د داليا المصري تكتب: أمراض النحل الفيروسية وخطة المواجهة
باحث اول في معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية
يقوم نحل العسل (Apis melifira) بدور حيوي كملقحات لمختلف المحاصيل في إمدادات الأغذية العالمية. وشهدت مستعمرات عسل العسل في مصر مؤخراً زيادة غير مبررة في الخسائر السنوية بسبب ظاهرة معروفة بظاهرة (CCD).وكذلك خسائر كبيرة في مستعمرات موسم الشتاء، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة . وقد ارتبطت هذه بالاصابة بالطفيليات، ومسببات الأمراض، وسوء التغذية، والتعرض لمبيدات الآفات
وتشكل الأمراض، ولا سيما الأمراض التي تسببها الفيروسات، سببا رئيسيا لخسائر مستعمرات النحل. ومع ذلك، لا يُعرف إلا القليل عن انتشار مسببات الأمراض، ولا سيما انتشار الفيروسات، في نحل العسل في مصر، وهي واحدة من أهم البلدان في تربية النحل والزراعة.
ومن بين هذه العوامل المسببة للأمراض الفيروسات، بما في ذلك العديد من الفيروسات التي تنقلها الفاروا إكسور (Varroa exor) التي يعترف بها على نطاق واسع بوصفها سبباً رئيسياً لوفاة مستعمرة النحل والتي يمكن أن تعمل بالتآزر مع غيرها من عوامل الإجهاد الحيوية والأحيائية، مما يؤدي إلى انهيار المستعمرات المضيفة .وبالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة متزايدة على أن الفيروسات التي تصيب النحل العسلي توجد في طائفة واسعة من الأنواع الأخرى الملقحة، وبالتالي تهدد نظمنا الإيكولوجية بشكل أعمق مما كان يعتقد سابقا .
قد تم التعرف على أكثر من 24 فيروسا في نحل العسل ومعظمها في عائة Picoravirales وهذه تشمل فيروسات النحل الشائعة التي لها جينات RNA (+SSRNA)، إما في عائلة Dicicistroveridae التي تشمل:فيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وفيروس خلايا الملكة السوداء (BQCV)، وفيروس الشلل الحاد الإسرائيلي، وفيروس نحل كشمير (KBV)، أو في عائلة Iflaviridae ، التي تشمل نوعي الوراثة (DWV-A) وB)
(DWV- (المعروف الأخير باسم فيروس الفاروا المدمر-1)، وفيروس شلل النحل البطيء (SBPV)، وفيروس الساكيرود(SBV).
ويمكن نقل العديد من هذه المواد بواسطة عثات فاروا، بما في ذلك ABPV، و DWV-A، و DWVB، و IAAPV، و KBV، و SBPV. وتشمل الفيروسات الإضافية المميَّزة + SSRNA فيروسات بحيرة سيناء (LSV).ويختلف انتشار فيروسات نحل العسل وغيرها من مسببات الأمراض باختلاف الموائل بالنسبة لمواردها التغذوية كما يتأثر بالمناخ، مما يؤدي إلى أنماط انتشار تتراوح بين مواسم الصيف والشتاء
ووفقا لقاعدة بيانات منظمة الأغذية والزراعة، شهدت مصر انخفاضا بنسبة 50 في المائة في عدد مستعمرات نحل العسل بين عامي 2005 و 2016 وهو انخفاض تزامن مع خسائر مستعمرات لوحظت في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حيث المتوقع أن يتفاقم هذا المعدل للخسائر في المستعمرات في المستقبل إذا لم يتم التصدي له لذلك من المهم تحديد اسباب انخفاض نحل العسل في مصر .
على الرغم من إجراء دراسات عديدة لتقييم مدى انتشار الفيروسات في مستعمرات نحل العسل في جميع أنحاء منها مستعمرات النحل المصرية والتي ذكرت أن BQCV وDWV-A وIAPV كانت واسعة الانتشار، في حين أن DWV-B كانت موجودة في النحل العسل المصري، على الرغم من تحديد التوزيع الجغرافي لهذه الفيروسات. ويلزم إجراء دراسات شاملة تشمل مختلف المناطق الجغرافية والمواسم لتحديد مدى انتشار فيروسات النحل في مستعمرات النحل المصرية من أجل فهم وتفسير خسائر المستعمرات الملاحظة.
و في اخر دراسة تمت في مصر لفحص الامراض الفيروسية تم كشف عن فيروسات منها فايرس شلل النحل الحاد (ABPV)، وفيروس الخلية السوداء (BQCV)، وشلل النحل المزمن (BQQCV) وفايروس شلل الجناح المشوهDWA وفيروس الشلل الحاد الإسرائيلي، وفيروس نحل كشمير (KBV)، وفيروس الساكيرود (SBV)، والشلل البطيء للنحل (SBPV). وكشفت نتائجنا أن DWV-A كان الفيروس الأكثر انتشارا، يليه BQCV و ABPV.
وكذلك في انتشار الفيروسات بين الشتاء والصيف. ومع ذلك، فإن المستعمرات المصابة بـ BQCV كان لها عدد أكبر بكثير من الفاروا (بمعدل أقل من 0.05) في فصل الشتاء، مما يشير إلى وجود ارتباط موسمي بين كثافة الإصابة بالفاروا ووجود هذا الفيروس.
من اهم طرق الوقاية هي أهمية الحفاظ على تدابير الحجر الصحي المناسبة، فضلاً عن تحديد العوامل المعدية الخارجية في خلايا نحل صحية مما سيساعد على وضع برامج أكثر فعالية للمراقبة والعلاج ضد فيروسات نحل العسل ومسببات الأمراض بغية تيسير برامج تربية فعالة وإنشاء صناعة أكثر ازدهاراً لتربية النحل في مصر