عن العدس أتحدث … دولة تحولت من أكبر منتج للمحصول إلي شعب يستورده من الخارج
بدأت مديرية الزراعة بدمياط لأول مرة في زراعة العدس بالمحافظة، حيث بدأ المزارعون في زراعة 5 أفدنة كتجربة أولى بالمحافظة، رغم ان مصر كانت أكبر دولة في العالم إنتاجا للعدس في حقبة السبعينيات بمساحة تجاوزت 50 ألف فدان.
وأكد تقرير رسمي أصدرته وزارة الزراعة ان العدس يعتبر من المحاصيل الشتوية البقولية في مصر .. بلغت المساحة المنزرعة منه في 4 ألاف فدان تقريبا، في محافظتي الشرقية وكفر الشيخ بالوجه البحري، وفي محافظتي أسيوط وقنا بالوجه القبلي. ويبلغ متوسط الانتاج من هذا المحصول الهام 5.24 اردب ، ويستلزم تحقيق الاكتفاء الذاتي من العدس طبقا للتقديرات الرسمية زراعة مساحة 75 ألف فدان فقط .
خلال حقبة السبعينات كانت مصر واحدة من أكبر مراكز إنتاج العدس في العالم بزراعة مساحات تجاوزت الخمسين ألف فدان سنويا يقع أغلبها في محافظتي قنا أسيوط، تليها تركيا والأرجنتين وأسبانيا، إلا أن زراعات العدس انهارت تماما في مصر بدءا من التسعينات ووصلت ذروتها خلال الألفية الثالثة حيث سجل عام 2009 مساحة زراعة للعدس لا تتجاوز ألف فدان فقط.
وترجع اهمية هذا المحصول الي أنه من المحاصيل الغذائية الهامة بالنسبة للانسان والحيوان حيث تستخدم حبوبه في غذاء الانسان اما تبن وقشر العدس فيستخدم في غذاء الحيوان وهذا يرجع الي قيمته الغذائية العالية لاحتوائه علي نسبة من البروتين تصل الي 27% ونسبة من الكربوهيدرات تقدر بنحو 60% ونصف في المائة من الفوسفور .
وأصدر الارشاد الزراعي بوزارة الزراعة التوصيات الفنية التي تساهم باتباعها في رفع انتاجية هؤلاء المزراعين من هذا المحصول الغذائي الهام ، موضحا ان زراعة العدس تجود في الأرض الصفراء المتوسطة أو الثقيلة الخصبة المستوية والجيدة الصرف علي أن تراعي تجنب زراعته في الأراضي الرملية والملحية والغير مستوية والسيئة الصرف والتهوية .
وتتضمن التوصيات مواعيد زراعة العدس في الوجه البحري في النصف الثاني من نوفمبر وذلك لتقليل الاصابة بمرض البياض الزغبي ، نظرا لطول فترة النمو تفضل الزراعة ، فيما يعتبر النصف الأول من نوفمبر الميعاد الأمثل لزراعة العدس في الوجه القبلي ويجب عدم التبكير أو التأخير عن ذلك لتفادي التأثير الضار لرياح الخماسين في خلال قترة التلقيح والاخصاب .
ويعد العدس من المحاصيل الشتوية ويزرع في الوجه البحري عقب أرز أو قطن أو ذرة أما في الوجه القبلي فيزرع بعد قطن أو ذرة رفيعة أو فول صويا وقد يزرع محملا علي القصب الخريفي في الوجه القبلي خصوصا في محافظة قنا .
ووفقا لتقرير رسمي أصدرته وزارة الزراعة، لا يزيد استهلاك الفرد في مصر من العدس بشقيه الأصفر وابوجبة عن 1.5 كجم سنويا بإجمالي استهلاك يقترب من 100 ألف طن سنويا طبقا للتقديرات غير الحكومية ومن خلال كمية العدس المستوردة سنويا بينما تشير التقديرات الحكومية إلي أن معدل استهلاك الفرد لا بتجاوز كيلوجرام واحد بإجمالي استهلاك 75 ألف طن سنويا.
وأضاف التقرير ان العدس يعد غذاء شعبيا مهما فقط للطبقات الفقيرة منها بل يعتبر أيضا طبقا رئيسيا في جميع الفنادق والمطاعم الكبري ولا يخلو منه بيت غني أو فقير في مصر خاصة في ذروة موسم استهلاكه خلال فصل الشتاء لارتفاع قيمته الغذائية حيث يحتوي العدس الأصفر علي 27٪ بروتين و 60٪ كربوهيدرات ونحو 0.5٪ فوسفور إضافة إلي غناه في فيتامين سي Vitamin C بما يساعد علي الإحساس بالدفء خلال فصل الشتاء البارد، في حين يزيد استهلاك العدس الصحيح (أبوجبة) صيفا عبر مطاعم الكشري خاصة في المدن والمصايف للانطلاق المصاحب لفصل الصيف خارج المنازل.