مدير «أكساد»: طرق غير تقليدية للإستفادة من المخلفات الزراعية في إنتاج الأعلاف من الزيتون والصبار
>> العبيد: تصنيع أعلاف عالية القيمة لتربية الماعز والأغنام للحفاظ علي البيئة من التلوث
نظمت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في تونس زيارة لوفد منظمة «اكساد» برئاسة الدكتور نصرالدين العبيد مدير المركز، وذلك لأحد مواقع تصنيع أعلاف غير تقليدية في قرية صواف التابعة لولاية زغوان التونسية، والتي تبلغ مساحة المنطقة المستغلة لإنتاج الأعلاف 1500 هكتار تعادل أكثر من 4 الآف فدان، بإستغلال المخلفات الزراعية الناتجة عن تقليم أشجار الزيتون، وألواح وثمار الصبار لتصنيع عليقة غذائية للأغنام والماعز أقل تكلفة وأعلي قيمة غذائية.
وقال مدير «أكساد»، إن إعادة تدوير المخلفات الزراعية يساهم في تقليل التلوث البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحويل المخلفات إلى أعلاف يقلل من تكاليف إنتاج الأعلاف التقليدية ويزيد من دخل المزارعين، موضحا أن هذه الزيارة تأتي ضمن اطار تعزيز التعاون القائم بين المركز العربي «أكساد» وديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بوزارة الفلاحة التونسية الذي انطلق منذ الثمانينات من خلال مشروع إنتاج الكباش البربرية المحسنة، وتواصل في التسعينات ليشمل قطاع الإبل من خلال أنشطة شبكة البحوث وتطوير الإبل.
وأضاف «العبيد»، إنه تم خلال الجولة عرض فني وتقني وتشغيل معمل متنقل لتصنيع الاعلاف من المخلفات الزراعية والذي أهداه المركز العربي «أكساد» الى ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى، حيث اطلع المشاركون على تصنيع المخلفات الزراعية من الصبار الاملس والزيتون وكافة المخلفات الزراعية، وكيفية اضافة المركزات العلفية ورفع القيمة الغذائية للمخلفات، بما يساهم في توفير الاعلاف للحيوانات وتخفيض التكاليف.
وأضاف مدير «أكساد»، إنه تم تدريب وتأهيل فرق العمل على استخدام معدات تصنيع الأعلاف، واتخاذ الاجراءات اللازمة لعقد ايام حقلية للمربين في المنطقة لاستخدام معمل تصنيع الاعلاف، والاستفادة منه في ولايات اخرى في إطار التوسع في مساحات حقول الصبار الاملس في المنطقة، والاستفادة المثلى من المخلفات الزراعية في تونس وفي مختلف الدول العربية.
وأوضح «العبيد»، إن هذا التعاون مع وزارة الفلاحة التونسية شهد تطورا ملحوظا تزامنا مع توقيع اتفاقية تعاون بين الطرفين عام 2022 بتنفيذ مشاريع لدعم الجهود التونسية في مجالات التلقيح الاصطناعي للمجترات الصغيرة من الماعز والأغنام وتحسين السلالات وتنمية الأعلاف عبر تثمين المخلفات الزراعية، وتحسين القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية وتصنيعها لتغذية الحيوانات، وتوفير الآلات لهذا الغرض.
وشدد مدير «أكساد»، علي تطوير علاقات التعاون القائمة بينهما إلى شراكة فاعلة ترتكز على تخصيص منصة لتنفيذ برامج تعاون بحثية وتطبيقية تنموية مشتركة في الجمهورية التونسية للمساهمة في معالجة الإشكاليات التي تعيق تحقيق الأهداف التنموية للقطاع الزراعي وإستدامته.
ولفت «العبيد»، إلي أهمية الاستفادة من مخلفات الصبار وأشجار الزيتون في إنتاج الأعلاف كخطوة مهمة نحو تحقيق الزراعة المستدامة وتوفير غذاء آمن ووفير للحيوانات، من خلال البحث والتطوير، حيث يمكن تحويل هذه المخلفات إلى ثروة حقيقية تساهم في تطوير القطاع الزراعي والحيواني.
وأشار مدير «أكساد»، إلي أن مخلفات الزراعة، بما فيها مخلفات أشجار الصبار والزيتون، تعتبر ثروة ضائعة في الكثير من الأحيان. ومع تزايد الاهتمام بالزراعة المستدامة والبحث عن مصادر غذائية بديلة للحيوانات، برزت أهمية إعادة تدوير هذه المخلفات وتحويلها إلى أعلاف ذات قيمة غذائية عالية موضحا أن هذه المكونات غنية بالألياف والسكريات والبروتينات والمعادن، مما يجعلها مكونًا مثاليًا للأعلاف.
وأوضح «العبيد»، إن مخلفات أشجار الزيتون غنية بالمواد المضادة للأكسدة والفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى محتوى جيد من البروتين والألياف، ويمكن الاستفادة من هذه المخلفات من خلال التجفيف والتخزين للحفاظ عليها لفترة أطول وتسهيل عملية النقل والتخزين، مشيرا إلي أن التقطيع والتكسير يساعد على زيادة مساحة السطح المعرض للإنزيمات الهضمية، مما يسهل هضمها من قبل الحيوانات، وتوفير تغذية متوازنة للحيوانات وتحسن من صحتها وإنتاجيتها من اللحوم والألبان.
وأشار مدير «أكساد»، إلي إنه يمكن خلط هذه المخلفات مع أعلاف أخرى مثل التبن والذرة للحصول على علف متكامل ومتوازن غذائيًا، أو يمكن تحويل المخلفات إلى أعلاف مركبة عن طريق إضافة بعض المكونات الأخرى مثل المضافات الغذائية والفيتامينات والمعادن، واستخدام أوراق الصبار وأوراق الزيتون كمرعى للحيوانات، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة.
ولفت «العبيد»، إلي أن الاستفادة من مخلفات الصبار وأشجار الزيتون في إنتاج الأعلاف تعد خطوة مهمة نحو تحقيق الزراعة المستدامة وتوفير غذاء آمن ووفير للحيوانات من خلال البحث والتطوير، موضحا إنه يمكن تحويل هذه المخلفات إلى ثروة حقيقية تساهم في تطوير القطاع الزراعي والحيواني.