
تُعتبر الخيول من الكائنات الهادئة بطبيعتها، حيث نادرًا ما تصدر أصواتًا كالحمحمة أو الجلجلة، وتعتمد بشكل رئيسي على لغة الجسد في تواصلها، لكن التحديات التي تنشأ في العلاقة بين الإنسان والخيل غالبًا ما تعود إلى اختلاف الإدراك الحسي ووسائل التعبير لدى كل طرف، مما قد يتسبب أحيانًا في حدوث سوء فهم.
حركات الخيل ومعانيها
الخيول كغيرها من الكائنات الحية، تعتمد على لغة الجسد للتواصل فيما بينها داخل القطيع، لذا من المهم أن يتمكن مربو الخيول وكل من يمتلك حصاناً من فهم هذه اللغة والتعرف على معانيها، بهدف تحقيق تواصل فعّال مع الحصان وفهم سلوكياته.
ومن خلال السطور التالية، نستعرض لكم أهم الإشارات الجسدية التي يظهرها الحصان وما تعنيه.
ايماءات جسد الحصان ومعانيها
الذيل:
يُعبّر الحصان عن مشاعره وسلوكياته من خلال حركة ذيله. عندما يرفع ذيله، يُظهِر بذلك حالة من اليقظة أو الحماس، بينما يخفضه عند الشعور بالألم، الخوف، الإجهاد، أو حتى الاستسلام. وفي حال رفع ذيله فوق مستوى ظهره، فهذا يشير إلى شعور بالحيوية أو حالة من الذعر. أما تحريك الذيل من جانب لآخر فهو دلالة على الإزعاج أو الغضب.
الأرجل:
تُعدّ أرجل الحصان وسيلة فعّالة للتعبير عن حالته؛ حيث يقوم بنبش الأرض بحافره كإشارة على الإحباط، ويرفع إحدى مقدّميه قليلاً كحركة تحذيرية. أما رفع القدم الخلفية، فيُفسَّر كتهديد دفاعي عند الشعور بالخطر. كما أن ضرب الحافر بقوة على الأرض يُعبر إما عن انزعاجه أو محاولته للتخلص من الحشرات المزعجة.
الوجه:
تعبر المهرات عن الخضوع للخيول الأكبر سنًا من خلال العض بخفة على فكَّيها. كما يمكن أن يظهر بياض عيني الحصان عندما يكون غاضبًا أو خائفًا. وحين يثني شفته العليا فوق أنفه، فإنه غالبًا يُقيّم روائح غريبة أو قوية، لا سيما عند استشعاره بوجود الأنثى. أما توسع فتحتي أنفه فهو إشارة إلى الحماس أو التأهب.
الأذن:
وضعية أذني الحصان تحمل إشارات واضحة لحالته النفسية؛ فإذا كانت منتصبة وموجهة للأمام، فهذا يعني أنه في حالة تأهب وانتباه. تدلّي الأذنين إلى الجانبين وتوجيههما للأسفل يشير إلى شعور بالتعب أو الإحباط. أما عند توجيههما للخلف بشكل مستقيم، يمكن أن يكون ذلك استجابة لإرشادات الفارس. وفي حال أصبحت الأذنان مسطحتين وضاغطتين على العنق، فهذا يعد مؤشرًا على الغضب أو الاستعداد للتصرف بعدوانية.
كيف تتواصل جيدًا مع الخيول؟
التفاعل مع الخيول عبر الصوت واللمس يشكل جانباً حيوياً في إقامة علاقة قوية ومتينة مع هذه المخلوقات الاستثنائية. تتميز الخيول بقدرتها العالية على الشعور بالطاقة والمشاعر المحيطة بها، مما يجعل من الضروري التعامل معها بحذر ووعي، لضمان تلبية احتياجاتها واحترام إشاراتها وسلوكها.
الصوت يلعب دوراً محورياً في نقل الرسائل وإحداث تأثير إيجابي. يمكن استخدامه للتعبير عن التقدير والتشجيع، حيث إن النبرة الهادئة والمطمئنة تحمل معانٍ من الرضا والثقة، خاصة عند استجابة الحصان بطريقة صحيحة أو أدائه لسلوك معين. على الجانب الآخر، الأصوات العالية أو الصراخ قد تتسبب في توتر الحصان وإرباكه، لذا يُفضل أن تكون نبرتك دائماً مريحة وداعمة.
وفيما يتعلق باللمس، فإنه يشكل أداة فعالة لتعزيز الثقة وتعميق الارتباط بالخيل. تستمتع الخيول كثيراً باللمسات الرقيقة مثل تدليك العنق أو الحَك بلطف، ما يمنحها إحساساً بالاهتمام والأمان. ومع ذلك، يجب أن تُنفذ هذه اللمسات بهدوء وبطء، مع تجنب أي حركات مفاجئة قد تربك الحصان أو تثير شعوره بعدم الارتياح.