
تُعد أشجار الزيتون من بين الأشجار المثمرة الأكثر انتشارًا في العالم، حيث تتميز بعمرها الطويل وقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف المناخية، ولكي تحافظ هذه الأشجار على إنتاجيتها العالية وجودة ثمارها، فإن تقليمها يُعتبر من العمليات الزراعية الأساسية التي يجب إجراؤها في الوقت المناسب وبطريقة صحيحة.
الموعد المناسب لتقليم أشجار الزيتون
تقليم أشجار الزيتون لا يقتصر على تحسين شكل الشجرة فقط، بل يساعد أيضًا في تعزيز النمو وزيادة كمية المحصول وجودته.
وفي هذا الصدد، نستعرض لكم من خلال السطور التالية، كافة التفاصيل المتعلقة بـ الموعد المناسب لتقليم أشجار الزيتون، وطريقة تقليم شجرة الزيتون.

ما هو الموعد المناسب لتقليم أشجار الزيتون؟
وفي هذا الإطار، يمكن تقليم أشجار الزيتون في فترات مختلفة بناءً على موقع زراعتها، سواء كانت في الهواء الطلق أو داخل المنازل. بالنسبة للأشجار المزروعة في الخارج، يُفضل تقليمها خلال الفترات التي لا تكون فيها في حالة نمو نشطة، وهذا يحدث عادةً خلال أشهر الشتاء الباردة، لكنه قد يختلف تبعًا للمنطقة التي تعيش فيها.
أما إذا كنت تزرع الزيتون داخل المنزل، فيمكنك إجراء عمليات التقليم الخفيفة على مدار السنة. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب فقط في قص جزء صغير من فرع أو فرعين صغيرين، يمكنك القيام بذلك تقريبًا في أي وقت.
وعند الحاجة إلى تقليم مكثف لشجرة زيتون داخلية، فمن المستحسن أن تنتظر أشهر الشتاء التي يتوقف فيها النمو التدريجي للأشجار الخارجية.

يُعتبر التقليم ضروريًا للحفاظ على صحة شجرة الزيتون، وعادةً ما تُزال الأوراق التالفة أو الصفراء أو المحتضرة لضمان نمو جيد وطبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تقليم الشجرة لتفادي ازدحام البراعم وإزالة الفروع المتقاطعة التي قد تؤثر على تدفق الهواء والإضاءة داخل الشجرة.

طريقة تقليم شجرة الزيتون
يتم تقليم أشجار الزيتون في فترة السكون المؤقت للأشجار لضمان عدم تحفيزها على إنتاج براعم خضرية جديدة بشكل مبكر، مما قد يستهلك العناصر الغذائية المخزنة اللازمة لدعم النموات المرتبطة بالموسم المقبل.
يُفضل اختيار قائد وسطي مناسب لكل فرع رئيسي، بحيث يحقق التوازن بين قوة النمو والطول المطلوب. يتم تقليم الفروع الرئيسية بحيث تأخذ شكلاً مخروطياً، عبر توزيع طول الأفرع الثانوية تدريجياً من القمة حتى القاعدة.
يُنفذ تقليم تقصير دقيق، حيث يجري فتح أو غلق قمة الشجرة بتحديد فرع رأسي أو منحني بلطف وفق الحاجة. وعند إجراء القطع، يتم التركيز على الجزء المتوسط المنخفض للفرع الثمري البالغ لضمان نتائج مثلى.
تُزال الأفرع المتهالكة أو الجافة في القسم المائل للفرع بهدف تشجيع تجديد النموات الثمرية. كما يجب تقصير الأجزاء الطويلة التي تمتد بعيداً عن شكل الشجرة الطبيعي لتحقيق تناسق أكبر.
للسيطرة على إنتاج الأفرخ المائية داخل الفروع، يتم التخلص من النموات الرأسية القوية، مع الإبقاء على النموات الضعيفة أو المنحنية لتجنب المنافسة الشديدة داخل الشجرة. يُراعى أيضاً تحقيق توازن بين النموات الخضرية والثمرية داخل الهيكل النباتي، مما يساهم في تقليل ظاهرة تبادل الحمل وتحسين الإنتاجية بصورة منتظمة ومستدامة.