د. تغريد حمدي عباس علي تكتب عن الغش الغذائي
الغش الغذائي
د. تغريد حمدي عباس علي- باحث- قسم صحة الأغذية- معهد بحوث صحة الحيوان
تتزايد أهمية الإستهلاك الغذائي الصحي والآمن يومًا بعد يوم , كما تؤدي عروض الأسعار ,والأغذية المنافسة ,شركات المواد الغذائية إلي زيادة المنافسة في سوق المواد الغذائية والغش.
كما أن معرفة الناس أكثر عن الغذاء الآمن والرغبة في منع الآثار السلبية للأغذية المستهلكة علي الصحة, جعلت قطاع الأغذية ملزماً بمراقبة الإنتاج وتحليله للمخاطر, وذلك من خلال مراقبة سلامة الأغذية وجودتها, خدمات التفتيش , التعليمات الفنية والصحية لسلامة الغذاء.
والغش الغذائي هو أي فعل ُمتعمد يُقصد منه خداع الستهلكين بتزويدهم بمعلومات خاطئة عن جودة المنتجات الغذائية ومكوناتها لتحقيق مكاسب مالية.
وقد أصبح بيع الأغذية المغشوشة في بلدان العالم كافه نشاطاً غير مشروع يتيح جني الكثير من الأموال.
ومن المهم للمستهلك أن يكون علي ثقة تامة بجودة وسلامة الغذاء الذي يشتريه, ويفضل الكثير من المستهلكين شراء سلع من علامات تجارية معينة لحسن سمعتها وجودتها العالية, والبعض يحرص علي شرائها حتي لو كانت غالية الثمن.
ويتم غش الغذاء عن طريق الأستعاضة عن بعض المكونات عالية الجودة بأخري أرخص لجني الأرباح. كما يمكن أن يتم الغش الغذائي في أي مرحلة من مراحل سلسلة الإمداد الغذائي, وقد يستحيل في بعض الأحيان كشف حالات الغش إلا عن طريق معدات خاصة.
وتتفاقم مشكلة غش الغذاء في البلدان النامية لعدم توافر ما يلزم من القدرات التقنية لكشف الغش الغذائي.
وتنطوي المنتجات الغذائية المغشوشة علي خسائر إقتصادىة باهظة ومخاطركبيرة علي الصحة العامة. ويستغل هؤلاء المحتالون التقدم العلمي والتقني لتصنيع أغذية مغشوشة علي نحو متقن لا يمكن تمييزها في المظهر والمذاق عن الأغذية المعدة من منتجات طبيعية أصلية.
طرق الغش الغذائي:
تتعدد طرق الغش الغذائي ومن أهمها و أكثرها شيوعاً:
إستبدال المكونات: وذلك بالإستعاضة عن مكون أو جزء عالي القيمة في المنتج بمكون آخر أقل قيمة.
التخفيف بالمزج: عن طريق خلط سائل عالي القيمة بآخر أقل لتقليل التركيز وخفض تكاليف الإنتاج.
إخفاء المكونات المستخدمة في إنتاج المنتج الغذائي وعدم تبيانها.
تحسين المنتج الغذائي بلا موافقة الجهات المعنية, كإضافة مواد غير معروفة أو مُعلنة إلي المنتج.
وضع معلومات خاطئة علي غلاف المنتج أو المُلصق للتضليل.
التزوير ونسخ إسم علامة تجارية معروفة علي منتج متدني الجودة.
الإنتاج في السوق الموازية, السرقة والتحريف ,وبيع منتجات غير مسجلة.
ومن أكثر اللأغذية عرضه للغش :
اللحوم : وذلك بإضافة لحوم اقل قيمة مثل لحوم الحمير, الكلاب و اللحوم النافقة وغيرها إلي اللحوم البقرية وعادة ما تستخدم في منتجات اللحوم.
الأسماك : حيث أن الأسماك عالية السعر يكون غشها من خلال تبديل الأسماك الأصلية بالمقلدة, أو ذكر أن الأسماك طبيعية من صيد البحار ولكن يتم إنتاجها في المزارع.
غش اللبن: ووذلك عن طريق نزع جزء من الدهن أو إضافة ماء , و إضافة النشا والجيلاتين لزيادة لزوجة القوام. أو يحتوي علي مواد حافظة غير مصرح بها مثل حمض البوريك, الفورمالين و كربونات الصوديوم.
زيت الزيتون : عن طريق إضافة زيوت أخري مثل زيت الكانولا وزيت دوار الشمس.
البهارات : من اهمها غش الكركم بإضافة Lead chromate باللون نفسه وهو مادة خطيرة علي الصحة.
العسل : وذلك بإضافة الماء والمحليات الصناعية مثل سكر الذرة.
الأغذية العضوية هي الأسهل في الغش وذلك عن طريق تعبئة مواد عادية (غير عضوية) علي أنها عضوية و بيعها يأسعار مرتفعة.
الكشف عن الغش الغذائي:
ومن أهمها تحليل الحمض النووى DNA كما في حالات خلط اللحوم البقرية بأنواع لحوم أخري أرخص مثل لحوم الحمير وغيرها ,أو تزييف شرائح بعض أنواع الأسماك بأنواع أخري أقل قيمة.
تحليل نسب نظائر الكربون المستقرة , كما في حالات غش العسل بشراب الذرة.
الرنين المغناطيسى النووى وهي من أكثر الأساليب تعقيداً.
أضرار الغش الغذائي:
الضرر غلي صحة الإنسان: حيث يضر الغش الغذائي بصحة الإنسان في حالة إضافة مواد سامة أو إزالة عناصر غذائية أساسية لأغراض الغش.
كما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الغذاء.
التحسس من بعض المكونات المضافة خلسة إلي المنتجات الغذائية المغشوشة.
الضرر الإقتصادي:
عدم حصول المستهلك علي المنتج الذي يتوقعه لقاء المال الذي دفعه لتردي جودته بوجه عام.
كما يؤثر الغش الغذائي سلباً في أداء الشركات المشروعة التي تفقد بعض المستهلكين بسبب مبيعات المنتجات الغذائية المغشوشة.
كما قد يطال ضرر الغش الغذائي التجارة الدولية , وذلك بحكم عولمة التجارة وإزدياد الطابع المعقد لعمليات الإنتاج وسلاسل الإمداد,والمكونات والمواد علي إمتداد خطوط الإنتاج فبات هناك المزيد من المخاطر ومواطن الضعف المقترنة بالغش الغذائي. ويرجع ذلك إلي صعوبة مراقبة ما يحدث في كل مراحل سلسلة الإمداد.
حماية المستهلك من الغش الغذائي:
تفعيل الدور الرقابي للدولة للحد من الغش الغذائي وذلك عن طريق:
تطبيق نظم رقابية فعالة تكون من السياسة العامة للدولة علي المستوي الوطني, مع التنسيق بين الهيئات المختلفة المختصة بالغذاء
تطبيق إجراءات تدقيق فعالة في سلاسل إمداد الغذاء للموردين.
الإستثمار في تقنيات الكشف عن الغش باجهزة محمولة تعطي نتائج فورية , مما يسمح بتقليل المخاطر وتحسين سلامة الغذاء.
سن التشريعات الصارمة بالحبس أو الغرامة لكل من يشارك في عمليات الغش الغذائي.
وجود مواصفات غذائية حديثة ولوائح تواكب التسارع في تقنيات الغش الحديثة إلي جانب التشريعات.
منح الطبيب البيطري السلطة التنفيذية في حالة كشف الغش الغذائي.
تفعيل الدور الرقابي لجهاز حماية المستهلك.