الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د صفوت كمال يكتب: السرسوب ودوره المناعى وأهميته للحملان والجديان

استاذ الميكروبيولوجى – معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية- مركز البحوث الزراعية- مصر

السرسوب هو السائل المتكون فى ضرع االنعجة العنزة فى الأيام الأخيرة من الحمل لغاية 18 ساعة بعد الولادة بشكل عام, بعد ذلك يتحول السائل تديجيا الى الحليب خلال(3-5 أيام). هذا السائل يميل الى الصفرة. لزج القوام ويحتوى على نسبة عالية من البروتينات والدهنيات بشكل خاص .لذا يجب التاكد من أن المواليد المولودة من رضاعتها خلال الساعات الأولى حليب السرسوب من ولادته وهى أدق وأحرج فترة فى حياة المواليد وذلك أنه مدر ومسهل لخروج البقايا المتكونة فى الأمعاء واخراجها الى الخارج وثانيها انه يزود الجسم بالدهون والبروتين والفيتامينات والمعادن الضرورية مثل احتواءه على كميات كبيرة من فيتامين (أ) مقارنة بالحليب العادى.

وهذا الفيتامين يقوم بدور حماية اضافية للأغسية المخاطية ضد العوامل المسببة للاسهال والالتهايات الرئوية, وثالثها المناعة والحماية ؛ اذ انه يحتوى على الأجسام المضادة , والتى تقى جسم المولود حتى يستطيع تكوين اجسام مضادة خاصة به وبالتحديد تلك التى تصيب الجهاز التنفسى والمعوى. لكى يتم توفير الاحتياجات الضرورية للمواليد .

لذا لابد من توفر صناديق الولادة لوضع الأم مع مولودها على الأقل الأيام الثلات الأولى لتناول المواليد الحليب السرسوب وسهولة المراقبة والسيطرة وتفريغ الضرع من الحليب الزائد ومعظم المربين يعرفون ان الحملان والجديان بحاجة الى شرب السرسوب بعد الولادة , لكن فى كثير من الأحيان تعانى المواليد فى الأيام الأولى بعد الولادة من الأمراض التى تصيبهم والتى يرجع سببها الى نقص كمية أو جودة السرسوب الذى يشربوه فى اليوم الأول للولادة , هذه الأمراض فى الغالب يمكن تجنبها عن طريق تجريع السرسوب المبستر ذو الجودة العالية بكمية ونظام تجريع سليمين . أن أحد أهم الأمور فى بداية حياة المواليد هو شرب كمية كافية وبجودة عالية من السرسوب بعد الولادة ويفضل فعل ذلك فى الساعة الأولى للولادة.

وظائف وأهمية السرسوب:

يحتوى على نسبة عالية من الأجسام المضادة والتى تعطى المولود المناعة ضد الامراض ومصدر للطاقة لجسم المولود (الدهنيات والسكريات) ومصدر مهم للمواد الغذائية الأخرى كالبروتينات , والأملاح المعادن . ويساعد على التخلص من الفضلات التى تجمعت فى أمعاء المولود خلال فترة الحمل اذ يحتوى السرسوب على مواد مسهلة خفيفة. والمحافظة على درجة حرارة جسم المولود وعدم هبوطها (39-40م5)

ويلاحظ أن:

طفل الانسان المولود حديثا تكون لدية قدرات معينة لمقاومة بعض الامراض وذلك بفضل الأجسام المضادة التى حصل عليها من امه عن طريق انتقالها من امه الية عبر المشيمة, ولكن عند الأغنام \ الماعز فاءن الأمر مختلف ,اذ لاتستطيع الأجسام المضادة من النتقال الى الجنين من الأم عبر المشيمة (باءستثناء بعض الحالات القليلية), وبذلك يولد الجنين بلا حماية كافية من الأمراض.

وبما ان الجنين يولد فى بيئة تحتوى على كمية كبيرة من مسببات الامراض ,فمن الممكن ان بعض هذه المسببات تدخل لجسم المولود بالسرسوب الذى يحتوى على أجسام مضادة لمسببات الأمراض, وكلما كان شرب السرسوب أسرع زاد الاحتمال لمقاومة هذه الأمراض وبالتالى عدم الأصابة بها.

وفى حالات كثيرة يولد الجنين فى ظروف جوية باردة والتى من الممكن أن تؤدى الى انخفاض درجة حرارته الى درجة قد تشكل خطرا على حياته ,فى هذه الحالة فاءن المحتوى العالى للطاقة فى السرسوب يشكل مصدرا مهما للطاقة للمولود ,اذ ان الانتاج  الحرارى نتيجة الهضم والأيض السرسوب يحافظ على درجة حرارة جسم المولود السليمة(39-40م5).

وتوجد للسرسوب قيمة غذائية عالية ,اذ يحتوى على مصادر مهمة للطاقة بشكل دهنيات وسكريات , وبروتينات وفيتامينات ومعادن. ففى حالة هبوط درجة حرارة المولود عن درجة الحرارة الطبيعية فيجب تجريعه بالسرسوب أولا وبعد ذلك يجب تدفئته لرفع حرارة جسمه مما يؤدى الى أرتفاع مستوى الأيض فى جسمه مما يؤدى الى استنزاف الطاقة الموجودة بجسمه مما يشكل خطرا على حياته.

بشكل عام النعاج أو العنزات الحوامل التى تتغذى بشكل جيد وسليم خلال فترة الحمل وبخاصصة فى الثلث الاخير من الحمل , حيث أن اهمية السرسوب المنتجة فى الضرع وجودته تكون بعلاقة طردية لمستوى وجودة التغذية خلال تلك الفترات السابقة.فمثلا السرسوب من النعاج كبيرة العمر تعطى حماية أفضل من تلك التى تعطيها سرسوب النعاج الأصغر سنا . لأن أجسام النعاج الأكبر تكون قد تعرضت لأمراض أكثر وشكلت مواد مناعية مختلفة وكثيرة خلال فترة الحياة أكثر من النعاج الأصغر سنا التى تعرضت لأمراض أقل, وتكون نسبة هذه الأجسام المضادة فى السرسوب أعلى بستة اضعاف مما هى عليه فى دم الأم . هذه الأجسام المضادة لها القدرة على الأنتقال من أمعاء المولود الى الدورة الدموية دون أن يحدث أى تغيير فى تركيبها وخاصيتها لمقاومة الامراض, ولكن هذة القدرة تكون محدودة لمدة 2-15 ساعة بعد الولادة, لذلك من المهم جدا أن يشرب المولود السرسوب خلال الساعتين الاولتين من الولادة وهناك أهمية اخرى لهذة الأجسام المضادة فى كونها قادرة على حماية أمعاء المولود من استيطان الميكروبات فيها والتى قد تؤدى الى اصابة المولود بأمراض الامعاء.

متى وكيف يجب اعطاء السرسوب لكى نؤمن حماية للحمل؟

أول أهم خطوة فى اعطاء السرسوب هو تقديمها بعد الولادة وذلك لسببين:

كمية المواد المناعية أو المواد المضادة للالتهاب تقل بشكل كبير خلال ال12 ساعة الأولى بعد الولادة وحيث أن السرسوب تتحول بشكل تدريجى الى حليب طبيعى . وبنفس الوقت فاءن امتصاص هذه المواد المناعية من قبل امعاء المولود يتناقص بسرعة وبشكل عكسى خلال ال24 ساعة ساعة الأولى (بعد الولادة) لذلك فاءن المولود يجب أن يحصل على السرسوب بأقرب وقت ممكن للحصول على حماية فعالة . واذا ولد المولود خلال ساعات النهار يجب تقديم السرسوب مباشرة بعد أن يجف وأما اذا ولد خلال الليل يرضع السرسوب مباشرة.

كيف يعطى السرسوب…

بشكل طبيعى ان المولود يقف على قدميه بعد 35 دقيقة من الولادة لوحده ويرضع من الأم, اذا لم يحدث هذا فيلزم مساعدته ليرضع من الضرع. وفى حالة عدم رضاعة المولود مباشرة من أمه نقوم بحلب النعجة بعد الولادة بمدة قصيرة ووضعه فى دلو بحيث نعمل على غمس طرف فم المولود فى الحليب الموجود فى الدلو مع أحد أصابعنا موضوعا فى فمه وعندما يتعود على الشرب نخرج الاصبع من الفم , وهذا يجب أن لا ننسى شرب المولود للحليب بعد الحلب مباشرة حيث يكون الحليب ساخنا واذا ما برد الحليب يجب علينا تدفئته قليلا وبعد الشرب نعمل على تنشيف فمه بقطعة من القماش نظيفة وجافة لكى نمنع تكون الجروح والبثور حول الفم.ويجب التنبية الى أن الحليب السرسوب عقب الولادة يكون كثيفا مما قد يتجبن لذلك نقوم بتبليل قطعة من القماش بالماء الفاتر وعمل مساج للضرع ثم  نحلب الحليب . وينصح بتجميع حليب السرسوب الفائض من قطيع الأمهات ذات الادرارالعالى والأحتفاظ بها فى عبوات تحت درجة حرارة التجميد لعدة شهور لحين الحاجة اليها . وفى حالة تعذر حصول المواليد على حليب السرسوب لاى سبب من الأسباب فيمكن اعطائة حليب السرسوب المجمد على درجة حراره واعطاءه للمواليد بعد تسخينه الى درجة حرارة 37م5 بصورة تدريجية لمنع تكتله.

 

عندما نواجه خالة من النقص فى السرسوب يمكن أن نلجأ لاحدى الطرق الاتية:

تجهيز مخزون مسبق من سرسوب مجموعة من النعاج أو الماعز البالغة والتي ولدت أكثر من مرة ، هذا المخزون يجمع من أول حلبة في عبوات بلاستيكية ، يفضل خلط سرسوب عدة اناث معا وبسترتة ويخزن في المجمد في البراد بحالة التجميد ويمكن حفظة في هذة الحالة لمدة سنة كاملة ، وعند الحاجة الية تؤخذ العبوة التى تحتوى علي السرسوب وتوضع في وعاء فية ماء ساخن بدرجة حرارة لا تتعدى ال56م حتى يذوب السرسوب ويصل لدرجة حرارة 38م مع التأكيد هنا أنة بعد اذابه السرسوب لا يصلح للتجميد مرة أخرى . فى حالة اعداد مخزون كهذا يجب تسجيل التاريخ ، نوع الحيوان ، جيل الأمهات ، ومن أى حلبة بعد الولادة حلب هذا السرسوب على العبوة بقلم غير قابل للمسح بسهولة. هناك العديد من مسببات الأمراض الأخرى والتي قد تتواجد في السرسوب والحليب نتيجة تلوثة بالروث أو أوعية الحلابة، مثل e.coli,    listeriosis,    salmonellosis,    yersiniosis . من أجل منع انتقال مسببات الأمراض الى الحملات والجديان ينصح ببسترة السرسوب وحليب الأم الذي تتناولة هذه الحملان والجديان ، البسترة تتم عن طريق تسخين غير مباشر للباء أو الحليب لدرجة حرارة 56م، لمدة ساعة كاملة ، عملية البسترة هذة كفيلة بقتل معظم مسببات الأمراض دون أن تضر بجودة السرسوب من حيث القيمة المناعية للأمراض أو القيمة الغذائية له.

وقطعان الأغنام والماعز والتي يتبع فيها نظام فصل المواليد فورا عن أمها وتجريعها ببدائل الحليب بدل الرضاعة الطبيعية ، ينصح فيها ببسترة السرسوب بالطريقة المذكورة أعلاه.

أن جودة السرسوب وتركيز المادة الجافة فيه تقل تدريجيا بحيث يصبح حليبا طبيعيا فى اليوم الثالث – الخامس بشكل عام ، لذا ينصح بتجريع الحملان والجديان بسرسوب اليوم الثانى فى اليوم الثانى والثالث فى الثالث وهكذا الى أن يصبح الحليب صالحا للتسويق وصنع المنتجات منه ، هذه المدة هى عبارة عن (أربعة أيام) من الولادة . فى حالة اتباع أسلوب بسترة السرسوب فيجب بسترة السرسوب من جميع الحلبات التي يراد فيها تجريعه للحملان أو الجديان.

أما اذا كان الأسلوب المتبع هو الرضاعة الطبيعية من الأم ، فينصح ببسترة السرسوب اذا كان مصدره من أم أخرى فقط ، اذ لا معنى لبسترة سرسوب الأم وبعدها تناول حليب الأم بشكل مباشر.

مما سبق يتضح لنا :

ان شرب السرسوب المبستر للحملان والجديان بالكمية والجودة وبنظام سليم من شأنه أن يمنع أو يقلل بشكل ملحوظ احتمالات الاصابة بالأمراض وبالتالى نخفاض في نسبة النفوق فى القطيع ، مما يؤدى الى زيادة معدل نموه و وزنة ، الأمر الذي يؤدى الى توفير المصاريف الباهظة على الأودية والعلاج في حالة الاصابة بالمرض.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى