أسواق الزراعة العالمية تترقب: الرسوم الأمريكية والطقس والتوترات الجيوسياسية ترسم المشهد
تشهد الأسواق الزراعية العالمية حالة من الترقب قبيل بدء تنفيذ الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة يوم الأربعاء، وسط تمسك الصين بموقفها وعدم وجود مؤشرات على التراجع، بينما أعلن البيت الأبيض أن بعض الدول أبدت استعدادها للتفاوض، رغم ندرة التفاصيل المعلنة حتى الآن.
حصاد فول الصويا في أمريكا الجنوبية
في المقابل، تسير ظروف الحصاد في أمريكا الجنوبية بشكل إيجابي نسبيًا، حيث شارف موسم حصاد فول الصويا في البرازيل على الاكتمال بنسبة 90%. ومن المرتقب أن تصدر شركة CONAB البرازيلية توقعاتها المحدّثة خلال الأسبوع، بالتزامن مع نشر وزارة الزراعة الأمريكية لتقارير العرض والطلب والإنتاج.
أما في الأرجنتين، فقدّر الملحق الزراعي الأمريكي إنتاج فول الصويا لموسم 2025/2026 بنحو 49.5 مليون طن، مقارنة بـ 49 مليون طن في الموسم السابق، مع تحسن مرتقب في الغلة يُعوّض تقلص المساحات المزروعة.
تقلبات الأسعار وتحركات الأسواق
سجلت أسعار دقيق فول الصويا ارتفاعًا، بينما تراجعت أسعار زيت الفول بفعل تعديل فروق الأسعار وضغوط من تراجع أسعار النفط الخام. أما الذرة، فشهدت أداءً متباينًا مع ترقب المستثمرين لمستجدات المفاوضات الجمركية والظروف الزراعية في الولايات المتحدة.
وفي خطوة مفاجئة، اشترت إسبانيا 240 ألف طن من الذرة الأمريكية من محصول الموسم الماضي، ما جعلها أكبر مستورد للذرة في الاتحاد الأوروبي خلال موسم 2024/2025، نتيجة تراجع الإمدادات ومشاكل لوجستية لدى بعض الموردين التقليديين.
الوضع العالمي ومؤشرات أخرى
تشير المؤشرات إلى تحسن نسبي في المحادثات الجمركية مع اليابان، بينما ساهم إعفاء المكسيك من بعض الرسوم في تهدئة مخاوف تتعلق بالطلب. ومن المتوقع أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات إنتاج الإيثانول يوم الأربعاء.
فيما يخص القمح، دعمت تغطية المراكز القصيرة، والشراء الفني، وضعف الدولار أسعار القمح، رغم تراجع جودة قمح الشتاء الأمريكي، حيث صُنّف 48% منه فقط بين الجيد والممتاز، بانخفاض قدره 8% عن العام الماضي. وتُضاف الظروف الجوية الجافة والفيضانات في السهول والغرب الأوسط إلى قائمة التحديات.
وفي كندا، بدأت عملية زراعة قمح الربيع، مع اكتمال 3% فقط من المحصول حتى الآن. وتبقى أوضاع الزراعة في منطقة البحر الأسود قيد المتابعة، وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، مما يعمّق حالة عدم اليقين في السوق العالمية.
