بالمقابل عن الامن الغذائي فهما لا يفترقان.
ولفت وزير الزراعة اللبناني إلي أهمية موضوع التغيرات المناخية، لإنه يجب ان نلامس بشفافية مطلقة إن هناك قلق في العالم حول ارتفاع حرارة الأرض، وهناك قلق من الانبعاثات، و هناك قلق من الاحتباس الحراري مشيرا إلي أن هناك رؤية عربية تحولت الى مشروع وهنا أتحدث عن مشروع استراتيجي واساسي اطلقته المملكة العربية السعودية تحديدا وهو مشروع الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، حول الشرق الاوسط الاخضر لزراعة 40 مليار شجرة من أشجار الغابات الحرجية.
وأضاف «الحاج حسن»، إن هذا الرقم الذي يعتمد عليه المشروع السعودي قادر على تحويل منطقة الشرق الاوسط بامها وايديها مطريا ومتساقطات للأمطار، مناشدا الدول العربية الإنضمام إلي هذا المشروع العربي العملاق، لأننا نحن كعرب جزءا من هذا المشروع الواعي جدا وأطلقت علي هذا المشروع خلال زيارتي الأخيرة للعاصمة السعودية الرياض بمشروع « التغير المناخي الكوني». لان هذا المشروع لم يعد ملكا للسعودية فقط، ولكنه بالعكس فهو مشروع ريادي بامتياز، مشروع على مساحة الكوكب، وبالتالي هذا هو الدور العربي الذي نريده.
وأوضح الوزير اللبناني: «إذا حققنا الإكتفاء الذاتي من الغذاء فإن الاحتباس الحراري مستمر. واذا امنا الامن الغذائي الاحتباس الحراري مستمر، لذلك فعلينا أولا تحديد اولى الأولويات، وتحديد اساسيات واولويات السلة الغذائية العربية، مثل زراعة القمح من خلال توسيع وزيادة المساحات المنزرعة وتخفيض تكاليف الانتاج وترشيد إستهلاك المياه سواء الجوفية أو السطحية والاستفادة المطلقة من كل مصادر المياه الموجودة في الوطن العربي، والبحوث العلمية لزيادة الإنتاجية الرأسية.
وأعرب «الحاج حسن»، عن أمله ان تقود جامعة الدول العربية ثورة، وتكون هذه الثورة تحت عنوان «تحقيق الامن الغذائي الصلب لمجتمعاتنا»، وأن اللحظة مواتية لأن هناك تقارب عربي عربي وآخر عربي مع الدول المجاورة سواء مع ايران او تركيا. علينا التقاط اللحظة السياسية. واعتقد اننا نملك من المؤسسات الاقليمية العربية القادرة على تدوير الزوايا واعادة الامور وتوجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح.