بيطري

مزرعة كريسنت داك تبدأ رحلة التعافي بعد دمار إنفلونزا الطيور في لونغ آيلاند

بعد أن أصبحت بؤرة لتفشي إنفلونزا الطيور مطلع هذا العام، بدأت مزرعة كريسنت داك، آخر مزرعة بط تجارية في لونغ آيلاند، خطوات حذرة لإعادة البناء، تحت قيادة صاحبها دوج كوروين، البالغ من العمر 66 عامًا، والذي يمثل الجيل الرابع من عائلته في الزراعة.

تفشي مدمر وبداية جديدة

في يناير، لاحظ كوروين نفوقًا غير معتاد في القطيع، ليتبين لاحقًا أن المزرعة أصيبت بسلالة H5N1، ما اضطره لإعدام جميع الطيور ضمن إجراءات احتواء تفشي شمل آلاف المزارع في أنحاء الولايات المتحدة.

ورغم تلقي تعويضات فيدرالية، لم تكن كافية لتغطية الخسائر الضخمة أو صيانة الحظائر القديمة التي تتجاوز أعمارها 100 عام على مساحة 140 فدانًا بمنطقة أكويبوغ.

محاولة لإحياء الإنتاج بسلالة فريدة

بدأت المزرعة تدريجيًا في استقبال دفعات من البط الصغير الذي خضع لحجر صحي دقيق، بهدف استعادة طاقتها الإنتاجية السابقة التي وصلت إلى مليون بطة سنويًا. ويعتمد كوروين على سلالة البط البكيني الأبيض التي طوّرها أجداده، وتم إنقاذ 15 ألف بيضة فقط منها بعد فحص دقيق للتأكد من خلوها من الفيروس.

خطر H5N1 لا يزال قائمًا

منذ عام 2022، سُجل أكثر من 1700 تفشٍ في الولايات المتحدة، وسط تحذيرات من خبراء مثل الدكتور جافين هيتشنر من جامعة كورنيل، الذي أشار إلى أن هذه السلالة أكثر فتكًا وانتشارًا من سابقاتها.

دعوة لحماية المزارع الصغيرة

دعا كوروين الحكومة الفيدرالية لتبني برنامج تطعيم وطني شامل لحماية المزارع الصغيرة من الانهيار. وقال: “إذا أصيبت مزرعتي مرة أخرى، فلن أتمكن من الاستمرار. لكنني أشعر بمسؤولية تجاه تراث أجدادي.”

في ظل هذه الظروف، تمثل مزرعة كريسنت داك رمزًا لصمود المزارعين الأميركيين في مواجهة الجوائح، وسعيهم للحفاظ على تقاليدهم الزراعية رغم التحديات المتزايدة.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى