د محمد مكين يكتب: خطورة الامراض البكتيرية علي الصحة الحيوانية واثرها السلبي علي الاقتصاد القومي (2)
رئيس بحوث البكتريولوجي بمعهد بحوث الصحة الحيوانية
تناولنا في اللقاء السابق في سلسلة المقالات عن خطورة الامراض البكتيرية علي الصحة الحيوانية واثرها السلبي علي الاقتصاد القومي مرض الالتها ب الرئوي و مرض التسمم الدموي وهو نوع من الالتهاب الرئوي واشرنا الي توعية المربيين بخطورة هذة الامراض وكيفية الوقاية منها.
وفي هذة المقالة سوف نتناول مرض بكتيري هام جدا يؤثر بصورة مباشرة علي الصحة الحيوانية وعلي الاقتصاد القومي وهو مرض التهاب الضرع وهو عبارة عن التهاب في انسجة الضرع في الحيوانات الحلابة ويحدث غالبا عند وجود الخلايا الدموية البيضاء بكثرة في انسجة الضرع كعوامل مقاومة الجسم للبكتريا التي هاجمت الضرع عن طريق قنوات الحلمات والمرض يصيب جميع الحيوانات الحلابة وخاصة الغزيرة الانتاج والبقرة المصابة بالتهاب الضرع يمكن تعريفها بوجود تغيرات في الضرع من ناحية وجود سخونة والتهاب في الضرع وورم وصلابة في ملمسة والذي يكون مؤلم للحيوان ووجود تغير في الحليب من ناحية الشكل والقوام ويشمل تغير اللون والحليب يكون مائي او متقطع ووجود افرازات صديدية او دم والمرض واسع الانتشار في جميع انحاء العالم ومن ناحية الاهمية الصحية والاقتصادية فان مرض التهاب الضرع يتسبب في خسائر اقتصادية فادحة والتي تتمثل في قلة انتاج الحليب وقلة جودتة ويكون الحليب غير مناسب للاستخدام الادمي بالاضافة الي التخلص من الحيوانات المصابة بالذبح او نفوقها والذي يؤثر بصورة مباشرة علي الثروة الحيوانية والاقتصاد القومي كما ان عملية صناعة الحليب ومنتجاتة تتاثر بشكل كبيرة والمرض يصبيب الحيواات في اى وقت خلال العام وان كان اكثر في فصل الصيف.
وتنقسم مسببات التهاب الضرع البكتيرية الي: ميكروبات مستعمرة بصورة طبيعية في غدة الضرع وتنتشر وتسبب الالتهاب عن طريق ايدي عمال المحلب وادوات الحليب الالي وتمثل هذة البكتيريا اكثر من 80 % من مسببات التهاب الضرع والنوع الثاني من البكتيريا هي بكتيريا تتواجد في البيئة المحيطة بالحيوانات وهذة الميكروبات تسبب تلوث الضرع والحلمات بها لوجودها في البيئة المحيطة بالحيوانات وخاصة في المزارع الحلابة والتي تفتقد اتخاذ الاجراءات الصحية المناسبة و التطهير المستمر للحظائروالعناية بنطافة الحيوان. وعموما فان الميكروبات تدخل الي الضرع عن طريق ايدي عمال المحلب وادوات الحليب الملوثة وتمثل الحشرات عومل مساعدة لدخول هذة الميكروبات الي الضرع وايضا استخدام مجففات الضرع الملوثة ووجود اصابات في الحلمات وهناك ميكروبات تنتقل الي الضرع عن طريق الدم وتسبب في التهابة كالميكروبات المسببة لمرض السل البقري ومرض الاجهاض المعدي.
وللمرض اعراض عامة يمكن تلخيصها في اولا: تغيرات في الحليب من ناحية الشكل والقوام (حليب مائي-وجود افرازات صديدية او دم ووجود تجلطات) بجانب الانخفاض الواضح في انتاج الحليب وثانيا: تغيرات في الضرع والتي تلاحظ بالفحص الظاهري من ناحية زيادة حجم الضرع وسخونتة وصلابة الملمس عن الضرع السليم وثالثا: يلاحظ وخاصة في الحالات الحادة ارتفاع في درجة حرارة الحيوان وقلة الشهية وسرعة التنفس والخمول.
وللمرض صورتان رئيسيتان وهما صورة التهاب الضرع الظاهري والواضح او الاكلينيكي وفيها يكون تغيرات في الحليب وتغيرات علي الضرع والتي ذكرناها سابقا واضحة للمربي بالعين المجردة والصورة الثانية يكون الضرع فيها سليم والحليب طبيعي بالعين المجردة ويسمي بالتهاب الضرع الخفي والذي يتم الكشف عنة باختبار حقلي يجري في المزارع يسمي اختبار كاليفورنيا وايضا بارسال عينات للفحص بالمعمل البيطري.
