د مصطفي عبدالستار يكتب: حقوق الملكية الفكرية في مجال مبيدات الآفات
مساعد أمين لجنة مبيدات الآفات بوزارة الزراعة
قبل أن نبدأ في الحديث عن حقوق الملكية الفكرية في مجال المبيدات، يجب أن نتناول المفهوم العام للملكية الفكرية Intellectural Property ، فهي حق الانسان – فرد أو أكثر – في إمتلاك ما أنتجه فكرة من إبداعات أو ابتكارات او اختراعات…بإختصار هي فكرة تحولت إلى شيء ملموس.
لماذا؟
لأنها شكل من اشكال الملكية لا تختلف حقوق مالكها عن حقوق الملكية الأخرى. مالك الفكرة له حق في الاستفادة من نتاج فكرة ومنع الآخرين من التعامل في ملكه دون الحصول على اذن مسبق منه، كما إن له الحق في مقاضاتهم في حاله التعدي على حقوقه والحصول على التعويض المناسب عما أصابه من ضرر. وعادة ما يكون هذا الحق لمدة محدودة من الزمن.
وهو ما تضمنته المادة 27 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان بالحق توفير الحماية المادية والمعنوية المرتبطة بإبداعات الأفراد العلمية والفنية والأدبية
إذن ننتقل إلي الموضوع الهام وهو الملكية الفكرية في مجال مبيدات الآفات الزراعية
بعد الحرب العالمية الثانية حدث تطور كبير في مجال ابتكار واختراع المواد الكيميائية المختلفة ومنها مبيدات الآفات.
وهي مواد تستخدم لتقليل أو للحد من التأثرات السلبية للآفات. يستهلك القطاع الزراعي حوالي 85% من إجمالي الإستهلاك الكلى من مبيدات الآفات، وبدون استخدامها قد تصل خسائر الانتاج الزراعي الى ما يزيد عن ثلث الانتاج العالمي من المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية. ويقدر إجمالي قيمة المبيدات في التجارة العالمية بنحو 62,5 مليار دولار ومن المنتظر ان تزداد لتصل إلى 95 مليار دولار بحلول عام 2025.
مبيدات الآفات من اوضح صور الابداع والابتكار الإنساني وتغطى عدة أوجه للملكية الفكرية في جميع مراحل انتاجها بدأً من عمل الدراسات وتجميع المعلومات والبيانات وحتى عمليات تصنيع وانتاج المادة الفعالة والمواد المساعدة الأخرى. وحتى انتاج المستحضر التجاري وأحيانا بصور مختلفة (مساحيق او سوائل وبصور متعددة لتحقيق أقصى فعالية وأقل اضرار بيئية)، وانتقالاً لتصميم البطاقة الاستدلالية والعلامة التجارية.
وتبلغ تكلفة ابتكار واختراع المادة الفعالة لمبيد جديد ما يزيد عن 300 مليون يورو وجهد علمي وتقنى هائل في البحث والتطوير والاختبار والتقييم لمدة تصل من 7 – 10 سنوات.
حتى يمكن التصريح بتداول مبيد جديد يجب عمل ملف تسجيل كامل بالموصفات والمكونات والتأثيرات والسمية والسلامة والفعالية.
ملف تسجل المبيد هو استثمار بملاين الدولارات وتتم حماية ملف التسجيل لمدة 10 سنوات في أوربا وأمريكا بحيث لا يستطيع أي منتج آخر إستخدامه لتحقيق مكاسب تجارية.
براءة اختراع المادة الفعالة وأسرار وعمليات تصنيعها تعطى عادة حماية لمدة 20 سنة ويمكن تمديدها حتى 5 سنوات أخرى. بعد انتهاء فترة الحماية للمبيد يمكن للمصنعين الاخرين انتاج مستحضرات متشابهة (جنيسة Generic) تحت اسماء تجارية اخرى وهذا يكسبها حق ملكية فكريه جديد.
يبين الإتحاد الأوربي للملكية الفكرية (EUIPO) إن التكلفة الاقتصادية لانتهاك حقوق الملكية الفكرية في قطاع المبيدات تبلغ 13.8% من العائدات الشرعية ( 1,3 مليار يورو) ويفقد معها 2600 وظيفة مباشرة لخفض ايرادات الصناعة الشرعية، وربما يصل الفقد غير المباشر الى نحو 11 الف وظيفة.
يتيح نظام تسجيل المبيدات لدى السلطات الرسمية المختصة تحديد المنتجات التي يسمح باستخدامها وبالتالي ضمان الحماية لمصالح المنتجين والمستخدمين النهائيين، كما يتيح التسجيل قدر كبير من حماية الملكية الفكرية:
أ) يحول دون تسجيل أي مبيدات اخرى مازلت في فترة الحماية
ب) يمنع تسجيل أي مبيدات بنفس الأسماء التجارية أو أسماء متشابهة لما هو مسجل.
- لا يتيح تسجيل المبيد تسجيل العبوة او العلامة التجارية للمنتج .
- التسجيل لا يتيح لمالك المنتج الحصري مقاضاة المعتدى أمام المحاكم لانتهاكه حق الملكية الفكرية، حيث يتطلب هذا الامر تسجيل براءة الاختراع لدى مكتب براءات الاختراع أو تسجيل العلامة التجارية لدى مصلحة التسجيل التجاري (مدة الحماية تبلغ 10 سنوات ويمكن تمديدها عدة مدد مماثلة بناءاً على طلب المالك).
- وفقاً لقانون الزراعة رقم 53 لسنة 1966 فان لجنة مبيدات الآفات الزراعية هي الجهة الوحيدة المسئولة عن تسجيل وتداول مبيدات الآفات الزراعية في مصر.
- التسجيل لا يتيح لمالك المنتج الحصري مقاضاة المعتدى أمام المحاكم لانتهاكه حق الملكية الفكرية، حيث يتطلب هذا الامر تسجيل براءة الاختراع لدى مكتب براءات الاختراع أو تسجيل العلامة التجارية لدى مصلحة التسجيل التجاري (مدة الحماية تبلغ 10 سنوات ويمكن تمديدها عدة مدد مماثلة بناءاً على طلب المالك).
- وفقاً لقانون الزراعة رقم 53 لسنة 1966 فان لجنة مبيدات الآفات الزراعية هي الجهة الوحيدة المسئولة عن تسجيل وتداول مبيدات الآفات الزراعية في مصر.
- الإجراءات التي تتخذها لجنه مبيدات الآفات الزراعية في سبيل حماية حقوق الملكية الفكرية لمنتجي المبيدات
- عدم تكرار الاسم التجاري لمبيد ما مع اسم تجارى مسجل بالفعل (المادة 11 من القرار الوزاري 974 لسنة 2017).
- وضع قواعد للأسماء التجارية بما يكفل حماية الاسماء المسجلة (عدم استخدام أسماء مشابهة للأسماء المسجلة).
- التنسيق مع لجنة المخصبات والأسمدة لمنع إستخدام أسماء المبيدات للأسمدة والمخصبات والعكس.
- تضع اللجنة قيود شديدة في حفظ سرية ملفات التسجيل والمستندات والوثائق المقدمة اليها ولا يسمح لأحد بالاطلاع عليها لحماية براءات الاختراع وفترات الحماية الفكرية:
- جمدت اللجنة عام 2012 تجريب مستحضرات تجارية قدمتها عده شركات للمادة الفعالة Thiamethoxam بعدما تقدمت شركة سينجنتا بما يثبت ان مركبها ما زال تحت الحماية الفكرية حتى عام 2014.
- قامت احدى الشركات بتسجيل مستحضر تجارى للمادة الفعالة Cyflumethofen انتاج أردني، وعندما تقدمت شركة OAT Agrio اليابانية بما يفيد بان مركبها في فترة الحماية الفكرية حتى عام 2024 قامت اللجنة بإيقاف تسجيل المستحضر الأردني .
ج – خاطبت اللجنة جميع شركات المبيدات بان من لديها مركبات تحت فترة الحماية الفكرية عليها ان تتقدم بالمستندات الدالة على ذلك لعدم التعامل مع أي مستحضر من تلك المركبات يقدم للتجريب.
- تمتلك مصر العديد من أقسام كيمياء المبيدات ووقاية النبات في جميع كليات الزراعة والمركز القومي للبحوث وكذلك معاهد متخصصة لوقاية النباتات وأمراض النباتات ومعامل مركزية لبحوث الحشائش والمعمل المركزي للمبيدات والمعمل المركزي لمتبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية.
- لدينا عشرات الدارسين والباحثين والعلماء في مجال المبيدات.
- لدينا مئات الابحاث ونتاج فكر الباحثين والعلماء.
- لدينا الموقع الجغرافي المتميز والمواد الاولية والمناخ المناسب.
- العديد من الدول الاوربية تعزف عن اقامه مصانع المبيدات الكيميائية على اراضيها واصبحت الصين أكبر مصنع لها عالمياً.
- لدينا في مصر 26 مصنع لإنتاج او تجهيز المبيدات منها 6 مصانع لتخليق المركبات المشابهة ( الجنسية Generic)، والاخرى للتجهيز والتعبئة.
- بدأ تصنيع المبيدات في مصر من منتصف خمسينات القرن الماضي.
- تشجيع المخترعين والمبتكرين وحماية حقوق الملكية الفكرية يمكن ان يشكلا الدعائم الاساسية لبناء صناعة مبيدات كبيرة ومتميزة فى مصر لتدعيم التنمية الاقتصادية وزيادة الدخل القومي للبلاد.
