الأخبارالمياهحوارات و مقالات
د خالد وصيف:هل انتهى أسبوع القاهرة للمياه ؟
خبير موارد مائية
انقضت ايام اسبوع المياه لكن فعالياته لن تنتهى..
أكتب هذا المقال صبيحة اليوم التالى لانقضاء أسبوع القاهرة للمياه. اسبوع كامل كانت فيه القاهرة محط انظار كل خبراء المياه على مستوى مصر والعالم، سواء من حضر وشارك فى فعاليات الاسبوع وعددهم اقترب من الالف، او تابع وراقب من بعيد عبر وسائل الاعلام وهم ملايين..
أسبوع كامل تحرك فيه ضيوف قدموا من مائة دولة فى انحاء القاهرة بكل أمان، يبعثوا برسالة طمأنة لكل السائحين الراغبين فى زيارة القاهرة..شاهدوا عروض الصوت والضوء تحت سفح الاهرامات، وتجولوا فى ميدان التحرير، وسافروا الى العين السخنة حيث توجد مشروعات حماية السيول واستقطابها للاستفادة منها قبل ان تتحول الى طاقة هدم، واتجهوا الى القناطر الخيرية ليتفقدوا المعاهد العلمية المتخصصة فى الموارد المائية ويطالعوا الامكانيات الكبيرة لتلك المعاهد فى مجالات البحث العلمى..أسبوع كامل تم خلاله طرح كل قضايا المياه على موائد البحث والمناقشة: المياه العابرة للحدود، اعادة استخدام مياه الصرف، الشراكة مع القطاع الخاص، قصص نجاح للمزارعين المصريين فى تبنى طرق رى حديثة موفرة للمياه، دور وسائل الاعلام فى نشر التوعية المائية. وتلك بعض الموضوعات وليس كلها
أسبوع كامل وضع مصر فى نفس الخانة التى تقف فيها دول عريقة فى تنظيم وعقد مؤتمرات المياه الدولية مثل السويد وهولندا وسنغافورة، بل وتزيد عليها بطرح قضايا جريئة بكل شفافية..تم طرح سيناريوهات سد النهضة ومخاطر الملء بدون اتفاق بين الدول الثلاث، واستعرض خبراء اجانب متخصصون الآثار السلبية المتوقعة بالارقام..كانت رسالة ذكية لو لم يحمل الاسبوع سواها لكفته، ولو لم يخرج ضيوف الاسبوع سوى بها لكفانا..
أسبوع كامل نجحنا خلاله فى ادراج مشكلات المياه الملحة على الاجندة الدولية، تتبناها المنظمات الدولية وتسعى لتقديم خبراتها الفنية ومصادر التمويل اللازم لها. لسنا وحدنا الذين نعانى من تحديات فى مجال مواردنا المائية. وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة يوجد أكثر من 2 مليار نسمه يعيشون مع خطر نقص المياه العذبة , وبحلول عام 2050 من المحتمل أن يعيش شخص من كل أربعة أشخاص فى بلاد تتأثر بأمراض مزمنة متكررة أو نقص متكرر فى المياه العذبة.
الوضع المائى فى مصر حساس ويقترب من درجة الحرج، خلال عشر سنوات قادمة سيزيد تعداد المصريين بمقدار 25 مليون نسمة، هذا اذا استمرت معدلات الزيادة السكانية الحالية، كما لون ان شعب آخر سيشاركنا الحياة على نفس الرقعة ويحتاج لتلبية احتياجاته الاساسية بنفس الدرجة، هؤلاء يحتاجوا تدبير مليار متر مياه اضافية، من اين سنأتى بها ؟ وكيف سندبرها من الحصة الحالية المحدودة والتى لا تكفى احتياجاتنا الحالية
الشراكة مع المنظمات الدولية امر حيوى لوضع حلول وتوفير تمويل لتنفيذ مشروعات تتعامل مع هذا الوضع الحرج. الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط هو أحد المشروعات المطروحة والتى تحتاج الى حشد الموارد لتمويل استكمال دراسات الجدوي
انقضت ايام اسبوع المياه لكن رسالته لم تنتهى..فكل ماسبق هو جهاد اصغر، هو نجاح فى سباق مائة متر اعتدنا اجتيازه والتفوق فيه، امامنا الجهاد الاكبر وهو مثل سباق اختراق الضاحية، يحتاج نفسا طويلا ولياقة عالية ومجهودا وافرا..نحتاج الى تشجيع اكبر عدد من المزارعين على تبنى طرق الرى الحديثة الموفرة للمياه، وان تنتقل التجارب التى تم عرضها فى الاسبوع الى مجال اوسع يشمل الاراضى الجديدة كلها..نحتاج الى تطوير الرى على مستوى المراوى والمساقى الخصوصية باساليب رخيصة تشجع المزارعين على قبولها..نحتاج الى حشد الدعم الذى وفره الاسبوع على المستوى الدولى للتعامل مع سد النهضة الذى يمثل ضغطا اضافيا على الموارد المائية الشحيحة من الاصل..نحتاج الى تطوير العلاقة مع المزارعين المصريين لتنتقل من مرحلة تلقى خدمة المياه من طرف والشكاوى من نقصها من طرف آخر، الى مرحلة الشراكة الكاملة فى التخطيط والادارة والتوزيع للموارد المائية..واخيرا يجب ان نستعد للاسبوع الثانى فى اكتوبر 2019 ليأتى بنفس مستوى الاسبوع الاول أو يزيد
اختراع احدث التقنيات لصناعة المياه العذبه المستدامه بطاقه انتاجيه تفوق 6 مليون م3 للمحطه الواحده يوميا تحقق اكثر من الاكتفاء الذاتى من المياه العذبه لكافة دول العالم
الرجاء ان تكون نتائج المؤتمر وتوصياته قابلة للتطبيق وليست خيالية كما حدث فى مؤتمر مصر تستطيع بالأقصر وان تكون على مستوى التكاليف التى أنفقت ( 1000 مدعو وأقامة كاملة لطيورنا المهاجرة ) ؟؟