شهدت فعاليات المؤتمر العلمي الثالث لعلوم البساتين تحت عنوان «التنمية البستانية المستدامه في مصر » ونظمه مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة الذى يهدف الى وضع اسس لتطوير قطاع البساتين وزيادة قدراته التنافسية فى الاستثمار والتصدير بحضور الدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة الأسبق والدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري الأسبق والدكتور رمزي ستينو وزير البحث العلمي الأسبق وخبراء الزراعة في مصر من مختلف المراكز البحثية والعلمية إهتمام رجال الأعمال والباحثين بطرح أهمية التوجه نحو زراعة الجوجوبا في ظل الاهتمام الرئاسي بدورها في حل المشاكل البيئية والحد من مخاطر التلوث وتحقيق القيمة المضافة من مشروعات زراعة الجوجوبا وفقا للمعايير العلمية.
وأشار الدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة الأسبق رئيس المؤتمر إلي إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أهمية بحث زراعة محاصيل غير تقليدية في المناطق الهامشية لرفع كفاءة إستخدام الموارد المائية والأرضية في ظل محدودية الموارد المائية وتركيز الأبحاث العلمية علي القيمة الاقتصادية لوحدة المياه.
وأكد «البنا»، إن زراعة الجوجوبا ليست وليدة اللحظة ولكنها إعتمدت علي تاريخ طويل من الأبحاث العلمية في مركز البحوث الزراعية والمحطات البحثية قبل البدء في تطبيق هذه الأبحاث في ظل إهتمام «غير مسبوق»، علي المستوي العالمي بزراعة هذا المحصول وفق رؤية علمية وإقتصادية تخدم رؤية الدولة المصرية في الإستفادة من مخلفات مياه الصرف الزراعي والصناعي وتحويلها إلي قيمة إقتصادية.
ومن جانبه إستعرض المهندس اسماعيل محمد رئيس الشركة المصرية الخليجية في الكلمة الإفتتاحية أهمية تنفيذ توجيهات القيادة السياسية نحو التوسع فى زراعة الجوجوبا بإعتباره نبات صناعى ذو عائد اقتصادى وبيئي واجتماعى ومساهمات فى انخفاض الانبعاثات الكربونية والاستدامة، لم يأتي من فراغ ولكنه تأكيد علي حرص الدولة المصرية علي التطبيق العلمي للزراعات عالية القيمة الاقتصادية والتي تقدم حلول للمشاكل البيئية وتشجيع تنفيذ مشروعات زراعية غير تقليدية لرفع كفاءة إستخدام الموارد المائية والأرضية ومواجهة ارتفاع معدلات الجفاف.
وقال رئيس الشركة المصرية الخليجية إن القيمة الاقتصادية لزراعة الجوجوبا تكون من خلال زيادة إنتاجية أشجار الجوجوبا وتخفيض تكلفة الإنتاجية والعمل علي مسارين في مجال زراعة الجوجوبا يعتمد المسار الأول علي حل مشاكل الصرف الزراعي والصناعي الناتج عن ارتفاع تكاليف المعالجة الثلاثية من خلال زراعة الجوجوبا لأغراض إنتاج الوقود الحيوي والطاقة، وأن إنتاج الوقود الحيوي من زيت الجوجوبا هو بديل النفط المستقبلي كمصدر للطاقة، وخاصة في محركات الطائرات، وسفن الفضاء والصواريخ.
وأضاف «إسماعيل محمد»، إن المسار الثاني يعتمد علي الإستفادة من مشروعات زراعة الجوجوبا إعتمادا علي المياه الجوفية من خلال القيمة المضافة لبذور الجوجوبا في عمليات تصنيع مستحضرات التجميل والعناية بالجسم في ظل الإهنمام العالمي بمنتجات التجميل عالية القيمة من بذور الجوجوبا.
وأوضح رئيس الشركة المصرية الخليجية لإستصلاح الأراضي ، ان تجارب زراعة الجوجوبا في عدد من المناطق الجديدة الهامشية والصحراوية بمحافظات البحر الأحمر والوادي الجديد ومطروح ساهم في التحول لكي تكون هذه المناطق هي بيت الخبرة لإكثار وزراعة الجوجوبا فى الشرق الأوسط بالتعاون مع المشروعات القومية في الأراضي الجديدة.مع الاهتمام بتحديد أنسب التراكيب المحصولية لزراعة الجوجوبا للحصول علي أعلي إنتاجية.
