اسعار السلعزراعة

آسيا تعزز وارداتها من الذرة الأمريكية وسط تراجع السوق الصينية

يؤدي تراجع واردات الصين من الذرة الأمريكية إلى فتح فرص جديدة أمام الدول الآسيوية الأخرى، مع تدفق الإمدادات الأمريكية الأرخص إلى أسواق اليابان، كوريا الجنوبية، وفيتنام.

خلال الفترة الأخيرة، زادت اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام مشترياتها من الذرة الأمريكية. ويعزز هذا التوسع من الحصة السوقية للولايات المتحدة في المنطقة، خاصة مع استمرار تراجع صادراتها إلى الصين.
كانت بكين قد بدأت منذ سنوات في تنويع مصادرها الزراعية، بعد التوترات التجارية التي شهدتها مع إدارة ترامب.

مع انخفاض الشحنات القادمة من أمريكا الجنوبية، عادت الذرة الأمريكية إلى الواجهة، رغم استمرار البرازيل في الاستفادة من التعاون الزراعي مع الصين.
وقد حث الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا على تعزيز العلاقات الزراعية، بما يتماشى مع خطط بكين لتعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي.

بلغت واردات الصين من الذرة الأمريكية ذروتها في سبتمبر 2021، لكنها انخفضت تدريجيًا منذ منتصف 2022. وفي مارس الماضي، وصلت إلى أدنى مستوى لها خلال خمس سنوات.
مؤخرًا، زادت بكين القيود على الواردات، بهدف دعم الأسعار المحلية وحماية المنتجين المحليين.

تتجه التوقعات إلى زيادة مطردة في صادرات الذرة الأمريكية إلى آسيا حتى عام 2025. وتُعد اليابان من أبرز الأسواق التي توسّعت فيها المبيعات.
وصرّح ماثيو بيجين، المحلل في “فيتش سوليوشنز”، أن الأسواق الآسيوية تتخذ خطوات وقائية لمواجهة تقلبات سلاسل الإمداد.

نمو قياسي في بعض الدول:

  • اليابان: واردات الذرة الأمريكية بلغت 8.9 مليون طن في موسم 2024-2025، بزيادة أكثر من 30%.
  • كوريا الجنوبية: ارتفعت الواردات لأعلى مستوى خلال 7 سنوات. ومن المتوقع أن ترتفع الحصة الأمريكية من السوق إلى 30% في 2025-2026.
  • فيتنام وإندونيسيا: بعد عام من التوقف، عادتا لاستيراد الذرة الأمريكية بكميات كبيرة.

رغم أن بعض المنتجين يفضلون الذرة الأمريكية الجنوبية لصلابتها وقلة غبارها، إلا أن الأسعار الأمريكية باتت الآن أكثر تنافسية.
وأوضح كالب وورث، من مجلس الحبوب الأمريكي، أن الذرة الأمريكية “تنافسية للغاية” في أسواق جنوب شرق آسيا.

تشهد آسيا تحركات تجارية نشطة مع الولايات المتحدة. إذ تبحث دول مثل فيتنام، إندونيسيا، وتايلاند عن اتفاقيات تعزز التبادل التجاري.
وتسعى اليابان وكوريا الجنوبية أيضًا إلى زيادة وارداتها من المنتجات الزراعية الأمريكية ضمن هذه المحادثات.

صرّح دان كيتزر، من جمعية مزارعي الذرة في ولاية أيوا، أن “المزارعين الأمريكيين حريصون على بناء علاقات قوية مع دول جنوب شرق آسيا”.
وأشار إلى أنه التقى مؤخرًا بعدد من مطاحن الأعلاف وتجار الحبوب والإيثانول في المنطقة.

بحسب وزارة الزراعة الأمريكية، من المتوقع أن تستورد الصين 10 ملايين طن من الذرة في موسم 2025-2026، وهي كمية أعلى قليلًا من العام السابق، لكنها تبقى أقل بكثير من ذروتها البالغة 29.5 مليون طن في 2020-2021.
أما وزارة الزراعة الصينية فتتوقع ألا تتجاوز وارداتها 7 ملايين طن، وهو نفس مستوى العام الحالي، وأدنى مستوى في ست سنوات.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى