بحوث ومنظماتبيزنسبيطريتقارير

د محمد درويش:الأهمية الإقتصادية في تطوير تربيه النعام

 باحث الفارماكولوجي – معهد بحوث صحة الحيوان – معمل الزقازيق -مركز البحوث الزراعية – مصر

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ازداد الاهتمام بتربية النعام وتحسين كفاءة إنتاجه على أمل أن يكون مصدرا مهما من مصادر اللحوم الحمراء الجيدة لسد الفجوة الرهيبة فى انتاج اللحوم الحمراء، واتجه العديد من دول العالم فى الوقت الحاضر تهتم بتربيه النعام فى قطعان كمشاريع اقتصاديه وأكبر منتج للنعام في العالم هى جنوب أفريقيا ثم إسرائيل في المركز الثاني ثم الصين فالولايات المتحده والإتحاد الأوروبي.

مميزات طيور النعام

النعام طائر صحراوي يستطيع العيش تحت ظروف الصحراء القاسية لانه قادرعلى التكيف بشكل كبير فمن الممكن تربيتة في البلدان صحراوية المناخ بسهولة وهو اضخم طائر عشبي  على وجه الأرض, وهو لا يستطيع الطيران. وموطنه الأصلي صحاري أفريقيا والجزيرة العرب, والآن تربى طيور النعام  في مزارع خاصة وذكر النعام لونة أسود وله أجنحة وذيل بيضاء.

أما الأنثى فلونها بني مائل للرمادي ومن المعروف أن طائر النعام سريع العدو وأن سرعتة قد تصل إلى 70 كيلو متر في الساعة. وتعيش طيور النعام في الصحاري في مجموعات صغيرة مكونه من ذكر وأربع إلى خمس إناث وقد يكون معهم في بعض الأحيان طيور نعام صغيره وطيور النعام تعتبر من أثقل واضخم الطيور الحية على وجه الأرض وموطنه الأصلي صحاري أفريقيا والجزيرة العربية .

ويتغذى على  العشب ويضع أكبر أنواع البيض حجما.  وعرفة العرب قديما واطلقوا علية اسم “الطائر الجمل”والان يتم تربيته في جميع أنحاء العالم حيث يعتبر جلد النعام سلعة مربحة واستخدم البشر بيض النعام منذ آلاف السنين

وينتمى النعام إلى مجموعةالـ Ratite وهى المجموعه التى تضم الطيور التى لا تطير (النعام – الأيمو – الرايا – الكازورى – الكيوى ) وتتميز هذه المجموعه بشكل عظمة القص التى تكون مع عظام الصدر ما يشبه لوح كبير مقوس وتكون غضروفية التكوين وللطائر آجنحة قويه ولكن لا تستخدم في الطيران بل وتستخدم أساسا فى التعبير أثناء موسم التزاوج عن الغزل أو فى إستعراض القوه عند العروض العدوانية وفى الشجار أو التعارك مع الذكور الأخرى.

وللنعام زوجا واحدا من الأصابع فى كل قدم مما يؤهله للجرى السريع ، ويلجأ النعام إلى استخدام رجليه فى الركل أو الرفس للدفاع عن نفسه ، وتلجأ بعض الأفراد إلى النقر أو العض عند استثارتها أو تهديدها ، ويصل النعام البالغ إلى أقصى طول عند عمر 18- 20 شهر ثم يستمر فى النمو واكتناز اللحم بضعة أشهر بعد ذلك ، وأقصى ارتفاع للنعام 2.25- 3.00 متر ويتراوح الوزن بين 90- 150 كجم ، ويمكن ذبح الطيور عند عمر يتراوح 12- 16 شهر أو أكثر عندما يصل وزنها 110

انواع النعام    ويوجد نوعان من النعام هما:

1)النعام الشائع وموطنه مناطق واسعة من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ويعيش في شبه الجزيرة العربية

2) النعام الصومالي موطنه الأصلي القرن الإفريقي.

وللنعام أنواع متعددة حسب ألوانها:

1) النعام أحمر الرقبة :يعتبر من  أكبر انواع النعام حجماً ويعيش أساساً فى شرق أفريقيا (كينيا وتنزانيا)و من اكثر انواع النعام شراسه ولكنه اكثر الانواع مقاومة للأمراض و أقل الانواع إنتاجا للبيض ( 8 إلى 12 بيضة سنويا)ً.

2) النعام أزرق الرقبة : تعيش هذه الانواع أساساً فى شمال وغرب وجنوب أفريقيا يكون متوسط الحجم فهوبري الطباع ومتوسط فى انتاج البيض ( 15- 20 بيضة سنويا).

3) النعام الأفريقى الأسود :يعتبر من أصغر الانواع حجماً وناتج من تهجين النعام الأحمر الرقبة مع النعام الأزرق الرقبة وأقصر فى الطول ومستأنس ولون الريش فى الذكور البالغة أسود مع أبيض بينما يكون لون ريش الأنثى رمادى مشوب باللون البنى وغزير في إنتاج البيض (40 إلى 60 بيضة سنوياً والبعض يضع أكثر من 100 بيضة) ولون الجلد فاتح .

التغذية

وتعتبر التغذية أهم عنصر من عناصر نجاح مشاريع النعام وبعض المربين يقدم العلف للنعام على الأرض وبعضهم يضع العلف في معالف خاصة أو أطباق كبيرة وذلك لتوفير التكاليف ، المهم هو المحافظة على العليقة نظيفة وفي مكان معيّن حتي لا يتسبب فى حدوث أمراض وانهيار المشاريع .

ويقدم العلف الناعم للنعام الصغير حتى عمر 3 أشهر بينما من عمر 3 – 6 أشهر يتم تقديم العلف الخشن. والزائدة الدودية فى النعام يختلف حجمها باختلاف العمر حيث يحدث به الهضم الميكروبى مثل ما يحدث للمجترات فى الكرش لهذا يجب وضع نسبة من الألياف فى علائق النعام حيث ان معامل هضم الألياف يزداد مع الزيادة فى العمر.

لذلك يجب عدم وضع الياف بنسبة مرتفعه فى الأعمار المبكرة لعدم حدوث تلبك معوي . واستخدام الدهون فى علائق النعام بنسبه لاتزيد عن 1.5% لإمداد الطائر باحتياجاته من الأحماض الدهنية وتساعد على توفير احتياجات النعام من الفيتامينات الذئبة فى الدهون ( أ, د , هـ, ك).

وأما البروتين فيحتاج النعام منه فى الأعمار الصغيره بنسبه تصل الى 22% ثم تقل تدريجيا الى ان تصل 14 % عند عمر الذبح الذى يكون على عمر 10-14 شهر، ويراعى توفير العلائق الخضراء بكمية كافية أمام طيور النعام وغالبا ما يستهلك طائر النعام البالغ 2.1 كيلوجرام علف يوميا. ويراعى عدم اللجوء لتغيير نوع العليقة مره واحده بل يراعى ان يتم التغيير تدريجيا ويفضل وضع العلائق وتقديمها فى الأوقات الباردة من اليوم مثل الصباح الباكر والليل.

وتبلغ إناث النعام جنسياً عند عمر 2 -3 سنة وتبلغ الذكور فى عمر أكبر والذكر الواحد له ثلاث إناث وفى بداية موسم التزاوج فإن الذكور تظهر لوناً محمراً فى قصبة الرجل والمنقار وحافة العينين والذكور تملأ البلعوم بالهواء حتى تبدو أعناقها مثل البلونه المنتفخ.

وتقوم الذكور بعمل رقصة خاصة أمام الإناث لجذب الانتباه،  وتبدأ الانثى في وضع البيض بعد البلوغ الجنسى ويبدأ موسم وضع البيض فى أوائل الربيع شهر مارس وتضع الانثى الواحده حوالى 35 – 55 بيضة سنوياً ، وبيض النعام لونة أبيض مصفر وتستمر الأنثى فى الإنتاج مدة 25 – 35 عام ويبلغ متوسط وزن البيضة 1100 – 1900 جم وتتكون بيضة النعام من رطوبة75.1 % بروتين 12.1 % – دهون11.7 % – رماد1.4 % – كربوهيدرات 0.7 % .

تفريخ بيض النعام يتم تفريخ بيض النعام من خلال طريقتين :

1)الطريقية الطبيعــة: وفيها يقوم  الذكر والأنثى باحتضان البيض لمدة 42 يوماً فى المتوسط وتقوم الأنثى بهذه المهمة نهاراً والذكر ليلاً ، ويكون البيض ملامساً لجلد جسم الآباء مباشرة لذلك تكون درجة الحرارة فى أعلى البيضة الملامسه لجلد الآباء أعلى عنها فى الجزء السفلى ، وعند تبادل الحضانة بين الآباء يتم تقليب البيض وتهويته .

2) التفريــخ الصناعــى:  ويتم ذلك فى مينات اصطناعية ويتم وضع البيض فى المفرخات بحيث تكون الغرفة الهوائية لأعلى ويقلب البيض فى المفرخة تسعون درجة 4 – 6 مرات يومياً ، ودرجة الحرارة المقترحة للتفريخ هى 90 – 98  درجة فهرنهيت، وقرب نهاية التفريخ يتم خفض درجة الحرارة قليلاً وتصل نسبة الفقس إلى حوالى 70% من عدد البيض الموضوع .

الأمراض التى تصيب النعام

والنعام يعتبر من أكثر الطيور مقاومة للامراض لكن النعام يصاب بعدد محدود من الامراض واخطرها على النعام هو الاصابة بالكلوستيرديم الذي يتسبب في نفوق اعداد كبيره من القطعان خلال بضعة أيام.  والأهم يجب عمل برامج  تحصينات جيده للوقاية من الأمراض الفيروسية والوبائية.

