د سالي حامد تكتب: ماهو دوار الغنم وداء الليستريا في الأغنام والماعز

ﺑﺎﺣﺚ اول اﻟﻤﯿﻜﺮوﺑﯿﻮﻟﻮﺟﻰ – ﻣﻌﻬﺪ ﺑﺤﻮث اﻟﺼﺤﻪ اﻟﺤﯿﻮاﻧﯿﻪ فرع الزقازيق – ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺰراﻋﯿﺔ

مرض من الامراض الخطيرة في الأغنام ويسمى ايضا “بمرض الدوران” أو “مرض السيلاج” يسببه ميكروب الليستريا وهو من الميكروبات الخطيرة والتي قد تكون معدية وينتج عنها التهاب الدماغ وقد تصل الى التسبب في عدوى تسمم الدماء والاجهاض في الأغنام كما ان الميكروب متواجد في العلائق والسيلاج وممكن يدخل عن طريق الاكل او عن طريق التنفس او عن طريق العين.

مسببات داء الليستريا في الأغنام

• هي بكتريا تسمى Listeria monocytogenes وهذة البكتريا تنشط بشكل كبير جدا في المناخ البارد , ومكان انتشارها يبدأ من التربة وايضا مصادر الغذاء الملوث بها ,كما اكدت الابحاث الطبية ان داء الليستريا او مرض دوار الغنم قد يحدث نتيجة تلوث الطعام ببراز الحيوانات .
• بكتريا Listeria monocytogenes لديها القدره على النمو بين درجة حرارة تتراوح بين 2 و 42 درجة مئوية وبين درجة الحموضة من 5.6 إلى 9.6، وهي موجودة في أمعاء العديد من الأنواع الحيوانية (ما يقرب من 5 ٪ من عينات البراز من المجترات الصغيرة تحتوي على الليستريا
• العلف والتبن الرديئين الذين يتم حصادهما في الطقس الرطب أو على الأرض التي بها تلال، يساهمان بشكل كبير في الإنتقال المستمر لـ “بكتيريا الليستيريا” إلى براز الحيوانات المريضة أو إلى ناقلات المرض السليمة، أي تلك التي لا تظهر عليها أعراض.
• من خلال التربة التي يتم إحضارها بواسطة عجلات الجرارات أو عندما يتم حصاد المحاصيل من خلال قطعها بدرجة منخفضة جدًا قريبة من التربة يمكن أن يحدث تلوث العلف ولفائف التبن. بالإضافة إلى ذلك، يزداد تكاثر هذه البكتيريا، خاصة في المناطق التي تحتوي على نسبة عالية من الأكسجين، لذلك هناك خطر تشكله “صوامع الغلال”.

أنواع بكتيريا الليستريا

توجد 7 أنواع من بكتيريا الليستيريا تتواجد داخل مجموعتين:

المجموعة الأولى: وتتكون من الليستريا مونوسيتوجينس (وهى اكثر النواع ضراوة)، الليستيريا سيليرجى ، الليستير إيفانوفى ، الليستيريا ولشيماوىن ، الليستيريا إينوكيوا وتتشبه الصفات الببيوكيميائية لهذه المجموعة وغالباً ما تسبب الامراض فى الإنسان والحيوان.

المجموعة الثانية: وتتكون من الليستيريا مورايى ، الليستيريا جرابى وتعتبر من الأصناف الغير مرضية.

مصادر الاصابه بداء الليستريا في الأغنام

• المصدر الرئيسي هو التربة.
• الحيوانات المريضة.
• الحيوانات الحاملة للمرض بشكل خاص: يتم إفراز البكتيريا في البراز والحليب ، وقد تظل هذه الحيوانات بدون أعراض لمدة تصل لأكثر من 3 سنوات.
• يُعتقد أن للطيور البرية دور في انتشار المرض، لكن ما تزال الأبحاث قائمة.

