افتتحت اليوم فاعليات المؤتمر الدولي الثالث والخمسون لجمعية علماء النيماتودا في أمريكا الاستوائية الـ 53 والذي يعقد لأول مرة خارج أوروبا والولايات المتحدة وذلك تحت رعاية د مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وحضر الافتتاح د ياسر عبدالفتاح نائب وزير التعليم العالي والدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي وبعض قيادات وزارتى الزراعة والتعليم العالي وعدد كبير من الأساتذة والباحثين بالجامعات والمراكز البحثية المصرية.
قام د محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية نيابة عن وزير الزراعة بإلقاء كلمة فى الجلسة الافتتاحية رحب خلالها بالمشاركين المؤتمر الدولي الثالث والخمسين لجمعية علماء النيماتودا بأمريكا الاستوائية والذي يعقد لأول مرة في مصر وخارج أمريكا وأوروبا ونقل لهم تحيات وزير الزراعة متمنيا لهم طيب الإقامة في القاهرة ومؤتمراً ناجحاً يحقق الأهداف المرجوة منه.
وقال نتشرف اليوم بمشاركة كوكبة كبيرة من السادة الأساتذة، وخبراء النيماتودا، وأمراض النبات، من مختلف دول العالم، لعرض أحدث الدراسات العلمية، والبحوث التطبيقية في مجال الآفات النيماتودية وأضرارها، وطرق مكافحتها بهدف التقليل من أخطارها، وتلافى خسائرها الاقتصادية الكبيرة على الإنتاج الزراعي، والمزارعين، وأصحاب المزارع في مصر، والمنطقة العربية بل والعالم أجمع.
وأضاف سليمان أنه تعتبر النيماتودا من أهم الآفات المرضية التي تسبب خسائر كبيرة للمحاصيل خاصة في الأراضي الجديدة تأتي خطورة ” النيماتودا ” من كونها آفة قديمة .. وواسعة الانتشار، ولها أنواع وأجناس عديدة .. ولها تاريخ طويل في الإضرار بالتربة، ومعظم المحاصيل الزراعية منذ إكتشافها فى القرن السابع عشر الميلادى. حيث تؤدى إلى خسارة في المحصول بنسبة قد تصل إلى 70 %.
وأضاف أنه مع تطور الأطوار لآفة النيماتودا، وإنتشارها على مدار السنوات تحولت إلى خطر داهم متوطن في معظم دول العالم ومما يزيد من خطورتها الدور الذي تلعبه في نشر مجموعة من الأمراض الأخرى مثل الأمراض الفطرية والفيروسية. مما يضيف أعباء ضخمة في عمليات المكافحة.
وقال سليمان إن النيماتودا تسبب خسائر مادية كبيرة في الإنتاج الزراعي تقدر بحوالي 10-30% من قيمة الإنتاج الزراعي سنويا، وقد تزداد هذه النسبة إلى 70% أو أكثر من قيمة المحصول عند شدة الإصابة وتلوث التربة بالنيماتودا كما أنها تصيب أكثر من 2500 عائل نباتى متضمنة كل المحاصيل الإستراتيجية تقريبا هذا إلى جانب إنتشارها فى الأراضى الزراعية الحديثة مما يجعلها فى مصاف أهم التحديات التي تواجه الزراعة المصرية وتمثل خطرا على مستقبل التنمية المستدامة.
وأكد رئيس مركز البحوث الزراعية على أنه تزيد من أهمية النيماتودا كونها تتأثر كباقي الكائنات الحية بتغير المناخ وإرتفاع درجة حرارة الأرض مما يقلل من فترة دورة حياتها ويساهم في زيادة تعدادها في التربة وهذا يزيد من عمليات المكافحة مما يؤدي إلى زيادة في تكلفة الإنتاج خاصة مع ارتفاع أسعار المبيدات النيماتودية وخطورتها على البيئة إلى جانب ما قد تسببه من إحداث تسمم مباشر للكائنات الحية.
وفي نهاية كلمته تقدم “سليمان” بالشكر والتقدير لكل القائمين عن تنظيم المؤتمر لما بذلوه من جهود لإخراج المؤتمر بالصورة المشرفة، مع تمنياتي للجميع بالتوفيق في مناقشات بناءة يكون لها إسهامات فعالة فى مجال مكافحة النيماتودا وإيجاد طرق حديثة وبديلة أكثر أمانا وأقل تكلفة لمكافحة الإصابة بالنيماتودا وإقرار توصيات تفيد علميا وعمليا في مكافحتها وتقليل الخسائر الناجمة عنها، مما يعود بالنفع على زيادة دخل المزارع وبالتالي دعم الاقتصاد القومي والذي يعود بالخير الوفير على مصرنا الحبيبة، وكلي أمل أن يكون مؤتمركم هذا مؤتمرا ناجحا.
ومن جانبه قال د فهيم قورة رئيس الموتمر ورئيس جمعية النيماتولوجي في أمريكا الاستوائية إنه “نجح بعد جهود مضنية في نقل المؤتمر الدولي للنيماتودا لأول مرة خارج أوروبا وأميركا، لينعقد هذه المرة في دورته 53 في مصر لتكون المرة الأولى التي تشهد فيها قارة إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط فعاليات هذا المؤتمر المهم، الذي يهدف لعرض أفضل أساليب مواجهة أشرس وأخطر آفات التربة التي تهدد المحاصيل الزراعية”.
وأشار د فهيم إلى أنه منذ اختياره رئيسا للجمعية وانا ابذل جهودا كبيرة لعقد المؤتمر في خارج أوروبا وأميركا، وقدمت ملفا عن مصر يوضح مدى ملاءمتها لهذا الحدث الضخم.
وقدم فهيم محاضرة للفاعلين بالجمعية عن مصر من الناحية السياحية والزراعية والأمنية، وبعدها تم التصويت على اختيار مكان عقد المؤتمر، وحصلت مصر على 87.5 بالمئة من إجمالي الأصوات، وبالتالي سينعقد المؤتمر لأول مرة خارج أوروبا وأميركا وتحديدا في القاهرة
وأضاف “قورة” ان آفة النيماتودا من أشرس وأخطر الآفات في التربة، وتصيب كل المحاصيل بلا استثناء، وبالتالي يعرض العلماء خلال المؤتمر أبحاثهم عن أحدث السبل لمواجهتها بمشاركة 140 عالم وباحث يمثلون 34 دولة من مختلف القارات، حيث ستكون هناك 16 حلقة نقاشية ثم زيارات حقلية للتعرف على أحدث وسائل الزراعة في مصر، ثم جولة سياحية في المزارات المختلفة بالقاهرة.
سيحقق المؤتمر فائدة كبيرة لمصر سياحيا وعلميا وزراعيا، وأيضا سيتفاعل الباحثون المصريون مع العلماء من أهم جامعات العالم ويدخلون معهم في شراكات ومشروعات علمية وبحثية، وهذا يعود بفوائد كبير على المنطقة عموما.
ويحضر المؤتمر الذي يعقد في أحد فنادق القاهرة لمدة 5 أيام، ممثلو شركات زراعية وكيماوية عالمية من داخل مصر وخارجها، لعرض منتجاتهم وما هو جديد في هذا المجال.