وأضاف «إسماعيل محمد»، أن زراعة الجوجوبا تعد من النماذج الناجحة لزراعة المحاصيل غير التقليدية وتم تنفيذها ضمن مشروعات الشركة الوطنية لاستصلاح الاراضى الصحراوية بمنطقة عين دالة في الوادي الجديد حيث تعد دليلا عمليا على نجاح توطين زراعة الجوجوبا فى مصر، إضافة الى ما حققته المصرية الخليجية لاستصلاح الاراضى الصحراوية فى كافة ربوع مصر والدول العربية.
وشدد رئيس الشركة المصرية الخليجية علي أهمية التعاون مع المراكز البحثية للاستفادة من الابحاث التطبيقية والخبرات والتقنيات الحديثة في التوسع في تنفيذ مشروعات خضراء لزراعة الجوجوبا بما يعود بالفائدة عليهما وعلى الإنتاج الزراعي والتكيف مع التغيرات المناخية ونقل التقنيات الحديثة في زراعة الجوجوبا للمناطق الجافة المستهدفة بما يحافظ علي الموارد الوراثية لهذه الزراعات، مشيرا إلي أن زراعة الجوجوبا يساهم في التخفيف من مخاطر العديد من الظواهر المناخية التي تهدد الإنتاج الزراعي في مناطق الإستصلاح الجديدة أو حماية شبكات الري الحديث من تأثير الكثبان الرملية عليها.
ولفت «إسماعيل محمد»، إلي ان خطط زراعة الجوجوبا تتم بالاراضي الهامشية دعما للجهود الوطنية المصرية خاصة ان الجوجوبا من الزراعات الاكثر تحملا للجفاف ونقص المياه والاكثر تاقلما مع الظروف المناخية وتعد حائط صد لمخاطر الكثبان الرملية علي الاستثمار الزراعي ، وتستفيد من مشروعات مصادر مياه مختلفة من الصرف الصناعى والصحى والزراعى بعد معالجتها .
ومن جانبه أكد الدكتور مجدي ملوك رئيس الهيئة الإستشارية للشركة المصرية الخليجية الفوائد البيئية لنبات الجوجوبا والإستخدام الأمثل لمياه الصرف المعالجة و الصناعات القائمة عليها واسهامات الجوجوبا والتطوير المستدام ومساهمتها فى قضايا تغير المناخ.
وأضاف «ملوك»، إنَّ نبات الجوجوبا يُستخدم لإنتاج الوقود الحيوي، وكل الدول وخاصة الاتحاد الأوروبي، متجهة لهذا النوع من الوقود، ونخطط لاستخدامه وإنتاجه بحلول 2030 والتوجه للوقود الحيوي، مشيرا إلي إنه تم تسجيل سلالات جديدة من الجوجوبا تصل إلى 4 أصناف تم إجراء تجارب عليها في سيناء تمهيدا للتوسع في إنتاج مثل هذه المحاصيل الزراعية بالتنسيق مع الجهات المعنية بمختلف الوزارات.
وأوضح رئيس الهيئة الإستشارية للشركة المصرية الخليجية إن أهم التحديات التي تم العمل علي تحويلها إلي فرص من خلال تكثيف البحوث العلمية هو إنتاجية الجوجوبا والتي أصبحت مرتفعة للغاية وتحقق هامش ربح مناسب مع الإلتزام بالممارسات الجيدة خلال مراحل الزراعة والإنتاج، مشيرا إلي أن الجوجوبا هو من الزراعات المتحملة درجات ملوحة شديدة .
ومن جانبه قال المهندس اسماعيل محمد رئيس الشركة المصرية الخليجية لاستصلاح الاراضى الصحراوية بان المؤتمر يعد انطلاقة جديدة للتوسع فى زراعة الجوجوبا ضمن مناطق الإستصلاح الجديدة سواء في سيناء ضمن مساحة 350 ألف فدان أو البحر الأحمر أو مطروح، مشيرا إلي بدء العمل نحو استراتيجية لريادة مصر فى إنتاج الوقود الحيوى وإستغلال امثل فى الموارد المائية غير التقليدية وهى مياه الصرف الصحي والصناعى المعالج بالأراضى الصحراوية والمناطق الجافة والقاحلة.