د إسماعيل عبدالجليل يكتب: أسرار حدوتة المبيدات المسرطنه و “عقده يوسف والى ” !!
فى يوليو 2008 وفى اليوم التالى لوصولى المكتب الزراعى بالسفاره المصريه بالعاصمه الامريكيه واشنطن بدأت الاطلاع على عشرات الملفات المحفوظه دون تصنيف على الارفف عازما توثيقها الكترونيا لمواكبه نظم الاداره الحديثه وهوما اتاح لى فرصه الاطلاع على عدد هائل من الوثائق المتبادله بين المكتب والعديد من الجهات الدوليه والامريكيه كان اكثراثاره لى تلك التقارير الوارده من هيئه حمايه البيئه الامريكيه EPA للمكتب الزراعى ترد على استفسار جهات سياديه بمصرعن المحتوى الكيمائى لحوالى 47 مبيدا تستخدم لمكافحه الافات فى ارجاء العالم والاجابه علىى تساؤلها عن علاقه تلك المكونات بأى اضرار تصيب البشر ومنها مرض السرطان .
المهم استغرقت طويلا فى قراءه تقرير هيئه حمايه البيئه الامريكيه الحافل بتفاصيل علميه دقيقه عن محتوى تلك المبيدات من مركبات والعلاقات الكيمائيه المتبادله بينها وغيرها من التفاصيل التى يصعب على غير المتخصص فى علوم الكيمياء والمبيدات مثلى استيعابها بسهوله ولكننى كنت عازما على مواصله القراءه حتى اصل الى الاستنتاج النهائى للتقرير كما هى العاده فى التقارير العلميه وكانت خلاصته الواضحه المدعمه بالبراهين العلميه هى خلو تلك المبيدات من اى مركبات ضاره بصحه الانسان وان اى اضرار لها قد يعود الى سوء الاستخدام وليس للمكونات !! .
انتهيت من قراءه التقرير وغيره من التقارير والمراجع المنتهيه لنفس المضمون بالرغم من تناقضها مع ما يشاع فى اعلامنا بمصر عن كون تلك المبيدات مسرطنه !! مما أثارحيرتى من أمر أمتى .. أمه ترجح الشائعات وتروج لها عن الاسانيد العلميه !! امه تتغنى بالعلم ولا تمارسه !! امه تسيس العلم القائم على حقائق غير قابله للتسييس !!! امه يمارس المروجين لشائعه المبيدات المسرطنه الحديث عنها وفى فم كل منهم سيجاره وامامه علبه سجائر مرسوم ومكتوب عليها تحذير بالموت !!! وآخرون يمارسون نفس اللغو على دخان الشيشه !!! ..وآخرون يلوثون الهواء بحرائق القمامه ومحتواها الهائل من الملوثات !!! واخرون يصرفون المجارى فى الترع ليأكل آخرون من مزروعاتها !! و..,و..و..الى آخره من المشاهد الواقعيه لمسببات السرطان الحقيقيه التى نتجاهلها ونحن نروج لشائعه المبيدات المسرطنه !!! ولا زال البعض يوجه الاتهام بها الى د. يوسف والى بالرغم من تبرئه المحكمه له مستنده الى تقارير دوليه وشهاده الخبراء المحايدون والعلماء المنصفون !!
فما هو سر هذا الاصرار العجيب على استمرار البعض فى تشويه الصوره الذهنيه للدكتور والى لدى الشارع المصرى ؟ وما هو سر اغفال هذا البعض لحقيقه تبرئه القضاء للدكتور والى من هذه الاتهامات الباطله ؟؟
الاجابه المختصره هى ان تشويه الصوره الذهنيه لوالى هى التبرير لحاله التهميش والاضعاف الحالى والمستمر لقطاع الزراعه والفلاحين حيث يظن العض ان استمرار تشويه الصوره الذهنيه للدكتور يوسف والى سوف ييسر لهم الاستمرار فى هدم وتدمير قطاع الزراعه الذى تعاظم دوره وقوته فى عصره الى حد اثار قلق جهات شعرت بمخاطر الثقل السياسى لقطاع يدير مصالح اكثر من نصف عدد السكان وبه ترجح الانتخابات النيابيه والمحليات وتصدر حركة المحافظين ومنه يخرج تشكيل الحكومات وبه يصان الامن الغذائى وارزاق الفلاحين ومعاشهم !!
يوسف والى الذى كرمه الرئيس جمال عبد الناصر بجائزة الدولة القديريه عام 1968 وكرمه الرئيس السادات بجائزه الدوله التقديريه عام 1977 وجند نفسه مستشارا فنيا للقوات المسلحه عقب نكسه 67 واشرف فى صمت وانكار على ملفات خارجيه كثيره لصالح الامن القومى المصرى وهو الوزير الذى اضاف الى رقعه مصر الزراعيه اكثر من 3 مليون فدانا ليسجل اعلى مساحه استصلاح فى تاريخ مصر الحديث وهو الوزير الذى كان يقضى اجازته الاسبوعيه فى تفقد الحقول ومنع التعديات على الارض الزراعيه.
يوسف والي هو السياسى الذى كان يقضى ساعات يوميا للرد على مئات الشكاوى مصحوبه بتوقيعه وهو الانسان الذى كرس عمره لوطنه متنازلا عن حياته الشخصيه فى زوجه واسره ترعى حياته وهو المتدين المؤمن بربه المتصوف فى عبادته بالصوم والصلاه وتلاوه القرأن وهو الصادق المتصدق براتبه لصالح الفقراء والمرضى وهو الزاهد فى الحياه الرافض لكل مظاهر الترف فى منزله ومكتبه وسيارته وهو ..وهو اشياء وصفات حميده لايتسع المجال لسردها التى يعرف تفاصيلها اكثر منى هؤلاء الذين لازالوا يحاولون تشويه كل تلك الصفات النبيله آملين الا تقوم لقطاع الزراعه قائمه مره اخرى !!
والمثير ان د. يوسف والى يرفض بأصرار كتابه مذكراته الكفيله بفضح هؤلاء المصابون ” بعقده يوسف والى ” حتى يستر عوراتهم مكتفيا بعبارته الدائمه :
ان الله كفيل بالظالمين !