د حمدي المرزوقي يكتب: خواطر وطنيه…وبعيدا عن السياسة…السادس من أكتوبر…ذكري و عبرة
بداية لابد أن نقرر أن المؤسسه العسكريه المصريه مؤسسه وطنيه لها جذور ممتده عبر مراحل التاريخ المختلفه…و كاتب تلك الخواطر يتشرف بأن يعلن انه حاول ان يلتحق بتلك المؤسسه في بدايه حياته العمليه و أوشكت المحاولة علي النجاح بعد حصوله على الدرجه الجامعية الأولي بدرجه جيد جدا من جامعه القاهره عام ١٩٧٥ الي درجه انه ادي اختبار كشف الهيئة امام الكليه الحربيه ..
ولكن أراده الله اختارت له خط آخر في الحياه الا وهو خط البحث العلمي التطبيقي وهذا أيضا شرف مثل الانتماء إلى العسكريه المصريه التي يعتز بها حتي الان..
ولا ينكر عاقل أهميه الدور الذي تقوم به المؤسسة العسكرية في الحفاظ علي حقوق الوطن و مكتسباته بالداخل والخارج كما أن للمؤسسه العسكريه دورها في حياه أية أمة متقدمه وفي بعض نواحي الحياة المدنيه و خاصة في حالات الطوارئ وعند عجز الاجهزه المدنيه عن الوفاء بمتطلبات تلك الحياه ..
وبعد قيام ثوره يوليو ١٩٥٢ اتجهت الدوله الي التنميه الشامله في شتى مجالات الحياة وساعدت حركات التحرر الثوريه في شتي بقاع العالم وخاصه فى أفريقيا و أمريكا اللاتينية و الوطن العربي……
وكان لابد من ضرب الثوره المصريه في مقتل و ذلك انطلاقا من القاعده الاستعمارية المتفق عليها بين الشرق والغرب(بأن مصر بلد لا يسمح له بالغرق و الانهيار …الا اننا لن نسمح له أبدا بالنهوض و التفوق )..وهنا كانت هزيمه يونيو ١٩٦٧ تلك الهزيمه النكراء والتي مازلنا نعاني منها حتي الان وهنا ولا بد ان نكرر المطالبه بإحياء دور اللجنه التي تم تشكيلها وعلي مستوي عالي للتحقيق في أسباب تلك النكسه هل هي أخطاء سياسيه ام أخطاء عسكريه ولماذا توقف عمل اللجنه وما هي النتائج التي توصلت إليها
ولا شك أن البلاد و بقيادة الرئيس ناصر لملمت الجراح و قامت لتنهض من جديد لإعادة بناء القوات المسلحة بعد تدمير كامل للقوات الجوية و الاستيلاء علي شبه جزيرة سيناء و قتل المئات من الضباط و الجنود غدرا …
وقاد عبدالناصر و معه فريق تم اختياره بدقه من القاده المحترفين وعلي راسهم الفريق محمد فوزي القائد الذي لم تعرف الابتسامه شفتاه و الفريق عبدالمنعم رياض رئيس الأركان والذي استشهد بين الأفراد و الجنود علي شاطئ قناه السويس في مارس ١٩٦٩ …
و قبل وفاه عبدالناصر تم استكمال بناء حائط الصواريخ علي شاطئ القناه وتحت إشراف اللواء محمد علي فهمى القائد الذي أسس قوات الدفاع الجوى كما تم بناء دشم لجميع الطائرات مع الإعداد الجيد للطيارين باشراف اللواء حسني مبارك….
ولا ننسي صاحب الفكره العبقرية في تدمير خط بارليف المنيع والذي أقامته قوات العدو الصهيوني على الشاطئ الشرقي للقناة باستخدام خراطيم و ضغط المياه الشديده وكان صاحب الفكره العبقرية المرحوم اللواء باقي ذكي وكان وقتها بدرجه مقدم في سلاح المهندسين و تصدق علي الخطه من الرئيس ناصر و تم التدريب عليها بنجاح و نجحت الفكره…
وبعد وفاه الرئيس ناصر في سبتمبر ١٩٧٠ تولي الرئاسة من بعده الرئيس السادات و الذي استكمل المسيرة بدهاء سياسي واختار لرئاسة الأركان الفريق الركن سعد الدين الشاذلي احدي العبقريات العسكريه المصريه في العصر الحديث وهو ولا شك مهندس خطة حرب أكتوبر و منفذها بنجاح منقطع النظير ومعه اللواء محمد الجمسي رئيس العمليات..
وعهد اللواء الجمسي الي أحد الضباط الشباب تحت قيادته وهو العقيد صلاح فهمي الي تحديد ميعاد و توقيت المعركه المناسب علي الجبهتين المصريه و السوريه معا وفي وقت واحد وكان ذلك اليوم هو ٦ أكتوبر ١٩٧٣ بعد دراسه علميه مستفيضة….
وهنا أيضا لابد أن نشيد بفكره اللواء إبراهيم شكيب صاحب فكره إغلاق خراطيم النابالم و الموجوده أسفل مياه قناه السويس و كان وقتها برتبه مقدم و تم التنفيذ بنجاح مما أدي إلى الحفاظ علي ارواح الآلاف من جنود مصر أثناء عبور القناه……
ولا يمكن أن ننسي الدور الخالد لرجال سلاح المهندسين في إنشاء كباري العبور كما نشيد بالدور العظيم للشهيد اللواء أحمد حمدي نائب رئيس سلاح المهندسين و الذي استشهد بين رجاله أثناء المعركه…و نذكر بكل الفخر و التقدير الدور الحيوي لرجال المخابرات العسكريه و الاستطلاع والمخابرات العامة التي امدت القياده بالمعلومات الهامه عن العدو…..
كما نحي ذكرى الشهيد العقيد الركن إبراهيم الرفاعي و رجاله الأبرار وايضا نتوجه بكل التحيه و الاحترام الي حملت سلاح الاربيجيه الذين حققوا أرقاما قياسيه في تدمير دبابات و مدرعات العدو و أيضا كل التحيه لرجال القوات الجوية و طياريها و في مقدمتها الشهيد الرائد عاطف السادات شقيق رئيس الجمهورية في ذلك الوقت الذين قاموا بالضربة الجويه الأولي والتي افقدت العدو توازنه …
نعم وبعد سير المعركه بعده ايام و بنجاح تام في عبور القوات المصرية و الاستيلاء علي خط بارليف المنيع وبعد أن امدت أمريكا قوات العدو بأحدث الأجهزة العسكرية و المعلومات الحيويه عن توزيع قواتنا علي شاطئ القناه ….
حدثت ثغره الدفرسوار التي أفسدت فرحتنا بعض الشئ ولكننا في نهايه الأمر يمكن أن نقرر و بكل فخر انتصار قواتنا المسلحه علي العدو المتغطرس و لأول مرة في تاريخه الأسود و بعد الحرب تشكلت في إسرائيل لجنه لتحديد أسباب الهزيمه تسمي (“لجنه اجرانات )والتي أدانت العديد من قاده العدو ….إن تشكيل اللجان لتحديد أسباب التدهور أو الهزيمه أو حتي التقصير في الأداء أمرا ضروري ومن حق الشعوب في المعرفه و أيضا في صالح الدول التي تريد لنفسها و مواطنيها حياه كريمه مستقبلا بعد تصحيح الأخطاء و هذا ما نأمله في بلادنا صاحبه الحضاره و القيم….
وقبل أن اختم خواطري لابد أن أوضح دورا حيوي وهام للغاية للبحث العلمي في معركه العزه و الكرامه (السادس من أكتوبر ) ….فبعد أن قام الرئيس السادات بطرد الخبراء السوفيت من مصر عام ١٩٧٢ امتنع السوفيت عن تزويدنا بالوقود اللازم لتشغيل حائط الصواريخ
ولجأ اللواء محمد علي فهمى قائد الدفاع الجوى في ذلك الوقت الي المركز القومي للبحوث و تم تشكيل فريق بحثي علي مستوي عالي برئاسة العالم ا.د.محمود يوسف سعادة و الذي توصل الي معرفه مكونات الوقود و نسب التركيب وتم تزويد الدفاع الجوى بمئات الأطنان من الوقود اللازم لتشغيل الصواريخ والذي لولاه ما تمت ولا نجحت حرب أكتوبر المجيدة…وكفي
واسلمي يا مصر انا لك الفدا