د محمد عيد يكتب: هل تستفيد صناعة الألبان من الذكاء الإصطناعي؟

باحث – معهد الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية – مصر

الذكاء الاصطناعي (AI) هو فرع من علوم الكمبيوتر يهدف إلى إنشاء أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا. تشمل هذه المهام التعلم و التفكير و حل المشكلات واتخاذ القرارات والفهم اللغوي.

وعلى الرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي العديدة إلا أنه يثير أيضًا مخاوف وانتقادات متعددة. فالذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تكنولوجية تحمل في طياتها العديد من الفوائد والمخاطر، لذلك فإنه من الضروري أن نتعامل مع هذه التقنية بحذر ووعي شديد من خلال وضع القوانين والمعايير الأخلاقية المناسبة لضمان استخدامها بشكل مسؤول.

يتطلب المستقبل التوازن بين الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي ومعالجة التحديات المرتبطة به لضمان تحقيق الفائدة القصوى للمجتمع.

مزايا الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة وإنتاج الألبان

أولآ :تحسين الكفاءة والإنتاجية

فهناك العديد من الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة العمليات حيث يمكن للأنظمة الذكية معالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة تفوق البشر مما يؤدي إلى تحسين اتخاذ القرارات وزيادة الإنتاجية، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المتعلقة بالإنتاجية مثل كمية الحليب التي تنتجها الماشية وذلك من خلال تحليل هذه البيانات وبالتالي يمكن للمزارعين تحديد الأبقار الأكثر إنتاجية وتحسين استراتيجيات الرعاية.

ثانياً: الصحة ورعاية الحيوانات

تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بمراقبة صحة الحيوانات حيث يمكن لهذه الأنظمة تحليل سلوك الحيوان مثل تناول الطعام أو النشاط البدني وبالتالي يمكن الكشف عن أي تغييرات قد تشير إلى مشكلة صحية، وتحسين التغذية
يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الاحتياجات الغذائية للحيوانات وتقديم التوصيات اللازمة لتعديل الحمية الغذائية لتحقيق أقصى إنتاجية ممكنة.

ثالثا التطبيقات المتعددة

تطبيقات الذكاء الاصطناعي تدخل في مجالات متنوعة وذلك بدءًا من الرعاية الصحية حيث يتم استخدامه في تشخيص الأمراض وصولاً إلى السيارات ذاتية القيادة و كذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية لتحسين تجربة العملاء.

رابعا : توفير الوقت والجهد

يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بكل المهام الروتينية مما يتيح للموظفين التركيز على مهام أكثر استراتيجية وإبداعية مما يؤدي إلي زيادة الإبداع والابتكار في المؤسسات.

خامسا: تحليل البيانات

الذكاء الاصطناعي يمتاز بأن له قدرة عالية على تحليل البيانات الكبيرة واستخراج الأنماط منها مما يساعد الشركات على فهم السوق بشكل أفضل وتوجيه استراتيجياتها.

سادسا: إدارة سلسلة التوريد

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة اللوجستيات وسلاسل التوريد مما يساعد على تحسين توزيع المنتجات وتقليل الفاقد.

سلبيات الذكاء الاصطناعي علي منظومة إنتاج وصناعة الألبان

أولآ: فقدان الوظائف

استطاعة الذكاء الاصطناعي القيام بأداء كل الوظائف هي إحدى أكبر المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي فمع تقدم التكنولوجيا قد تصبح بعض الوظائف غير ضرورية مما يؤدي إلى فقدان فرص العمل للعديد من الأشخاص وبالتالى ارتفاع معدلات البطالة وهذا ناقوس خطر كبير جداً، وقد يؤدي الاعتماد التام علي الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الحاجة للعمالة البشرية مما يسبب فقدان بعض الوظائف وهذا كما ذكرنا من قبل ناقوس خطر كبير لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار.

ثانياً: المخاوف الأخلاقية

استخدام الذكاء الاصطناعي يدق ناقوس خطر آخر هام جداً في العديد من القضايا الأخلاقية مثل الخصوصية والتحيز. حيث يمكن أن تتسبب الأنظمة في اتخاذ قرارات غير عادلة إذا كانت البيانات المستخدمة لتدريبها متحيزة كما أن هناك قضايا أخلاقية تتعلق بكيفية استخدام البيانات و خاصة إذا ما كانت تتعلق بالثروة الحيوانية أو الصحة العامة.

ثالثاً : الأمان

وهذا يعتبر من أكثر التحديات والمخاطر التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي حيث يمكن استخدامه في أنشطة غير قانونية مثل القرصنة أو إنشاء محتوى مضلل مما يهدد الأمان الشخصي والمجتمعي، وتعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على البيانات مما يعرضها لمخاطر الاختراق وسرقة البيانات الحساسة.

رابعا: الاعتماد على التكنولوجيا وعدم الدقة

الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى ضعف في المهارات البشرية التقليدية في الإنتاج والمعالجة، قد تحدث أخطاء في التقديرات أو التوصيات وذلك لأنه قد تكون الأنظمة غير دقيقة في بعض الأحيان.

خامسا :عدم القدرة على الفهم العميق

رغم أن الذكاء الاصطناعي يمكنه معالجة البيانات والتعلم منها إلا أنه قد يفتقر إلى الفهم العميق والسياق مما قد يؤدي إلى أخطاء في اتخاذ القرارات في مواقف معقدة.

سادسا: التعقيد في التشغيل

تحتاج أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى خبراء لتشغيلها وتحليل البيانات مما قد يزيد من تعقيد العمليات.

سابعا : تأثيرات بيئية

قد يؤدي الاستخدام المكثف والمفرط للتكنولوجيا إلى زيادة استهلاك الطاقة والموارد.

ثامنا: التكاليف العالية

كذلك تطوير وتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يتطلب استثمارات كبيرة في التكنولوجيا والبنية التحتية.

في النهاية يمكننا القول أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة في العديد من الصناعات بما في ذلك صناعة الألبان. فبينما يوفر الذكاء الاصطناعي فرصًا لتحسين الكفاءة والإنتاجية في مجال الألبان فإن التحديات والسلبيات المحتملة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لضمان استخدامه بشكل مستدام وآمن.