طرق الاصابة  بداء الليستريا في الأغنام

تحدث الاصابة نتيجة تغذية الحيوانات بالتبن والعلف التالف او الذي حدث له تعفن ,ويعتبر هذا الغذاء هو مصدر نشاط لهذا النوع من البكتريا , ولذالك بعد تناول الاغنام والماعز لهذا النوع من العلف الملوث بهذة البكتريا فقد تحدث الاصابة سريعا , كما ان الاصابة ايضا من الممكن ان تحدث دون تناول هذة الاطعمة الفاسدة ,من خلال التربة نفسها اذا كانت حاملة للبكتريا او مكان معيشة هذة الحيوانات . يزداد معدل الإصابة من ديسمبر إلى مايو.

الحيوانات الاكثر عرضه للاصابه بداء الليستريا

• الخرفان أكثر حساسية من الماعز.
• متوسط ​​عمر الحيوان سنتان.
• تصاب الحيوانات الصغيرة في كثير من الأحيان بعدوى الدم.
• الإناث الحوامل عرضة بشكل رئيسي للمرض خلال الثلث الأخير من الحمل.

أعراض الاصابه بداء الليستريا عند الأغنام

وفي وقت تفشي المرض، يكون ما يقرب من 100% من الحيوانات مصابًا بالعدوى، ولكن لم تظهر الأعراض السريرية إلا على عدد قليل من الحيوانات. تظهر هذه الأعراض نتيجة للاجهاد. هناك ثلاثة أشكال، وهي العصبية، المجهضة والإنتانية (تسمم الدم).

الشكل العصبي: هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا والأكثر خطورة (معدل الوفيات 100٪ تقريبًا)، في هذا النوع يسير الحيوان في دوائر ويظهر اختلال في التوازن ويغمض عينيه، قد تظهر على الحيوانات المريضة أعراضًا شائعة مثل:

• ارتفاع في درجة الحرارة (41-42 درجة مئوية) فقدان الشهية هذا يقلل من إنتاج الحليب.
• غالبًا ما يكون الخلل الجزئي والرنح أحاديًا أولاً ثم ثنائيًا، مما يتسبب بسرعة في أن يصبح الحيوان مستلقيًا،.
• عندما يتأثر العصب الثلاثي التوائم (الثالث ) والعصب الوجهي (السابع.( يعاني الحيوان من شلل في الوجه مع تدلي الأذنين والجفون ، وربما انحراف اللسان، وإمالة الأنف إلى جانب واحد.

اهم العلامات التي أبلغ عنها المربون هي ميل الرأس دائمًا إلى نفس الجانب، أو ضرب الرأس على الحائط أو الدوران على شكل دوائر. ويمكن ملاحظة أعراض عصبية أخرى مثل:

• عسر البلع.
• انخفاض نغمة المضغ.
• الحول الإنسي أو شلل اللسان.

يموت الحيوان بعد يوم إلى أربعة أيام من مرحلة الاستلقاء.

الشكل المُجهض: هذا الشكل شائع في الأغنام ونادر في الماعز، وغالبًا ما يحدث نتيجه الإجهاد الغذائي والمناخى، كما ان  معظم حالات الإجهاض تحدث في وقت متأخر من الحمل ولكن يمكن أن تحدث في وقت مبكر من الأسبوع الثاني عشر من الحمل. في بعض الإناث، قد يكون المرض معقدًا بسبب التهاب جدار الرحم أو تعفن الدم، مما يجعل المرض قاتلًا.

الشكل الانتانى( تسمم الدم): هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا عند الأغنام صغيرة السن، حيث يتسبب في وفاة المواليد المصابين، ويمكن أن يصيب أيضًا الأغنام الصغيرة حتى سن 3 أشهر أو حتى البالغين في حالات نادرة إلى حد ما.

هناك نوع يصيب الثدي ويعد تحت الإكلينيكي، لأنه لا يؤدي إلى ظهور أعراض واضحة. ويمكن ملاحظة بعض الأشكال الأخرى مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشغاف أو التهاب القزحية.

