محمود عطا يكتب: “الأخوان” تركة خربة مليئة بالحقد وتفسد العقول
كنت قد كتبت فى مقال سابق عن علاقة جماعة الإخوان بحسن البنا فى قراءة متأنية لكتاب المفكر محمود جابر (الإخوان المسلمون يغتالون إمامهم )كونهم إنتهجوا نهج سياسى يصل بهم لسدة الحكم وأن مولاهم البنا أسس الجماعة على أسس دعوية وليست سياسية.
والحقيقة أن البنا الذى جاء بفكرته العبقرية ألا وهى الدين إنما أكد لنا حقا أن بالدين قد تصل إلى عقول نامية في ظرف إقتصادى سيئ وإجتماعى أكثر سوءا ومستوى ثقافى ضحل
وأن الدين بمايحمله من أفكار تسمو بالنفس عن ملذات الحياة بحثا عن ملذات أفضل فى جنات الخلد كالغلمان وحور العين واللبن المصفى والعسل المصفى وفاكهة لا مقطوعة ولا ممنوعة.
قادر على جذب الشخصيات المقهورة اجتماعيا أو التى تعتقد ذلك إلى ذلك الحلم الجميل والسعي إلى تحقيقه ولعل أضعف دليل علي ذلك تلك العقول الخربة التى تنفذ عمليات انتحارية تقتل فيها أرواح بريئة من رجال وأطفال ونساء معتقدا أن الجنة فى انتظار سيادته على اعتبار أنه المخلص والمنقذ للبشرية كونه وكيلا للخالق فى شئون عباده
من هذا المنطلق إنطلق البنا ليترك لنا بعد وفاته تركة خربة مليئة بالحقد والشر وفساد العقول ….انها التركة التى أسس عليها سيد قطب أفكاره المتجددة فى الخراب والدمار للمجتمع كونه مجتمعا كافرا يجب الابتعاد عنه (فكرة الهجرة) لبناء مجتمع مسلم (فكرة التكفير ) معتبرا أن كل مايتفق معه فى تكفير المجتمع وهجرته لبناء مجتمع مسلم هو مسلم حق الإسلام ومن يختلف معه هو كافر بامتياز
ولن أضرب أمثلة للتأكيد على أن الإسلام حرم ذلك وأنه دين الحب والتسامح والإخاء والخلق الرفيع ولكن سأذكر أربعة كلمات قالها رب العزة فى وصف نبيه الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه (إنك لعلي خلق عظيم ) هادى الأمة وكاشف الغمة الذى يدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة تنفيذا لأمر ربه يصفه الخالق بصاحب الخلق العظيم والبنا وقطب ومن أخذ عنهم يقتلون ويدمرون من أجل السلطة
فهل من يقتل كمن يسعي فى الأرض ينشر الحب والسلام ….هل من يدمر إقتصاد بلده كمن يبنى ويعمر ويزرع ويصنع ويتاجر كما أمرنا رب العزة فى مواضع عديدة في قرآنه الكريم ؟
مما لاشك فيه أن الإسلام دين الله ماكان يدفع الانسانية إلا للحق والعدل والعمل والحب وكافة القيم التى تصنع الحياة وأن ما يدعو لغير ذلك لهو مخالف لأمر الله وتعليمات رسوله
إن الطامة الكبرى التى يعيش فيها بنو العرب هى ظهور جماعات عديدة وتحت مسميات مختلفة تؤمن أن بيدها الحق وتعلن وصايتها على العقل البشرى وقد خرجت جميعا من عباءة البنا وأفكاره الشاذة ….
وللحديث بقية