د هبة عويس تكتب: الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان

باحث الباثولوجيا- معهد بحوث الصحة الحيوانية- معمل فرعى الزقازيق- مركز البحوث الزراعية – مصر
الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان والمعروفة أيضًا بالأمراض الحيوانية المنشأ، هي أمراض معدية يمكن أن تنتقل بشكل طبيعي بين الحيوانات والبشر أو العكس بسبب الإتصال المباشر بين الإنسان والحيوان كمصدر غذائى للإنسان او للتربية أو التنقل أو الحماية.
يمكن أن تؤدى مسببات الأمراض المختلفة، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات، هذه الأمراض الأكثر خطورة لأن المسبب الرئيسى قد يتحور داخل جسم الانسان مسبباً أمراض جديدة (مثل فيروس كورونا)شديدة الضراوة.
بعض هذه الأمراض قد لا تتسبب فى إصابة الحيوان ولكنها تؤدى إلى مشاكل صحية متعددة للإنسان، وقد سجل أن الأمراض الوبائية التى سببت كثير من الإصابات والوفيات فى الإنسان تقريباً نحو 70% منها ذات مصدر حيوانى.
ويمكن أن تنتقل هذه الأمراض من الحيوانات الأليفة أو الحيوانات البرية مثل (القطط،الكلاب البرية،الفئران،الخفافيش،الطيور)أو حتى الحشرات التى بدورها مسئولة عن نقل كثير من الأمراض مثل (الطاعون، التيفود،الحمى النزيفية، حمى الضنك، حمى الوادى المتصدع، السعار) وتتراوح حدتها من بسيطة قصيرة الأمد إلى أمراضًا خطيرة وتهدد الحياة.
طرق انتقال العدوى بالأمراض المشتركة:
*الاتصال المباشر: التعامل المباشر مع حيوان يحمل العدوى ،التعامل مع فضلات الحيوانات أثناء التنظيف، مداعبة الحيوانات أو لمسها والعض أو الخدوش.
*الاتصال الغير مباشر: يحدث عن طريق الاتصال بالمناطق التى تتجول وتعيش فيها الحيوانات المصابة، أو الأشياء والأسطح الملوثة مثل أقفاص الدجاج والعصافير والحظائروالتربة أومياه خزان أحواض الأسماك، بالإضافة إلى طعام الحيوانات الأليفة وأطباق المياة.
*النواقل:التعرض للدغات الحشرات الناقلة للمرض من الحيوانات المصابة مثل البعوض والبراغيث والقراد.
*الغذاء:تناول الغذاء والماء الملوث مثل الحليب غير المبستر واللحوم والبيض غير المطهو جيدًا والفواكة والخضروات الملوثة بفضلات الحيوانات المصابة.
أمثلة على الأمراض حيوانية المنشأ:
هناك العديد من الأمراض التي قد تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، ومنها:
1.داء الكلب(السعار)
داء الكلب هو مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي المركزي. يعد مرض السعار في مصر أو ما يسمى داء الكلب من أخطر الأمراض المشتركة التي تنتقل من الحيوان للإنسان والتي تتسبب في وفاة عدد كبير جدًا. تحدث الإصابة نتيجة لفيروس داء الكلب “Rabies virus”، الذي يوجد في لعاب الحيوانات المصابة وينتقل إلى الإنسان عن طريق العض، أو الخدش، أو لعق جرح مفتوح. تتشابه الأعراض الأولية مع أعراض الأنفلونزا وتشمل ما يلي:صداع.غثيان، أو قي،قلق أو ارتباك،حمى مصحوبة بوخز أو تنميل في مكان الجرح، التهاب الحبل الشوكي والدماغ.
للوقاية من السعار: يجب تطعيم الحيوانات الأليفة ضد داء الكلب في المواعيد المحددة؛ وذلك لحمايتها وحماية المخالطين أو المجاورين لها. تجنب الاتصال بالحيوانات البرية، وطلب العناية الطبية الفورية في حالة التعرض للعض و هي تدابير الوقاية الرئيسية.-التخلص الرحيم من الحيوانات المصابة.-تبليغ السلطات فورًا عند الاشتباه في إصابة أي حيوان.التطعيم ضد الفيروس إذا كنت مسافرًا إلى بلد ينتشر فيها المرض، أو مُعرض للإصابة.