وتتمثل الاتجاهات العامة للوقاية من مرض التهاب الضرع وانتاج حليب صحي سليم في:
- التغذية الجيدة والمتوازنة للحيوانات الحلابة بالاعلاف الجيدة ومركزاتها والاملاح المعدنية والفيتامينات.
- التطهير المستمر للمزارع والحظائر بالمطهرات المختلفة والتي تعتبر من الامور الهامة التي تؤثر بشكل مباشر علي الحيوانات ونظافة اللبن فلابد من التخلص من فضلات الحيوانات باستمرارمما يقلل من فرص تلوث جسم الحيوانات بها وتلوث الارضية والتي يجب ان تكون ذات ميل كافي لسهولة حركة المياة والفضلات لقنوات التصريف.
- الحرص علي برامج التحصين المختلفة سواء كانت لقاحات بكتيرية او فيروسية واعطائها للحيوان في مواعيدها وبالطرق الصحيحة.
- يجب ان تتم عملية الحلب في مكان نظيف و تحت الظروف والشروط الصحية المناسبة والتي تتلخص في تطهير جميع ادوات الحليب وايدي العمال القائمين بعملية الحلب والاهتمام بالحالة الصحية لهم ويجب ان يكون الحيوان بصحة جيدة والاهتمام بنظافتة بازالة الروث وحلق شعر المنطقة الخلفية والضرع وربط الذيل اثناء عملية الحلب و الحرص علي نظافة الضرع قبل بدء عملية الحلب من غسل الضرع والحلمات بالماء والصابون والماء الدافئ وتجفيفة بمناشف نظيفة ويجب مراعاة عدم حلب الحيوان بمكان بة غبار او اتربة ولا تقدم لة علائق اثناء الحلب ولكن تقدم العلائق قبل الحلب بساعة ويجب التخلص من قطرات الحليب الاولي لانها غالبا تحتوي علي ميكروبات كما يجب التخلص من حليب الحيوانات التي عولجت بالمضادات الحيوية وعدم استخدامة للاستهلاك الادمي الابعد مرور 3 الي 4 ايام من العلاج.
- بالنسبة للحلب اليدوي فيجب الاهتمام بصحة ونظافة القائمون بعملية الحلب ويجب الفحص الدوري لهم للامراض المعدية وان تكون ملابسهم نظيفة ويقوموا بتطهير الايدي قبل عملية الحلب والتي لايجب ان تكون بها شقوق اوخواتم حتي لايتسبب هذا في اصابة الضرع كما يجب ان تكون جميع ادوات الحلب نظيفة ومعقمة وترتب علي حسب الحاجة لها من مصافي وجرادل واقساط اما بالنسبة للحلب الالي فيجب ان تكون ادواتة نظيفة ومعقمة قبل بدء عملية الحلب وان يتم تعقيم الاكواب التي تدخل في الحلمات قبل عملية الحلب وبعدها ويجب وضع هذة الاكواب في محلول معقم قبل استخدامها لحيوان اخر. وبالنسبة لاوعية واواني الحلب يجب الاهتمام بنظافتها لانها مصدر هام لتلوث الحليب بالميكروبات وتكون ذات اسطح ملساء وخالية من الزوايا لسهولة نظافتها وان تكون من مواد غير قابلة للصدا وتتحمل المنظفات الكيميائية ويستخدم في نظافتها الماء البارد والصابون وفرشة وتغسل بماء ساخن وتجفف بمناشف نظيفة.
- يجب علاج الحيوانات المريضة بالتهاب الضرع وعزلها عن الحيوانات السليمة وعدم ادخال حيوانات جديدة الي المزرعة الا بعد التاكد من خلوها من الامراض كما يجب ان تحلب الحيوانات المريضة منفصلة وبادوات معينة لايتم استخدامها للحيوانات السليمة.
- الكشف الدوري عن حالات التهاب الضرع الخفي او الغير اكلينيكي يعتبر من اهم طرق الوقاية قبل ان يتحول الي التهاب ظاهري ويتم ذلك كما ذكرنا باختبار حقلي في المزرعة وهو اختبار كاليفورنيا.
- عند الاشتباه في اصابة الحيوان بالتهاب الضرع يتم عزلة في مكان نظيف ويتم غسل الضرع كما سبق ذكرة واخذ عينات حليب من كل ربع علي حدة بصورة منفصلة في زجاجة معقمة علي ان يترك الدفعة الاولي من الحليب ويؤخذ التي تليها ويتم ارسال هذة العينات الي المعمل البيطري لتحديد الميكروب المسبب وتحديد العلاج المناسب من المضادات الحيوية كما يجب تجنب الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية حيث انها تزيد من مقاومة الميكروبات لها.