وتعد الأمراض الناتجة عن نقص التغذية أو وجود المواد السامة مثل السموم الفطرية من العوامل التى يؤثر على النعام وخصوصا الصغير منه وعموما اهم الامراض التى يصاب بها النعام هى.

1) تلــــوث كيــس الصفــار:

يعد تلوث كيس الصفار من الأمراض الشائعة فى الكتاكيت عند الفقس وتعالج بإزالة كيس الصفار جراحياً ثم العلاج بالمضادات الحيوية وينتج هذا المرض من اختراق البكتيريا لقشرة البيضة ويمكن التغلب على هذه المشكلة بتحسين كلاً من جمع البيض واتخاذ الاحتياطات الصحية بتطهير البيض قبل التفريخ .

2)اختـلال الامتصـاص الغذائي:

وهو مرض قاتل للكتاكيت الصغيرة ويصيبها غالباً فى أعمار بين شهر وثلاثة شهور ولكن قد يصيب الكتاكيت فى عمر ستة أشهر ، ومن مظاهر الإصابة بهذا المرض أن الكتاكيت المصابة تكون قلقة وتمتنع عن تناول الطعام والشراب حتى تموت ولايعرف بالتحديد سبب هذا المرض ، وفى بعض الحالات يمكن علاج الأفراد المصابة بالمضادات الحيوية حقناً أو عن طريق الفم

3)التلبــك المعــوى

وهو يصيب الكتاكيت فى مختلف الأعمار ويمكن علاجه جراحياً ولكن أفضل طريقة هى الوقاية ومنع أسبابه عن طريق أقلمة الكتاكيت على المواد الغذائية تدريجياً فى أعمار صغيرة وعدم تعريضها لتغيير مفاجئ فى الغذاء أو إضافة نسبة كبيرة من المواد الغذائية الخشنة دفعة واحدة .

4)الإسهال والإصابات المعدية

وينتج عن تعرض الغذاء للتلوث وعدم الحرص على مراعاة الاحتياطات الصحية .

5)تشوه الأرجل والأصابع

قد ينتج هذا المرض عن اختلال العلائق المقدمة لأمهات التربية أو لأسباب وراثية

6)التغذية الغير سليمة والتعرض للمواد السامة

تعد الأمراض الناتجة عن نقص التغذية أو التعرض للمواد السامة أكبر عاملين يؤثران فى النعام ، وهما من العوامل التى ترجع أساساً لأسلوب الإدارة فى المزرعة ويمكن منعها بتوجيه عناية أكثر خلال الرعاية والتربية .

7) الطفيليات والإصابة بالميكروبات المرضية 

وهى تعد من المشاكل التى تواجه المربين عندما تربى الطيور تربية مكثفة وتصل إلى القطيع عبر عديد من الطرق ويمكن أن تصيب الطيور البالغة أو الكتاكيت فى جميع الأعمار وكذلك البيض ويعد البيض والكتاكيت أكثر عرضة للإصابة .

فؤائد النعام  والنعام له فؤائد كثيره منها:

1) لحوم النعام من اللحوم الحمراء ويتزايد الاقبال عليها لانها تشبه لحوم الأبقار وصحية للغايه وتحتوى على نسبة منخفضة من الدهون والكوليسترول، وذات مذاق مميز.

2) وجلد النعام يعد من  أحسن أنواع الجلود حيث أنه سميك ومتين وناعم للغاية ويتم تصنيع أفخم المنتجات الجلدية من جلد النعام (الأحذية والحقائب والمحافظ والجواكت)،

3) ريش النعام يدخل في صناعة أدق الأجهزة الإلكترونية الحساسة لتمتعة بخاصية الكهرباء الساكنة وتنظيف الآلات والمعدات الدقيقة، وفي الزينة وفي صناعة الأزياء ويدخل فى صناعة الوسادات والملابس والفساتين.

4)استخدام واستغلال قرنية عين النعام لترقيع قرنية عين الإنسان للتشابة الكبير بينهما

5) بيض النعام مهم للانسان ويحتوى على بروتين 12.1 %-دهون 11.7 %-كربوهيدرات 0.7 %

نستخلض من تلك المقاله  انه يجب التوسع والعنايه بتربيه النعام والاهتمام بالتغذية وذلك للمساعده فى سد الفجوه الذائية ونقص البروتين فى الدول النامية

المراجع

1- كتاب نظرة على النعام  دكتور / عاطف أبوزيد أستاذ أمراض الدواجن معهد بحوث صحة الحيوان جمهورية مصر العربية

2- بعض المقالات بمجله الشرق الاوسط للدواجن

3- التسمين ونظم التغذية في النعام . أ.د.صفوت كمال أستاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية – مصر

 

زر الذهاب إلى الأعلى