2.انفلونزا الطيور
انفلونزا الطيوهو مرض وبائى سريع الانتشارو تحدث الإصابة نتيجة لفيروسات الأنفلونزا التي تصيب الطيور في المقام الأول ولكنها قد تصيب البشر في بعض الأحيان.وينتقل إلى الإنسان عن طريق الجهاز التنفسى واللمس والإحتكاك بالطيور المصابة أثناء العلاج أو الذبح أو الإعدام أو التعامل مع منتجات الحيوانات المصابة .يسبب الحمى ،والصداع ،والسعال ،والاسهال، والتقيؤمع صعوبة فى التنفس واحتقان العينين والإفرازات الأنفية.
للوقاية: تجنب الاتصال بالطيور المصابة، والتعامل السليم مع الدواجن وطهيها، ومراقبة تفشي المرض .
3 .حمى الوادي المتصدع ( Rift Valley fever)
مرض فيروسي حيواني المنشأ يصيب الحيوانات (الأغنام والماعز) في المقام الأول، كما يصيب البشر. ويمكن للعدوى أن تسبِّب مرضاً وخيماً لكلٍّ من الحيوانات والبشر. كما يؤدي المرض إلى خسائر اقتصادية فادحة بسبب الوفيات وحالات الإجهاض التي تحدث بين الحيوانات التي تصاب بالحمى في المزارع وإصابة الحيوان بالكسل والمشى المترنح وإفرازات أنفية صديدية. هو مرض معدٍ ينتقل أساسا للماشية عن طريق لدغة بعوضة مصابة بالفيروس.
ينتقل الفيروس للإنسان عن طريق الاتصال المباشر بدم الحيوانات المصابة أو سوائل جسمها أو أنسجتها. ويتعرض العاملون في المسالخ والمزارعون والأطباء البيطريون للخطر بشكل خاص عبر الملامسة والتعامل مع الحيوانات المصابة .
تظهر علي الجيوان أعراض كالحمّى والصداع وآلام العضلات وخلل في وظائف الكبد وحالة إعياء شديدة وآلام في الظهر والدوار ونقصان الوزن في بداية المرض. وفي 1-3 بالمائة من الحالات، قد يتطور المرض إلى حالات خطيرة تتضمن التهاب الدماغ، التهاب كبدي، الحمى النزفية الفيروسية في 2% من الحالات بما في ذلك نزيف الأنف، والتقيؤ بالدم، والدم في البراز. ، التهاب السحايا، التهاب شبكية العين ا لذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم.
للوقاية: مكافحة البعوض والحشرات عن طريق استخدام المبيدات الحشرية في المناطق التي يتكاثر فيها البعوض، وضع المواد الطاردة للحشرات على الجلد المكشوف. -تطعيم الحيوانات بشكل منتظم في المناطق الموبوءة لتقليل انتقال الفيروس. -عزل الحيوانات المصابة لمنع انتشار الفيروس.-لا يوجد حاليًا علاج مضاد للفيروسات لمرض حمى الوادي المتصدع ،ولا يوجد تطعيم للإنسان.
1.مرض السالمونيلا (مرض السلمونيلات)
السالمونيلا مرض بكتيرى، تعيش بكتيريا السالمونيلا في أمعاء الحيوان والإنسان تنتقل العدوى عن طريق الطعام( تناول اللحوم أو الدواجن أو البيض أو منتجات البيض النيئة أو غير المطهوة جيدًا، أو شرب الحليب غير المبستر)،المياة والتربة الملوثة بالبراز.تسبب الإسهال الذى يكون شديد فى بعض الأحيان وحاد ومعدِ،وإرتفاع الحرارة وفقدان الشهية ومغص معوى شديد.
2.مرض البروسيلا(داء المالطية أو الحمى المتموجة )
مرض بكتيرى معد بسبب بكتيريا البروسيلا ويعتبر من أخطر الأمراض البكتيرية المشتركة انتشارًا فى العالم. تصيب الأبقار والخنازير والماعز والأغنام والكلاب. ويصاب الإنسان عادة بهذا المرض من خلال الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أثناء الولادة والعاملون بالمختبرات والسلخانات، أو من خلال تناول اللحوم النيئة أو منتجات الألبان غير المبسترة،ومن أعراضه الحمى المتكررة، التعرق، إعياء، آلام المفاصل، وآلام العضلات الصداع، فقدان الشهية، وفقدان الوزن ،السعال وألم فى الصدر والتهاب الخصيتين.
