زراعة

علماء صينيون يرسمون أول خريطة جينية لتتبع مقاومة القمح للصدأ الأصفر

أعلن علماء صينيون عن تحقيق إنجاز علمي جديد يتمثل في رسم أول خريطة جينية تساعد على تتبع مقاومة القمح لمرض الصدأ الأصفر، في خطوة تمثل تقدمًا كبيرًا نحو تقليل استخدام المبيدات وتحسين إنتاجية المحاصيل.

ونشرت مجلة Nature Genetics نتائج البحث يوم الأربعاء، والذي شاركت فيه جامعة الشمال الغربي للزراعة والغابات بالتعاون مع معهد علم الوراثة بالأكاديمية الصينية للعلوم. وأكدت الجامعة أن الخريطة تتيح أداة دقيقة للمربين لتتبع الجينات المقاومة للمرض.

ويعرف مرض الصدأ الأصفر باسم “سرطان القمح”، ويسببه الممرض Puccinia striiformis f. sp. tritici، ويتميز بتحور سريع يسبب خسائر سنوية تقارب 10% من الإنتاج العالمي للقمح، وفقًا للبروفيسور كانغ تشنشنغ، قائد الفريق البحثي.

وأوضح تشنشنغ أن تطوير أصناف مقاومة لهذا المرض ضروري لحماية الأمن الغذائي، خاصة أن المرض يفرز نمطًا مرضيًا جديدًا كل خمس سنوات تقريبًا.

وعلى مدى خمس سنوات، درس الفريق البحثي 2191 عينة قمح من مناطق متعددة، واستند إلى أكثر من 47 ألف سجل استجابة للمرض من بيئات متنوعة، مما أدى إلى تحديد 431 موقعًا جينيًا يرتبط مباشرة بمقاومة الصدأ الأصفر.

كما استنسخ الباحثون ثلاث جينات مقاومة جديدة، أبرزها الجين Yr5x الذي أظهر فعالية ضد عدة أعراق من المرض، والجين Yr6/Pm5 الذي يمنح مقاومة مزدوجة ضد الصدأ الأصفر والبياض الدقيقي، إضافة إلى الجين YrKB (TaEDR2-B) الذي وفر مقاومة واسعة دون التأثير على إنتاجية المحصول.

وأشار البروفيسور هان ديجون إلى أن الخريطة الجينية تُعد موردًا ثمينًا لبرامج تربية القمح، وأن التركيبات الوراثية المكتشفة قد توفر مقاومة تدوم أكثر من 10 سنوات، مقارنة بالأصناف الحالية التي تفقد فعاليتها خلال ثلاث إلى خمس سنوات.

وتخضع الأصناف الجديدة حاليًا لتجارب ميدانية داخل الصين وخارجها، وسط توقعات بأن تسهم في تقليل اعتماد المزارعين على المبيدات، وتعزيز الزراعة المستدامة عالميًا.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى