إحتفالا بـ«عام الإبل»…د هبة حسن تكشف معلومات لا يعرفها كثيرون عن سفينة الصحراء
خبير في صحة الحيوان – مصر
“أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ”- الغاشية 17-20
تظهر هذه الآيات كيف يُشدد في القرآن على النظر في الكون من حولنا وفي خلق الله، وكيف يتم التأمل في الحياة الحيوانية، بما في ذلك الإبل، كوسيلة للتفكير في عظمة الخالق وإعجاز خلقه.
وإحتفالا بالعام الدولي للإبل الذي يصادف العام الحالي وهو 2024 وفقا لما أعلنته منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، نوضح العديد من الحقائق التي لا يعرفها كثيرون عن سفينة الصحراء.
الإبل ومواجهة المناخ
تعيش الإبل في بيئات قاسية، حيث يمكنها التحمل والبقاء في الصحاري والمناطق القاحلة. يُعتبر هذا التكيف المثالي مؤشرًا على حكمة الله في خلق الكائنات لتعيش في بيئتها. و يشكل جزءًا لا يتجزأ من تراث العرب.
تمتلك الإبل قدرة فريدة على تحمل الحرارة الشديدة ونقص المياه، وهي صفات تظهر كتحفيز للإعجاز في تصميمها وتكييفها للبيئة القاسية.توفر الإبل للإنسان العديد من الفوائد الاقتصادية، فهي تستخدم كوسيلة للنقل وتوفير اللحوم والحليب. يُظهر هذا التوجيه الاقتصادي إلهام الله في خلق كائن يخدم احتياجات الإنسان بشكل متكامل.
تحمل الجمل العديد من الأسماء والصفات في اللغة العربية، وتظهر بعضها في القرآن الكريم. تشمل الأسماء “الجمل” و”الناقة” و”الإبل” و”الهيم”، وكل واحدة منها تحمل دلالة خاص.
كلمة “الهيم” في اللغة العربية تعبر عن حالة العطش الشديدة أو الظمأ، وغالبًا ما تستخدم للدلالة على الشرب في ظروف قاسية أو اللجوء إلى مصادر ماء غير اعتيادية نتيجة للعطش. في القرآن الكريم، ذُكرت كلمة “الهيم” في سياق يصف حالة العطش الشديدة والشرب من مصدر غير اعتيادي، كما ذُكرت في قوله تعالى: “فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ” (الحاقة 6)
الإبل وقدرة علي الحياة الصعبة
تُظهر قدرة الإبل على التكاثر والتناسل العجيبة، حيث تستطيع البقاء قوية وصحية في بيئات تعتبر صعبة للكثير من الكائنات الحية.
تتنوع أنواع الإبل في ألوانها وأحجامها، مما يبرز جمالية تصميم الله في خلق الحياة وتحقيق التنوع في الكون.
مميزات الإبل التي خصّها الله بها تعكس تكييفها للبيئة القاسية في الصحراء. ومن بين هذه المميزات:
تستطيع الإبل التنقل في صحاري الرمال وتحتل الأراضي القاحلة، مما يعكس تكيفها للظروف البيئية القاسية.
تتميز الإبل بقدرتها على السير لمسافات طويلة دون التعب، مما يجعلها وسيلة فعّالة لنقل البضائع والأفراد في الصحراء.
الإبل قادرة على السير في العتمة التامة في الليل، وهذا يساعدها في البحث عن الطعام أو التنقل دون الحاجة إلى الرؤية الكاملة.
الندبات المخروطية في فم الإبل تساعدها على تحمل الأعشاب الطبيعية والنباتات في البيئة القاسية، وتقليل الإصابة بالإصابات الناتجة عن الشوك. يعمل نظام الأنف على حماية الإبل من دخول الأتربة والرمال أثناء الأكل والتنقل، وهو آلية تكييف فعّالة
الفرق بين الإبل والجمل
الفرق بين الجمل والإبل:هنالك فرق بين الإبل والجمل ، فالإبل هو عبارة عن اسم جامع يشمل العديد من الأصناف هي الجمل والبعير والناقة وغيرها، أمّا الجمل هو الذكر من الإبل
تُقسم الإبل إلى نوعين رئيسيين: الجمل العربي والجمل البكتيري. يُشير النص إلى الاستخدامات المختلفة للإبل، بما في ذلك إنتاج الحليب، ويُقدم تصنيفًا لأنواع الإبل المميزة مثل المجاهيم والزرق والصفر. يتميز الإبل بصفات تكييفها مع البيئة الصحراوية، وتُقدم أسماء مختلفة تطلق على الإبل وفقًا للأصل أو طريقة شرب الماء.
نرى أن خلق الإبل ليس فقط آية علمية تدل على حكمة الله في تصميم الكائنات، بل يعكس أيضًا رحمته وعنايته بالإنسان، حيث وفر له وسائل للبقاء والتكيف في بيئته المحيطة.