للوقاية: استخدام الملابس الواقية عند التعامل مع الحيوانات، وتناول منتجات الألبان المبسترة، وتطعيم الماشية.
3.السل
عدوى بكتيرية تنتشر عن طريق استنشاق قطرات صغيرة من سعال أو عطس شخص مصاب أو الإحتكاك بالحيوانات المصابة وتناول منتجات اللحوم والألبان الملوثة أو عن طريق إصابة الجلد المجروح بأداة ملوثة بالميكروب. يصيب الرئتين، بسبب بكتيريا تسمى المتفطرة السلية.من أعراضه السعال مع بلغم ،إرتفاع الحرارة ،ألام الظهر ،التهاب السحايا وإضطرابات فى القلب.
للوقاية: ذا كان الشخص في خطر من الإصابة بالمرض، يجب أن يخضع لفحص السل كل 6 أشهر. التطعيم وممارسات النظافة الصحية المناسبة والكشف المبكر ومبادرات الصحة العامة دورا حاسما في الحد من انتشار السل ومنع انتشاره.
الأمراض الطفيلية:
1.داء المقوسات (داء القطط)
هو عدوى تسببها طفيليات تسمى المقوسة الغونديةToxoplasma gondii،يصيب القطط والكلاب والأغنام والقوارض وعادة توجد هذه الطفيليات في فضلات القطط واللحوم غير جيدة الطهى ، ويمكن أن تنتقل عبر المياه الملوثة.
يُصاب الإنسان بالمرض عند ابتلاع الطفيلي، وهذا ما يمكن حدوثه عند التعرض لفضلات القطط المصابة، النساء الحوامل معرضات لخطر نقل المرض إلى الأجنة وذلك يمثّل خطرًا كبيرًا و قاتلًاعلى الجنين.
أما المواليد الذين ينجون قد يعانون مضاعفات دائمة للمرض تتركز في:الدماغ،العينين،القلب،والرئتين،وقد يعانون أيضًا تخلفًا عقليًّا وتأخُّرًّا في النمو. النساء الحوامل المصابون بالمرض في مراحل الحمل الأولى يعانون مشاكل أخطر وتكون اكثر عرضة للإجهاض، وكذلك فإن الأطفال المصابين بالمرض عند الولادة معرضون لخطر فقدان البصر والسمع بالإضافة إلى صعوبات التعلم.
للوقاية: الحفاظ على القط داخل المنزل قدر الإمكان، ومرافقته في حال الخروج ،منع القط من صيد وتناول الطيور والحيوانات الأخرى.
2.داء التكيس الديدانى :الأكياس المائية أوداء العاريات(Hydatid cysts)
مرض طفيلى يصيب الإنسان والكلاب والقطط بسبب الدودة المائية التى تلوث المزارع والحقول بفضلات الكلاب والقطط وعند تناول الإنسان الخضروات الملوثة بالبيوض أو شرب الماء الملوث ينتج عنها جنينًا داخل الأمعاء ومنها إلى الكبد والرئتين والقلب والدماغ.
نصائح للوقاية من الأمراض حيوانية المنشأ:
توعية المواطنين بصفة عامة والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بصفة خاصة بخطورة المرض على الصحة العامة، وتحصين الحيوانات ضد الامراض المعدية المنتشرة في المناطق المختلفة و تطعيم الحيوانات الأليفة في المنزل وأخذها في زيارات سنوية منتظمة للطبيب البيطري، وتطهير مساكن الحيوانات والمنتجات الحيوانية والتخلص من الحشرات والقواقع باستخدم طارد الحشرات أو طرق أخرى لإبعاد البعوض والبراغيث والقراد ، ويجب تطبيق العادات الصحية مثل غسل الأيدي جيدا بالماء والصابون والطهي الجيد للحوم والاسماك وتناول منتجات الألبان المبسترة.