تشخيص داء الليستيريا عند الأغنام

• عزل العينة هو الأسلوب الأكثر استخدامًا.
• يمكن لـ ELISA اكتشاف المستضدات البكتيرية.
• يعتبر تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) والزراعة البكتيرية في وسط مخصب من أكثر التقنيات التي تساعد في إعطاء تشخيص دقيق للمرض.
• الكيمياء المناعية لدماغ المجترات لمستضدات الليستريا هي الطريقة الأفضل لتشخيص النوع العصبي.
• يمكن إجراء الفحص البكتريولوجي على عينات من المخ أو المشيمة أو المنفحة (abomasum) والإفرازات المهبلية.
• يتيح فحص السائل الدماغي النخاعي إجراء تشخيص في الحيوانات الحية.
• – تحليل بلازما الدم :يمكن إجراء هذا الاختبار في النوع الذي يؤدي إلى تعفن الدم أو الإجهاض. ومع ذلك، يجب أن يتم إجراء هذا الاختبار على مجموعة بها أعراض ومجموعة بدون أعراض، لأن العديد من الحيوانات السليمة يمكن أن تُظهر أجسامًا مضادة.

علاج داء الليستريا عند الأغنام

لكي يكون علاج مرض الليستيريا أو الدوار عند الأغنام فعالًا، يجب أن يكون سريعًا وطويل الأمد (14 إلى 21 يومًا). خيارات العلاج تتمثل في الآتي:

• أوكسي تتراسيكلين (10 مجم / كجم عن طريق الوريد).
• توليفة جنتاميسين + بنسلين (3 و 7 مجم / كجم).
• الفينيكول (20 مجم / كجم من). TPQ

البكتيريا مقاومة للسيفالوسبورينات وقد زادت مقاومتها مؤخرًا للمضادات الحيوية التالية: (الإريثروميسين -التتراسكلين -الستربتومايسين).

الإجراءات الوقائيه

• نظرًا لأن التلوث يحدث بشكل أساسي من خلال التبن أو السيلاج:

• يجب الحرص الاهتمام خاصة عند تحضير هذه الأطعمة.
• يجب حمايتها من الرطوبة الزائدة.
• ملاحظه أن يكون التبن الملفوف خاليًا من التربة.

• استبعاد جميع الكلاب بالقرب من مناطق التربية لأنها ناقلة للعدوي .
• التطعيم بلقاح موهن، ولكنه لا يزال مثيرًا للجدل في الأوساط العلمية. ومن الممكن ان يكون هذا اللقاح مفيدًا في قطعان أكثر من 100 أنثى حيث يكون حدوث حالتين من التهاب الدماغ سنويًا أمرًا شائعًا. كذلك، يمكن إعطاء البروبيوتيك (بكتيريا حمض اللاكتيك الحية).

مخاطر داء الليستيريا عند الغنم على البشر

• يعد داء الليستيريا عند الماعز والخرفان من الأمراض المشتركه ، أي يمكن أن تنتقل إلى البشر، ومع ذلك فإن انتقال العدوى مباشرة من الحيوان إلى الإنسان ليس الطريقة الرئيسية لانتقال المرض. ينتقل المرض إلى الإنسان عن طريق استهلاكه للمواد الغذائية من أصل حيواني أو نباتي ملوثة بالبراز أو المواد الغذائية من حيوان مريض (حليب ).

يشكل داء الليستريات عند البشر خطر كبير خاصه لدى النساء الحوامل والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، وهم:

• كبار السن.
• الأشخاص المصابون بالإيدز.
• مرضى السرطان.
• مرضى السكر.
• الأشخاص المصابون بالفشل الكلوي.
• المرضى الذين يتناولون بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات.
• الجبن الطري يعد من الأطعمة التي يمكن أن تكون ملوثة بالليستريات.

التعافي من مرض الليستيريا عند الأغنام (Listeriosis in Ovis) يعد نادر الحدوث، ولكنه ممكن مع العلاج المبكر بالمضادات الحيوية والرعاية الداعمة للحيوانات المصابة. ولكن مع الأسف لا توجد علاجات فعالة للحيوانات المجترة الصغيرة، وعادة ما تموت بعد الإصابة.