التكنولوجيا الحيوية تدعم الزراعة في مواجهة تحديات التغير المناخي

مع تصاعد تحديات تغير المناخ، يواجه قطاع الزراعة مهمة صعبة للتكيف مع الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات. وفي هذا الإطار، تبرز التكنولوجيا الحيوية النباتية كأداة رئيسية لتعزيز قدرة المحاصيل على التكيف والصمود أمام هذه التغيرات.
يؤكد الدكتور هيني غرونوالد، المدير التنفيذي لهيئة السلامة البيولوجية في جنوب أفريقيا، أن تطوير المحاصيل المقاومة للجفاف يعتمد على فهم آليات استجابة النباتات للإجهاد البيئي على المستوى الجزيئي. ومن خلال دراسة البروتينات التي تنتجها النباتات تحت تأثير الظروف القاسية، يستطيع العلماء تعديل الجينات لزيادة مقاومة المحاصيل.
من أبرز أدوات التكنولوجيا الحيوية تقنية CRISPR-Cas9، التي تتيح تعديل الجينات بدقة لتعزيز مرونة المحاصيل. ويقول غرونوالد: “باستخدام هذه التقنية يمكننا تحسين قدرة النباتات على مقاومة الجفاف والحرارة والفيضانات.”
ولا تقتصر استخدامات التكنولوجيا الحيوية على تعزيز مقاومة المحاصيل، بل تشمل أيضًا تحسين كفاءة استخدام المياه، من خلال تعديل عمليات تنظيم الثغور في النباتات لتقليل فقدان المياه خلال فترات الجفاف، مما يسهم في تعزيز قدرة المحاصيل على الحفاظ على المياه.
تؤكد الأبحاث أن هذه الابتكارات قد تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن الغذائي عالميًا، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص التغذية. ومن الأمثلة على ذلك الأرز الذهبي المدعّم بفيتامين A، الذي يساهم في تحسين التغذية بالمجتمعات الفقيرة.
ورغم التقدم الواعد لهذه التقنيات، يبقى تحدي قبول الجمهور للكائنات المعدلة وراثيًا قائمًا. ولهذا يشدد غرونوالد على أهمية التواصل الفعّال مع المجتمع لإبراز الفوائد الملموسة لهذه الابتكارات، سواء في تحسين الصحة أو تقليل التأثيرات البيئية.
من خلال هذه التطورات، تفتح التكنولوجيا الحيوية آفاقًا واعدة لمستقبل الزراعة، مع إمكانية تطوير محاصيل أكثر مرونة وإنتاجية، مما يساهم في ضمان الأمن الغذائي العالمي في ظل التحديات البيئية المتزايدة.