الأخبارالصحة و البيئةامراضصحة

«أكساد»: 15 دولة عربية تبحث جهود الحكومات لتعزيز مفهوم «الصحة الواحدة» للوقاية من الامراض المشتركة

>> العبيد: مشروعات عربية للسيطرة علي الأمراض الوبائية ومشروعات لخرائط مرضية في 4 دول عربية         

إفتتح الدكتور نصرالدين العبيد مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، في مقر المنظمة بالصبورة ورشة عمل بعنوان «تعزيز مفهوم الصحة الواحدة في الوطن العربي» لتعزيز الأمن الغذائي والصحي في المنطقة العربية، بمشاركة 15 دولة عربية واجنبية وعدد كبير من المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة في هذا المجال عبر تقنية “Zoom”، وعدد من الباحثين والاختصاصيين من وزارات الصحة والزراعة والثروة الحيوانية في الدول العربية .

وتهدف الورشة إلى تبني وتطبيق مفهوم «الصحة الواحدة» الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والنظام البيئي لتحقيق استدامة صحية متكاملة حيث تضمنت مناقشات حول أهمية تكامل الجهود للوقاية من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتأثيرها على الصحة العامة، وسلامة الغذاء، والبيئة من خلال تعزيز التعاون بين القطاعات الصحية، البيئية، والزراعية، وخاصة في ظل التغيرات المناخية الأخيرة والتحولات البيئية في المنطقة.

وقال مدير «أكساد»، خلال كلمته الافتتاحية أن المنظمة أولت اهتماماً كبيراً في مواجهة الأمراض العابرة للحدود حيث أنشأت لهذا الغرض برنامجاً بحثياً منذ عام 2008 لإجراء أبحاث ودراسات حول الأمراض العابرة للحدود وتأثير التغيرات المناخية على الصحة الحيوانية، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع النوعية كان أهمها مشروع رسم الخرائط الوبائية وما نتج عنه من رسم 86 خارطة مرضية لتحديد العوامل المساعدة لانتشارها والتنبؤ بوقت نشاطها.

وأضاف «العبيد»، أن مركز «أكساد» عمل على إعداد مشاريع لرسم الخرائط المرضية في 4 دولة عربية هي الكويت والسعودية والجزائر وسورية، إلى جانب مشاريع تقييم واقع الخدمات البيطرية، وبناء القدرات في مجال تشخيص ووبائية الأمراض المعدية في الإبل، ودراسة التسمم الحملي عند الماعز الشامي والإنذار المبكر بالتعاون مع البحوث العلمية، وغيرها.

وأوضح مدير «أكساد»، إن هذه المشروعات بهدف مواجهة التحديات الصحية، والإنذار المبكر والاستجابة العاجلة، بالتعاون مع وزارات الزراعة والثروة الحيوانية العربية والمنظمات الدولية والإقليمية لبناء شبكات تعاون لمكافحة الأمراض العابرة للحدود لتحقيق أهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة.

وأشار «العبيد»، إلي  أن مفهوم الصحة الواحدة هو إطار عمل يهدف إلى تعزيز التعاون وحشد الطاقات وتوحيد الجهود بين مختلف القطاعات والاختصاصات لضمان الوقاية والسيطرة على الأمراض الوبائية، وخاصة الأمراض المشتركة التي تنتقل بين الحيوانات والبشر، ولعل من أهم المحاور التي تندرج تحت مفهوم الصحة الواحدة، خاصةً وقد أصبح العالم اليوم قرية صغيرة، هي الأمراض العابرة للحدود، منوهاً أن «أكساد» قام بإعداد دراسة متكاملة حول الأحزمة الخضراء التي من شأنها أن تقوم  بدور حيوي هام في مكافحة التصحر وتحسين البيئة، إلى جانب دورها في حماية التنوع البيولوجي وتخفيف آثار التغيرات المناخية، ويعتبر مفهوم الصحة الواحدة أحد ركائزه.

وفي ختام الورشة صدرت عدة توصيات تهدف إلى تحسين السياسات والممارسات بما يتوافق مع معايير الصحة العالمية، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الرصد البيئي والصحي، ودعم برامج التوعية للحد من مخاطر الأمراض المشتركة، أهمها تنظيم مؤتمر عربي للصحة الواحدة حضوري مرة كل عامين في احدى الدول العربية.

وأوصي المشاركون في ورشة العمل بتأسيس لجنة رفيعة المستوى للصحة الواحدة تضم ممثلين عن كافة الوزارات والقطاعات والمنظمات والهيئات ذات العلاقة، إضافة لتحديد الأولويات لأنشطة الصحة الواحدة في المنطقة العربية ووضع خطة عمل عربية وخارطة طريق وربط الامراض بالمعطيات الجغرافية وعلاقاتها بالتغير المناخي، وتشجيع الأبحاث بين القطاعات حول المخاطر الصحية وإعادة النظر في اللوائح الصحية الدولية في ضوء تجارب الجائحات السابقة ورفع القدرات وتبادل الخبرات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى