زراعة

تغيرات مناخية وزراعة مكثفة تهدد واحات المغرب التقليدية

تواجه واحات الصحراء المغربية، ومنها واحة فركلة بإقليم الرشيدية في منطقة درعة-تافيلالت، مخاطر متزايدة بفعل التغيرات المناخية والزراعة المكثفة، ما أدى إلى استنزاف المياه الجوفية وتراجع الزراعة التقليدية، وفق تقرير لموقع RadioBue التابع لجامعة بادوفا الإيطالية.

فاطمة أمزيل، من سكان واحة فركلة وعضوة جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث (AOFEP)، وصفت تأثير الجفاف قائلة إن الواحة تُفقد نخيلها “شجرة بعد شجرة”، مؤكدة أن ارتباط السكان بالواحة يمثل جزءًا من هويتهم.

بدوره، حذر لحسن كبيري، رئيس الجمعية وأستاذ الجيولوجيا البيئية بجامعة مولاي إسماعيل، من أن التوسع الزراعي الموجه للتصدير يفاقم أزمة المياه، ويضعف الزراعة التقليدية، مشيرًا إلى أن قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يعززان التصحر، إلى جانب تراكم الأملاح وزحف الرمال وما يسببه من تدمير للنباتات وزيادة النزاعات بين المزارعين.

وبحسب التقرير، تراجعت الموارد المائية الوطنية بنسبة 30% خلال العقود الستة الأخيرة، فيما ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 1.7 درجة مئوية بين عامي 1971 و2017. كما خسر المغرب أكثر من ثلثي واحات الصحراء، أي ما يعادل 10 ملايين هكتار، إضافة إلى فقدان ثلثي أشجار النخيل المقدرة بـ14 مليون نخلة.

وتسعى جمعية AOFEP للتصدي لهذه التحديات عبر برامج لحماية الموارد المائية، وتشجيع الزراعة العضوية والمستدامة، وتطوير التعاونيات النسائية، بجانب نشر الوعي البيئي وتنشيط الاقتصاد المحلي.

كما شدد التقرير على البعد الاجتماعي والثقافي للواحات، ودور التراث الزراعي والفنون الشعبية مثل رقصات أحيدوس وبَهبِي وبَيدة، داعيًا إلى تعزيز التعاون والشبكات التعليمية المستدامة.

واختتم بالتنويه إلى أن مستقبل واحات المغرب يظل غامضًا، وأن التغلب على الأزمات المناخية والاجتماعية والاقتصادية يتطلب مرونة وتعاونًا من المجتمعات المحلية.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى