الأخبارالصحة و البيئةالعالمامراضبحوث ومنظماتصحةمصر

محمد بلال يكتب: رحلة الإنقاذ من مخاطر فيروس “كورونا”… مصر تتحدث

هبطت طائرتنا المصرية برحلة رقم CF3331 القادمة من مطار ووهان الدولي إلي أرض مطار العلمين الدولي بسلام .. إجراءات أمنية ووقائية واضحة في المكان وتجهيز كامل للفرق الأمنية والطبية بكافة المهام الطبية من ملابس وقائية وماسكات ومهمات طبية ..

بدأ التنبيه علي الجميع بضرورة الهدوء ثم الخروج من الطائرة نداءاً بالإسم وبمجرد الخروج من الطائرة يقف رجل يحمل في يده ختم الوصول حيث طُلب من الجميع أن يتجهز بفتح جواز السفر علي صفحة فارغة ثم يتم توجيهنا إلي رجل آخر يظهر من طريقة كلامه أنه طبيب حيث لا نستطيع رؤية ملامح الجميع من ملابسهم الصفراء والخاصة بالوقاية وآخر يرتدي نفس المهمات وبيده جهاز لقياس درجة الحرارة سريعاً ثم يسأل الطبيب عن التنفس وعن الحالة العامة ويطلب إلقاء القناع الطبي وارتداء آخر جديد سىريعاً ثم نتوجه لرجل آخر علي أول عتبات سلم الطائرة يرفع كارت تعريف خاص بكل فرد قادم ويقوم بتقليده علي رقابنا واحداً تلو الآخر.

تم تدوين أرقام الغرف المخصصة لكل واحد علي الكارت الخاص به .. وصلت الأتوبيسات التي تقلنا من مطار العلمين الدولي وسط إجراءات أمنية وطبية وقائية مشددة حيث كان التأمين يزيد عن ٤٠ سيارة من سيارات التأمين والإسعاف وأتوبيسات وسيارات حكومية وسيارة إطفاء ..

استمرت الرحلة مايزيد عن ساعتين من مطار العلمين الدولي إلي مقر الحجر الصحي بفندق المشير أحمد بدوي في مرسى مطروح .. دخلنا الفندق وسريعاً تم توجيهنا إلي المباني المخصصة وطُلب من كل منا التوجه إلي غرفته سريعاً ..

كانت السرعة وخفة الحركة هي السمة الأساسية للموقف فالجميع يخشى تسرب أنفاسنا المشكوك فيها لخارج الفندق .. كان الجو العام مليئاً بالترقب والنظام والسلاسه فقد كانت وجوه أهل مطروح بينما نمر في شوارع المدينة وما بها من قلق وخوف وخشية على أنفسهم وعلينا دافعاً لنا لأن نحترم نحن الآخرين خطورة الموقف وأن نتبع التعليمات والنظام الموضوع بدقة شديدة ..

وصل كلٌ منا غرفته ليجد سريره مجهزاً وعليه بطانية وكيس كبير وغلاية مياة .. كان الكيس الكبير يحتوي علي ملابس داخلية وشراب ومعجون أسنان وفوطة ومنشفه كبيرة وعلبة أقنعة طبيه وماكينة حلاقة وصابون سائل وصابون لغسيل الأيدي ومناديل وكوروكس طبي .. أيضاً موبايل جديد صغير كافِ للإتصال وإرسال الرسائل وخط تليفون جديد .. أيضاً كيس من الحلوى والبسكويت وبعض المخبوزات وزجاجات المياة وبعض القهوة والشاي كانت في المطبخ .. كانت البداية مبشرة وقد استجاب العاملون للكثير من طلباتنا و ملاحظاتنا المبدئية مع وعد بتنفيذ سريع لكافة المتطلبات في أسرع وقت وبكل الإمكانيات المُهيئة لنا ..

وجبة العشاء وصلت عبارة عن علبة كبيرة بها ربع دجاج مشوي وكفته مشوية وطبق من الأرز الأصفر وطبق سلطة وخضار و رغيفين من الخبز و ثمرتين من الفاكهة .. المجهود واضح و الإهتمام واضح والحرص علي الحفاظ علي استمرارية نجاح الحجر الصحي واضحة بالفعل .. في اليوم التالي في الصباح حضرتك وجبة الإفطار عبارة عن علبتين من الجبن الأبيض وأربع قطع من الجبن المطبوخ المثلثات وعلبة عسل نحل أو مربى التين وعلبة عصير من مشروب الفاكهة وعلبة لبن وكمية جيدة من الخبز المنوع بين الشامي أو الفينو ..

بعد انتهاء توزيع الإفطار تم التنبيه علي الجميع بضرورة الوصول العيادات بنظام للكشف الدقيق علي الصدر والتنفس ودرجات الحرارة والضغط وسحب عينات دم لتحليلها .. كان اليوم مشمساً ومنظر شاطيء الغرام خلف الفندق يلمع في العيون و يأسر القلوب .. نعيش الحجر الصحي ولدينا جميعاً الوعي الحقيقي والمسئولية كي نطمئن علي أنفسنا وعلي أبنائنا وذوينا وباقي شعبنا المصري العظيم .. كلمات الشكر لكل أحد يساهم في إخراج إهتمام البلد بأبنائها في أبهى صورة و بمنتهى الرقي ..

شكرا ً سيادة الرئيس .. شكراً سيادة السفير المصري في الصين د. محمد البدري ورجاله .. شكراً جيشنا المصري العظيم صاحب الصرح الذي يستقبلنا في مطروح وصاحب الدعم لإجلائنا .. شكراً وزارة الطيران المدني علي نقلنا والحفاظ علينا ورعايتنا طول الرحلة الشاقة.. شكراً وزارة الصحة المصرية علي الرعاية الطبية الفائقة و الإهتمام البالغ .. شكراً وزارة الداخلية ومديرية أمن مطروح علي إجراءات التأمين . شكراً أهل مطروح علي تفهمكم ودعمكم ودعواتكم .. شكراً شعبنا المصري الواعي العظيم المساند لنا .. شكراً لكل من شارك وساهم في حفظ أرواح وصحة وكرامة وعافية المصريين .. نسأل الله أن يديم علي مصرنا نعمة الأمن والأمان والصحة والعافية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى