الكويت تواجه أزمة حادة في الثروة الحيوانية بسبب تفشي الحمى القلاعية

أعلنت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في الكويت عن تفشي واسع لمرض الحمى القلاعية بين الأبقار، في واحدة من أخطر الأزمات الحيوانية التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة. وقد سُجلت 952 إصابة مؤكدة في 31 مزرعة من أصل 44 بمزارع منطقة الصليبية، وذلك خلال الفترة من 6 أبريل حتى 5 مايو.
خسائر فادحة في الإنتاج الحيواني
صرح المهندس سالم الحلي، المدير العام للهيئة، أن المرض أودى بحياة نحو 8000 رأس من الأبقار، ما أثر بشكل كبير على إنتاج الحليب. فقد تراجع الإنتاج من 250 ألف لتر يوميًا إلى نحو 100 ألف لتر فقط، أي بانخفاض بلغ 75%، وهو ما ينعكس مباشرة على السوق المحلي والأمن الغذائي.
انتشار مزدوج وتأخر اللقاحات
وأشار الحلي إلى أن المرض تفشى بنوعين مختلفين من الحمى القلاعية، مما زاد من صعوبة احتوائه. وقد تفاقمت الأزمة بسبب تأخر وصول اللقاحات، ما أجبر الهيئة على تعليق بيع ونقل الحيوانات، وتفعيل خطط الطوارئ، بما يشمل تعقيم المزارع وتدريب العاملين.
تداعيات اقتصادية على المزارعين
عبد الحكيم الأحمد، رئيس إحدى شركات الألبان، أوضح أن الأزمة أدت إلى تأخير في صادرات الألبان وارتفاع حاد في أسعار الأبقار المستوردة، حيث قفز سعر الرأس الواحد من 150 إلى 1000 دينار كويتي. هذا الارتفاع في التكاليف يهدد قدرة المزارعين على الاستمرار، ويزيد من الضغوط على قطاع الألبان.
مطالب بتدخل حكومي عاجل
دعت الهيئة الحكومة إلى الإسراع في صرف تعويضات للمزارعين المتضررين، وتوفير اللقاحات والدعم الفني اللازم، إضافة إلى تعزيز أدوات الوقاية البيولوجية لمنع انتشار المرض مستقبلًا.
وتشكل أزمة الحمى القلاعية تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي في الكويت، وتكشف عن هشاشة النظام البيطري في مواجهة الأوبئة الحيوانية. ويُتوقع أن تكون للأزمة تداعيات طويلة الأمد على أسعار منتجات الألبان والحوم، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة وحاسمة لاحتواء الوضع.