استاد تربية نحل يكشف تفاصيل ثقافة استهلاك «العسل» ومصادر المعلومات
>>صلاح: معظم الأعسال المصرية يمكن استخدامها كغذاء ودواء خاصة المنتجة بواسطة نحالين وشركات متميزة بالجودة محليا وتصديريا

قال الدكتور خالد صلاح أستاذ تربية نحل العسل كلية الزراعة جامعة دمنهور انه في ظل استخدام مصادر المعلومات المرئية والمقروءة في تشكيل الوعي الجمعي الانتاجي والاستهلاكي قد يترسخ في ذهن المستهلكين الكثير من المعلومات غير الصحيحة التي لا تمت للحقيقة بأي صلة، والتي قد تصل إلي درجة اليقين عند البعض نظرا لانتشارها بين كل طبقات المجتمع مؤكدا أن نسبة كبيرة من الأعسال المصرية يمكن استخدامها كغذاء ودواء خاصة المنتجة بواسطة نحالين ذوي ثقة وشركات أثبتت جودتها في توزيع الأعسال للسوق المحلي والتصدير للأسواق الدولية.
واضاف استاذ تربية النحل في زراعة دمنهور ان هناك حاجة ملحة لنشر المعلومات الصحيحة لتحل محل المعلومات غير الصحيحة تدريجيا لتزداد درجة ثقافة المجتمع ككل موضحا إنه عند نشر أي معلومة استهلاكية في مجال ما قد تتضارب مصالح الأفراد والشركات ذات الصلة لذلك فعلي المستهلك الواعي الاستعانة بآراء الخبراء المحايدين في هذا المجال حتي لو لم يتوفر لديهم أدوات الانتشار.
وأوضح «صلاح» ان هذا هو أهم سبيل لتصحيح المعلومات والآراء المضللة التي قد يملك أصحابها الكثير من أدوات الانتشار كما أنها قد تكون جاذبة بشكل ما لكل من ينساق وراء الترند مشيرا إلي أن مجال إنتاج منتجات نحل العسل وتوزيعها واستهلاكها خاصة عسل النحل خير مثال علي ذلك، فكثيرا ما يتشتت ذهن المستهلك بين اعلانات وبرامج القنوات الفضائية ومنصات التواصل الإجتماعي فلا يستطيع اتخاذ قرار صائب بسهولة. ولفت استاذ تربية النحل في جامعة دمنهور ان المستهلك يجد أمامه أنواع وصور مختلفة ومتنوعة الأشكال من العسل ومطلوب منه تحديد النوع والصورة والمصدر ليتخذ قرار الشراء، وتأتي بعده تجربة الاستخدام والحكم عليه بالإيجاب أو السلب وهنا نضع أمام المستهلك بعض المعلومات التي قد تساعده في ذلك لإتخاذ قرار الشراء. واشار «صلاح» إلى أنه ينتشر بكل بلد مجموعة مختلفة من الأعسال فمصر مثلا يوجد بها عسل زهور الموالح ونوارة البرسيم والقطن والموز والكراوية والكافور والسمسم خاصة بالوجه البحري، كما يوجد أيضا عسل الشمر واليانسون والسدر والسنط والأثل والبرسيم الحجازي خاصة بالوجه القبلي، وينتج كميات بسيطة من مصادر نباتية أخري.
وأوضح استاذ تربية النحل في جامعة دمنهور انه لكل نوع من عسل النحل لونه ومذاقه الخاص وقد يختلفا قليلا عن المعتاد إذا تزامن أو تتابع تزهير نباتات أخري في نفس المنطقة مشيرا الي أن شكل المنتج وصفاته الحسية تختلف حسب معاملات النحال قبل وأثناء فرز العسل وخلال مرحل التجهيز سواء بواسطة النحال أو شركات تعبئة وتوزيع العسل.
ونبه «صلاح» إلى أن منتجات عسل النحل تحتفظ بقيمتها الغذائية والعلاجية طالما حرص النحال علي نقاء العسل الناتج من رحيق النباتات أثناء موسم الفيض أو التزهير لمختلف النباتات، وطالما لم يتعرض للتسخين لدرجة حرارة فوق 40 درجة مئوية أثناء التجهيز أو العرض أو قبل الاستخدام بواسطة المستهلك مشيرا إلي انه كلما كان العسل منتج من مناطق أقل تلوثا كان أفضل، وكلما كان متعدد المصدر النباتي كان أقيم، وكلما تعرض للتسخين والفلترة بدرجة أقل كان أكثر استخداما كدواء منه كغذاء.
وأوضح استاذ تربية النحل في جامعة دمنهور الي انه كلما استخدمت أدوات ومعدات نظيفة وملائمة أثناء الفرز والتجهيز كان أنقي وكلما تمت التعبئة والتخزين والعرض في عبوات مناسبة للاستخدام الغذائي لا يحدث تغير كيميائي أو فيزيائي غير مرغوب في العسل مشيرا إلي انه كلما تم إنتاج وتعبئة العسل بإحكام بعد نضجه وخفض رطوبته لدرجة مناسبة كلما امتدت فترة صلاحيته.
وأشار «صلاح» إلى أنه إذا تعرض العسل للتبلور وهي صفة طبيعية لكثير من الأعسال كلما احتفظ بتركيبه الكيميائي الطبيعي لفترة أطول وانه كلما كانت البيانات المدونة علي لاصق العبوة مطابقة ومعبرة عن التركيب الكيميائي للعسل المعبأ بها وسعرها مناسب وعادل كلما زادت ثقة المستهلك بالمصدر.
وأوضح استاذ تربية عسل النحل في جامعة دمنهور إنه بناءا علي عينات عسل نحل تم جمعها من عدد كبير من النحالين وبعض الشركات سواء في محافظات الدلتا وصعيد مصر ، وتحليلها بطرق غير تقليدية منها مدي وجود المركبات الفينولية ومضادات الأكسدة فإن معظمها كانت في الحدود الطبيعية مما يدل على أن نسبة كبيرة من الأعسال المصرية يمكن استخدامها كغذاء ودواء خاصة المنتجة بواسطة نحالين ذوي ثقة وشركات أثبتت جودتها في توزيع الأعسال للسوق المحلي والتصدير للأسواق الدولية مشيرا إلي انه علي المستهلك الذي يبحث عن عسل ليتناوله كمادة غذائية يوجد الكثير من انواع عسل النحل أما من يبحث عنه للتداوي يجب أن يدقق ويتحري مصادر الثقة من نحالين وشركات وبلا شك فهم ما زالوا كثر في مصر، فليحافظ عليهم الجميع.