طاعون البط: تهديد بيئي واقتصادي تفرضه الطيور المهاجرة

تلعب الطيور المهاجرة دورًا رئيسيًا في التوازن البيئي، لكنها في المقابل قد تُسهم في نقل أمراض خطيرة، من أبرزها طاعون البط. يُمثل هذا المرض تحديًا للصحة العامة وخطرًا مباشرًا على صناعة الدواجن بسبب سرعة انتشاره عبر مسارات الهجرة السنوية.

ما هو طاعون البط؟
يعرف طاعون البط علميًا باسم التهاب الأمعاء الفيروسي البطّي (DVE). يسببه فيروس الهربس البطّي (Anatid Herpesvirus 1) الذي ينتمي إلى عائلة Herpesviridae. ينتشر هذا الفيروس سريعًا ويصيب أنواعًا متعددة من الطيور المائية.

طرق انتشار الفيروس
تعد الطيور المائية المهاجرة العامل الأساسي في انتقال هذا الفيروس بين القارات. إذ تؤثر العدوى على:

• البط البري والمستأنس
• الإوز
• البجع
  ونتيجة لذلك، تحدث خسائر فادحة في أعداد الطيور وفي اقتصاديات المزارع.

كيف يشخص المرض؟
يستند الأطباء البيطريون في التشخيص إلى:

• ملاحظة الأعراض الظاهرة على الطيور
• تشريح الطيور للكشف عن النزف الداخلي
• اختبارات معملية دقيقة، مثل:
  • عزل الفيروس من الكبد أو الكلى أو الطحال
  • اختبار PCR لتحديد الحمض النووي الفيروسي
  • اختبار qPCR بتقنية TaqMan الذي يوفر نتائج سريعة وموثوقة

كيف ينتقل فيروس DVE؟
ينتقل الفيروس بعدة وسائل، من بينها:

• الاتصال المباشر بين الطيور المصابة والسليمة
• السباحة أو الشرب من مياه ملوثة ببراز الطيور المصابة
• ملامسة أدوات ملوثة مثل معدات الزراعة أو ملابس العاملين
• الوجود في بيئات رطبة غير معقمة كالمستنقعات والبحيرات

مدى الانتشار والتأثير
رصد الباحثون حالات إصابة بـ DVE في:

• أوروبا
• آسيا
• أمريكا الشمالية
• أفريقيا
  وتظهر الدراسات أن معدل النفوق يتراوح بين 5% و100%، ويعتمد ذلك على شدة سلالة الفيروس وظروف الطائر المصاب.

أعراض الإصابة
غالبًا ما تظهر الأعراض خلال 3 إلى 7 أيام من التقاط العدوى، وتشمل:

• الخمول وفقدان الشهية
• إفرازات مخاطية من الأنف والعين
• تشنجات واضطرابات عصبية
• نزف داخلي حاد يؤدي إلى النفوق السريع

التأثير على الطيور المهاجرة والبيئة
يساهم انتشار طاعون البط في:

• تدهور التنوع البيولوجي نتيجة تراجع أعداد الطيور البرية
• زيادة المخاطر على المزارع التي تضم بطًا مستأنسًا
• خلل في الأنظمة البيئية للمناطق الرطبة

كيف نحمي الدواجن والبيئة من طاعون البط؟
تتطلب الوقاية من طاعون البط جهودًا جماعية تشمل:

أولًا: المراقبة البيطرية المنتظمة

• إجراء فحوصات دورية للطيور
• رصد مبكر لأي أعراض مريبة

ثانيًا: تعزيز الأمن الحيوي

• منع احتكاك الطيور البرية بالمزارع
• إقامة حواجز وشبكات عازلة على البرك والمزارع

ثالثًا: تطبيق الحجر الصحي

• عزل الطيور المريضة فور الاشتباه بها
• التخلص الآمن منها حال تأكد الإصابة

رابعًا: التوعية المجتمعية

• تدريب المزارعين على طرق الوقاية
• توعية الصيادين بخطورة انتقال الأمراض من البرية للمزارع

خامسًا: دعم البحث والتطوير

• الاستثمار في تطوير لقاحات فعالة
• تشجيع التعاون بين الدول والمنظمات البيطرية

إن طاعون البط ليس مجرد مرض طيور؛ بل هو تهديد بيئي واقتصادي كبير. ومن خلال الوعي البيطري، والتدابير الوقائية المحكمة، والتعاون الدولي المستمر، يمكن الحد من تأثيره وحماية الطيور والمزارع على حد سواء.