موسم حصاد القمح في تركيا ينتهي بخسائر كبيرة وتراجع الإنتاجية

يختتم مزارعو القمح في تركيا موسم حصاد 2025 بخسائر فادحة نتيجة التضخم وارتفاع أسعار المدخلات واستمرار موجات الجفاف، ما أدى إلى انخفاض الإنتاجية وعدم تغطية أسعار الشراء للزيادة في التكاليف.
يزرع القمح في تركيا أساسًا في منطقتي وسط وجنوب شرق الأناضول، حيث تتم الزراعة البعلية في نحو 78% من المساحات المزروعة. ووفق تقرير الخدمة الزراعية الأجنبية بوزارة الزراعة الأمريكية، يُتوقع انخفاض إنتاج موسم 2025/2026 بنسبة 15% عن العام السابق ليصل إلى 16.3 مليون طن بسبب الجفاف المستمر.
وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، تراجعت مساحات زراعة القمح بنسبة 30%، بينما ارتفع عدد السكان 50%، ما أدى لانخفاض نصيب الفرد من القمح من 300 كجم إلى 200 كجم سنويًا.
وتزايد اعتماد تركيا على الاستيراد لتغطية احتياجاتها، إذ استوردت بين 2003 و2024 نحو 107 ملايين طن من القمح بقيمة 29.5 مليار دولار. ويتوقع التقرير أن يصل الاستهلاك في موسم 2025/2026 إلى 19.4 مليون طن، منها 10.3 ملايين طن مستوردة.
الكاتب الزراعي غازي كوتلو حذر من احتمال تسجيل رقم قياسي جديد في الاستيراد هذا العام، مشيرًا إلى أن الإنتاج المحلي لا يغطي الطلب المحلي ولا احتياجات صادرات الدقيق والمكرونة والبسكويت والسميد، مما يدفع إلى استيراد كميات كبيرة.
وأوضح كوتلو أن تكاليف الإنتاج الزراعي ارتفعت بأكثر من 30% سنويًا، بينما ارتفع سعر شراء القمح من 11 إلى 13.5 ليرة فقط، أي بنسبة 22%، مؤكدًا أن استمرار السياسات الحالية سيزيد من صعوبة الوضع، وداعيًا لاتخاذ خطوات جديدة لدعم المزارعين وزيادة الإنتاج وتقليل الاعتماد على الخارج.