اخبار لايتالأخبارالصحة و البيئةامراضحوارات و مقالاترفق بالحيوانصحة

أمينة أباظة تكتب: ضربة قاضية فى قلب جمعيات الرفق بالحيوان

رئيس الجمعية المصرية لحماية حقوق الحيوان

حدث هذا الاسبوع… كارثة على المستوى الدولي والمحلى والأخلاقي والإنساني. هذا هو ما حدث باختصار، فيما يتعلق بالقرار الأمريكي بحظر إستيراد الحيوانات الاليفة من مصر.

الخبر كما جاء فى أهم وكالات انباء العالم، نصا هو:

اعلنت أهم السلطات البيطرية الأمريكية CDC قراراً عاجلاً بمنع استيراد الكلاب من مصر وذلك بعد تقارير بشأن 3 كلاب مصابة بداء الكلب أو السعار.

ونشرت الهيئة الأمريكية CDC بياناً على موقعها الإلكتروني قالت فيه أنها أصدرت أمرا فيدرالياً يخطر استيراد الكلاب من مصر.

ما حدث من هذه المخالفات موجهة من هذه الجمعيات الى قلبها هي كأحد رواد الرفق بالحيوان وكمواطنة مصرية تدرك أهمية ملف الرفق بالحيوان في تجسيد دور الدولة المصرية في إحترام حقوق الحيوان، وهو ما يشهد به القاصي والداني دون أية أغراض شخصية.

والآن بعد أن قرأنا الخبر المزعج يجب أن نشرح للقارئ ما هو سبب هذه المقاطعة؟ من الذي أرسل الكلاب المسعورة إلى امريكا؟، من يتكسب من هذا التصدير ومن هم المستفيدون؟

سأشرح بمنتهى البساطة الموضوع لأنه يهمني شخصياً ويخصني أيضاً لأني أول من بدأت فى مصر الاهتمام بالحيوان بشكل رسمي على الأقل فى الخمسين سنة الأخيرة، ولم يكن فى مصر جمعية رفق بالحيوان إلا واحده فى ميدان أبو وافية موجوده من أيام الملكية وبعدها لم يعد لها نشاط وكان يرأسها الدكتور أحمد سمير سالم ويعلم الله أنه لا يمت للرحمة بصله ولا كان له أبداً أن يرأس جمعية رفق بالحيوان …لماذا؟

لأن العاملين فى الجمعية قالوا أنه يسم ويقتل الكلاب والقطط الضاله التى تلجأ إلى ملجأ “ملجأه” فما شجعنى على بدء  الترخيص  بتشغيل جمعية رفق بالحيوان هو عدم وجود اى مكان يأوى الحيوانات الضالة ويعالجها ويرحمها ويعطف عليها ، وشجعنى زوجى المهندس  رؤف مشرقى وفتحنا جمعيتنا S.P.A.R.E سنة 2001 وتم اشهارها برقم 1613 لسنة 2001 طبعاً كانت سبب الجمعية اندهاش معظم المصريين وبدأ الاعلام يهتم بجمعيتى وطبعاً فرح بها الأجانب وكثير من المصريين، وكتب عنها فى جميع جرائد العالم ومعظم اخبارها فى معظم القنوات الفضائية العالمية.

بدأ محبو الحيوانات أو محبو التبرعات فتح جمعيات رفق بالحيوان، وكلهم جاءوا الى المنطقة التي اخترتها كمركز لجمعيتي وبدأوا يتكاثرون بشكل مريب، وهو ما أثار عددا من التساؤلات…

من هم هؤلاء؟ هل لهم فعلاً خبرة؟ هل سافروا للخارج ليتعلموا اصول الرفق بالحيوان واخلاقياته وقوانينه وقراءه وكتبه ومراجعه.

وجدنا فى هذا المجال بعض اللصوص وبعض الطامعين فى التبرعات وكثير مما ليس عندهم أى علم او ثقافة أو أخلاق يفتحون جمعيات ويجمعون الكلاب بالآلاف ويصورون الكلاب الجريحة أو المقتولة على صفحاتهم على فيس بوك لكي يجمعوا أكبر قدر من التبرعات وقد كان.

بما أن الرفق بالحيوان شيء حديث على مصر والمصريين تعاطف مع هؤلاء الكثير وبدأوا يرسلون إليهم الأموال.

الجمعيات الخيرية تحتاج إلى تبرعات وهذا ليس مخالفاً للقانون ويتم وفقا للقانون ومراقبة وإشراف الدولة، ولكن كيف تصرف هؤلاء في الأموال.

من يزور هذه الجمعيات سوف يصدم من القذارة وكم الكلاب الكثير جداً وعدد القطط الذي لا تتحمله مساحات الجمعية.

فبدأت هذه الجمعيات بالاتصال بجمعيات في الخارج كي يصدروا هذا العدد المهول من الحيوانات، وفتحت لهم أمريكا أبوابها ورحبت بآلاف الكلاب والقطط التي يصدروها لهم.

ولكن كما ذكرت أعلاه أن معظم المسئولين عن هذه الجمعيات أعماهم المال والجاه والسلطة اعتقدوا أن لا أحد سيحاسبهم (وبالفعل لم يحاسبهم أي مسئول في مصر) ولم تشرف عليهم أي جهة سواء الهيئة العامة للخدمات البيطرية أو وزارة الصحة أو وزارة البيئة فاعتقدوا أنهم يمكنهم فعل أي شيء فزوروا الشهادات الطبية للكلاب، وأهملوا إعطاء حقن السعار لكلابهم وظهر أخيرا كل هذا في أمريكا وكانت بالنسبة لهم صدمة كبرى لأنهم قد قضوا على مرض السعار القاتل منذ أعوام كثيرة.

وما يجعلني غاضبة وحزينة هو أن هذه الجمعيات قضت على كل مصري شريف يعمل في هذا الحقل فكانت أمريكا أكثر بلد تستورد الكلاب المصرية لتجد لها أسرة محبة تتبناها، ولكن الجميع يعرف ان هناك 3 جمعيات متورطة في تصدير الكلاب المصابة بالسعار، وهو ما تسبب في صدور القرار الأمريكي بحظر دخول الكلاب إليها

وهكذا بعد أن أعطيت أنا من عمري ومالي ومجهودي سنوات تزيد عن الثلاثين كي أنشر فكر وثقافة الرفق بالحيوان، للأسف تأتي جمعيات لا علاقة لها بالرفق أو بالرحمة أو بالأخلاق تهدم كل ما بنيته أنا لمصلحة الرفق بالحيوان ومصلحة وطني مصر.

للأسف هذه التجاوزات تجعل العالم يفقد الثقة في المصريين كما يفقد المصريون ثقتهم في جمعيات الرفق بالحيوان.

فهذا المجال النبيل الراقي أفسدوه وأصبح أكثر فساداً من فساد المحليات وذنب الحيوانات في رقبتكم يا دجالين أقصد من يزعمون أنهم مدافعون عن الرفق بالحيوان وهو برئ منهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى