د محمد عيد يكتب: تأثير «الكولين» في الألبان علي الصحة العامة

الباحث بقسم بحوث تكنولوجيا الألبان- معهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية- مصر
الكولين (Choline) يعتبر من العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في العديد من الوظائف الجسدية، بما في ذلك صحة الدماغ، التمثيل الغذائي، ووظائف الكبد. وعلى الرغم من أن الجسم يستطيع تصنيع كميات صغيرة منه إلا أن الحصول عليه من المصادر الغذائية مثل منتجات الألبان يظل ضروريًا لضمان المستويات الكافية. لذلك سنستعرض في السطور القادمة أهمية الكولين، مصادره في الألبان، وفوائده الصحية.
ما هو الكولين؟
الكولين هو مركب عضوي يشبه الفيتامينات، ويُصنف ضمن مجموعة فيتامينات (ب) المركبة. وهو مادة أساسية لتكوين النواقل العصبية، أغشية الخلايا، والدهون الفوسفورية مثل الفوسفاتيديل كولين (الليسيثين). كما أنه يدعم وظائف الكبد عن طريق منع تراكم الدهون.
أما بالنسبة لأهمية الكولين في صحة الإنسان فهي كالآتي :-
أولآ :- صحة الدماغ والجهاز العصبي:
- يدخل الكولين في تكوين الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي مهم للذاكرة، التعلم، والوظائف الإدراكية.
- يلعب دورًا في نمو الدماغ لدى الأجنة والأطفال، مما يجعله ضروريًا للحوامل والمرضعات.
ثانياً: دعم الكبد:
- يساعد في نقل الدهون من الكبد، مما يقلل خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
ثالثاً : التمثيل الغذائي:
- يشارك في عملية أيض الدهون ويقلل من مستويات الهوموسيستين، مما قد يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
رابعاً: صحة العضلات والحركة:
- يدعم وظيفة العضلات من خلال دوره في النقل العصبي العضلي.
مصادر الكولين :-
الكولين يمكن الحصول عليه من خلال مصادر غذائية متنوعة، سواءً حيوانية أو نباتية كالتالي:-
أولآ :- المصادر الحيوانية (الغنية بالكولين):
- “صفار البيض”: يعتبر من أغنى المصادر بالكولين (بيضة واحدة كبيرة تحتوي على حوالي 147 ملجم).
- “الكبد الحيواني” (كبد البقر، الدجاج): يحتوي على كمية عالية من الكولين (100 جم من كبد البقر تحتوي على حوالي 400 ملجم).
- “اللحوم الحمراء” (لحم البقر، لحم الضأن): تحتوي على كمية معتدلة من الكولين.
- “الدواجن” (الدجاج، الديك الرومي): خاصة لحم الصدر.
الأسماك مثل:
- “السلمون” (100 جم تحتوي على حوالي 90 ملجم).
- “سمك القد” (مصدر جيد للكولين).
- “الجمبري” “و”المحار”
منتجات الألبان:
– “اللبن” و”الجبن” (خاصة جبنة الشيدر).
– “الزبادي” (خاصة الزبادي كامل الدسم).
ثانياً :- المصادر النباتية (تحتوي على كولين ولكن بكميات أقل) كالآتي:-
- “البقوليات”: مثل الفول، العدس، الحمص، وفول الصويا (التوفو يحتوي على كمية جيدة من الكولين).
- “المكسرات والبذور”:
- بذور الكتان.
- الفول السوداني و زبدة الفول السوداني.
الخضروات:
- البروكلي والقرنبيط.
- السبانخ والفطر.
- “الحبوب الكاملة” مثل القمح والشوفان (لكن بكميات أقل مقارنة بالمصادر الحيوانية).
أما فيما يخص علاقة الكولين بمنتجات الألبان. فتعد منتجات الألبان من المصادر الغنية بالكولين، حيث تحتوي على عدة أشكال منه، مثل:
- (الليسيثين).
- السفينجوميلين.
- الكولين الحر.
أهم منتجات الألبان الغنية بالكولين هى :
- اللبن:
- نجد أن كوب اللبن (240 مل) يحتوى على حوالي “40-50 ملجم” من الكولين.
- كذلك يعتبر حليب الأم مصدرًا غنيًا بالكولين، مما يجعله ضروريًا لنمو الرضع.
- الجبن:
- بعض أنواع الجبن مثل “جبن الشيدر” تحتوي على “حوالي 30-40 ملجم لكل 100 جرام”.
- الزبادي:
- يوفر كوب الزبادي (170 جرام) أى ما يقارب ما يقارب “40-60 ملجم” من الكولين.
- اللبن الرايب والأجبان الطرية:
- تحتوي على كميات معتدلة من الكولين، مما يجعلها خيارًا جيدًا لتعزيز المدخول اليومي للجسم.
الاحتياجات اليومية من الكولين فنجد أنه تختلف الكمية الموصى بها حسب العمر والجنس كالآتي:
- “الرجال”: 550 ملجم/يوم.
- “النساء”: 425 ملجم/يوم.
- “الحوامل”: 450 ملجم/يوم.
- “المرضعات”: 550 ملجم/يوم.
تأثير نقص الكولين على الصحة يؤدي الي:
- تدهور وظائف الكبد.
- ضعف الذاكرة والوظائف الإدراكية.
- زيادة خطر العيوب الخلقية لدى الأجنة.
لذلك يمكننا القول بأن الكولين يعد من العناصر الغذائية الحيوية التي تدعم صحة الدماغ، الكبد، والتمثيل الغذائي. وتعتبر منتجات الألبان مصدرًا ممتازًا له، مما يجعلها خيارًا غذائيًا مهمًا لضمان الحصول على الكميات الكافية منه.
لذا يُنصح بإدراج اللبن ، الجبن، والزبادي في النظام الغذائي اليومي لدعم الصحة العامة والوقاية من الأمراض المرتبطة بنقص الكولين. مع الأخذ في الاعتبار الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز أو الكازين أو يعانون من حساسية تجاه أي مصدر آخر من مصادر الكولين سواء الحيوانية أو النباتية فعليهم مراجعة طبيبهم الخاص.