الأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمناخالمياهبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د  لبنى عبد الجليل تكتب: المناخ وتلقيح نخيل  البلح

رئيس بحوث بالمعمل المركزى لإبحاث وتطوير نخيل البلح

تعتبر عملية التلقيح وإتمام الإخصاب من أهم العمليات الأساسية والتى يتوقف عليها  النجاح  فى الحصول على محصول اقتصادي ذات مواصفات عالية الجوده.

تسمى هذه العمليه فى مصر وتونس( التلقيح) – وفى السعوديه فى الاحساء والقطيف(التذكير)  وفى سلطنة عمان ودولة الامارات ( التنبيت ) وفى العراق وقطر ( التلقيح) وفى حضرموت ( تفخيط)

نخلة التمر أحادية الجنس (Unisexual) ثنائية المسكن (Dioecious أى ان هناك نخل ذكرى ونخل  . من الممكن أن تتم عملية التلقيح طبيعياً بواسطة الرياح التي تحمل حبوب اللقاح إلى الإناث القريبة منها إلا أنها غير اقتصادية وان هذا الامر يتطلب توافر عدد كبير من الاشجار المذكره ( الافحل ) فى بساتين النخيل . ولا يمكن الاعتماد على  التلقيح بواسطة الحشرات حيث أن الأزهار المؤنثه  لا تحتوي على الرائحة الذكية لجذب الحشرات اليها  بعكس الأزهار المذكرة التي تجذب إليها الحشرات وغالبا ما ينقل غبار اللقاح إلى أماكن لا توجد فيها أشجار الإناث فتبقى بدون تلقيح     لذا يجب أن يتدخل الإنسان  في الوقت المناسب وتتم عمليه التلقيح  بنقل حبوب اللقاح من النخيل المذكر إلى المؤنث حيث تتم علمية الإخصاب وتكوين الثمار و يجرى التلقيح اصطناعيا اما يدويا Hand pollination او أليا Mechanical.

الشروط الواجب توافرهل فى الفحول :

يجب الاهتمام بانتخاب الأفحل ذات الصفات الجيدة والمعروف عنها قوة الإخصاب وزيادة إنتاجها مع تسجيلها ثم الإكثار منها خضرياً عن طريق الفسائل المأخوذة منها أو بزراعة الأنسجة.

وأهم الصفات الواجب توافرها في الفحل الجيد للحصول على النتائج المرجوة ما يأتي:

1- أن يكون نضج حبوب اللقاح مناسباً مع وقت إزهار الإناث أو يسبقه بقليل

2-  أن يكون هناك توافق بين حبوب اللقاح والإناث الملقح بها.

3-  حيوية حبوب اللقاح ونشاطها إذ أن كثيراً من الذكور ينتج حبوب اللقاح لزجة عديمة الحيوية وهذه لاقيمة لها في التلقيح.

إنتاج عدد كبير من الأغاريض الزهرية ذات الأحجام الكبيرة.4-

5- تميز الفحول بعدم تساقط الأزهار من شماريخها بل تبقى ملتصقة بها لمدة طويلة.

6-  إعطاء حبوب لقاح تنتج ثمار ذات صفات جيدة.

الميعاد المناسب للتلقيح :

عميلة التلقيح تكون في فصل الربيع عادة في شهر مارس من كلّ سنة، ومن الممكن أن يكون منذ أواخر شهر فبراير  ويمتدّ حتى أوائل شهر مايو، وذلك بحسب الظروف المناخية.

و يمكن أن يختلف الموعد من نخلة إلى أخرى وحتّى من عرجون إلى آخر، ويكون موعد التلقيح المُناسب عند اكتمال نمو الطلع وانشقاق غلافه بيومين إلى خمسة أيام، أي عقب نضج الأزهار المؤنثة وتشقق الغلاف وبروز الشماريخ وتختلف الفترة التي تظل فيها الازهار المؤنثة قابلة لاستقبال حبوب اللقاح و انباتها و اتمام عملية الاخصاب باختلاف اصنافها ,حيت تكون هناك اصناف ذات ازهار صالحة للتلقيح قبيل انشقاق الاغاريض المؤنثة, و بالتالي يجب شق الغلاف عندما يصل الاغريض الى اكتمال حجمه لإجراء التلقيح مبكرا و هناك اصناف اخرى تظل ازهارها صالحة للتلقيح لفترة تصل الى تلاتة اسابيع ابتداءا من من وقت انشقاق الاغريض مع مراعاة ان عملية التلقيح تجرى مرتين أو ثلاث مرات  بهدف تلقيح جميع العراجين ولا تجرى في الغالب مرّة واحدة لأن الأغاريض في النخل الأنثى لا تخرج كلها في وقت واحد.

أعداد وتجهيز حبوب اللقاح:

يتم قطع الاغاريض الزهرية الذكرية من فحول النخيل بعد نضجها (وعلامة ذلك هو بدء انشقاق الغلاف الخارجي) ثم يتم شق الاغاريض طوليا، ويستخرج منها الشماريخ الزهرية، وتجفف في اماكن مظلله بعيدا عن التيارات الهوائية، واشعة الشمس المباشرة ويتم تقليبها وبعد 5-7 ايام تجف الازهار ثم تجمع الشماريخ، وتستخدم في التلقيح او تخزن للعام التالي كما يمكن استخدامها بعد جمعها مباشرة، وتخزن الشماريخ الذكرية الجافة في عبوات خشبية او من الكرتون وتحفظ في غرف تحت درجات الحرارة المناسبة (30درجة مئوية) وهي درجات الحرارة المناسبة، لاستخدامها في تلقيح الاغاريض المؤنثة المبكرة في اوائل الموسم التالي، خاصة في حالة تعذر الحصول على حبوب اللقاح للموسم الجديد،

الطرق المتبعه فى التلقيح :

1- طريقة التلقيح اليدوية:

و تعتبر من الطرق الجيدة للحصول على انتاج دو جودة عالية, و عادة تكفي شجرة ذكرية واحدة لتلقيح حوالي 25 نخلة أنثوية ,حيت ينصح بغرس 4 فحول لكل 100 نخلة أنثوية في اليوم. و تتم عبر جمع الطلع الذكري و تفريد الشماريخ تم يصعد المزارع على النخلة الأنثى و يضع من 2 الى 3 شماريخ داخل كل اغريض انتوي متفتح او على وشك الانفتاح

2- طريقة التلقيح الميكانيكي:

و تعتمد على استخلاص حبوب اللقاح و بلوغ حبوب اللقاح الى قمة النخلة باستعمال الات خاصة تساعد العامل عن طريق الرافع الهيدروليكي, على الوصول الى قمة النخلة ليقوم بعملية التلقيح

و يتم اللجوء الى هدا النوع من التلقيح نظرا لقلة اليد العاملة المتخصصة في تلقيح النخيل و عزوف الشباب عن ممارسة هده المهن

العوامل الجوية المؤثرة على نجاح  عملية التلقيح:-

تختلف النسبة المئوية لعقد الثمار- وبالتالي نجاح عملية التلقيح- من سنة لأخرى، وذلك بسبب تأثير عوامل عديدة من اهمها العوامل الجوية المحيطة بالأشجار اثناء عملية التلقيح، وتشمل هذه العوامل ما يلي:-

أ- درجات الحرارة: اوضحت التجارب المعملية ان افضل درجة حرارة للحفاظ على حيوية حبوب لقاح اشجار نخيل التمر هي 35م كما لوحظ ان نسبة عقد الثمار تختلف من سنة الى اخرى حسب اختلاف درجات الحرارة اثناء فترة التلقيح اذ ان درجات الحرارة المنخفضة تقلل من نسبة العقد، لذلك يعمد بعض المزارعين بالمنطقة الشرقية وبعض المناطق بالمنطقة الوسطى الى لف الاغاريض الزهرية المؤنثة – حاصة الاصناف المبكرة الازهار – لمدة 30 يوما بالليف او القماش لرفع درجة الحرارة بالأغاريض، وبالتالي زيادة نسبة حيوية حبوب اللقاح كما ذكر سابقا.

ب- الامطار: وجد ان الامطار تسبب حدوث تأثيرات واضحة على عملية التلقيح في اشجار نخيل التمر، حيث تؤدي الى ازالة حبوب اللقاح من على مياسم الازهار المؤنثة وبالتالي فشل عملية التلقيح، وقد اوضحت التجارب انه اذا سقطت الامطار بعد مرور 10-12 ساعة من اجراء عملية التلقيح فان ذلك لا يؤثر على عملية التلقيح بينما لو حدث سقوط الامطار قبل مرور هذه الفترة فلابد من اعادة تلقيح الازهار مرة اخرى.

ج – الرياح: تتسبب الرياح – وخاصة الحارة الجافة – اثناء فترة التلقيح في جفاف مياسم الازهار، مما يجعلها غير صالحة الاخصاب لعدم انبات حبوب اللقاح. وبالتالي قلة نسبة العقد بدرجة كبيرة

نصائح للمزارعين الذين يواجهون مشكلة قلة العقد:

1- ينصح المزارعون الذين يواجهون مشكلة قلة العقد في نخيلهم حتى ولو أكثروا من استعمال اللقاح كماً ونوعاً أن يقوموا بتجربة لف أو تكييس الطلع بعد تلقيحه مباشرة واستبقائه مكيساً أو ملفوفاً حوالي 30-40 يوماً من التلقيح حيث أن التكييس يزيد من نسبة الرطوبة حول الأزهار وبهذا تبقى مياسم الأزهار متهيئة لاستقبال اللقاح مدة أطول عن تلك المعرضة للهواء والتي تجف أو تموت مياسمها

2- يزيد الملقح من عدد الشماريخ الذكرية لكل أغريض أنثى في بداية المواسم الباردة

3- نظراً لأن الأغاريض المؤنثه لاتخرج كلها في وقت واحد، وبالتالي لاتتفتح كلها في وقت واحد  لذا فإن عملية التلقيح تجري غالباً مرتين أو ثلاث حتى يتم تلقيح جميع العراجين لضمان الحصول على محصول جيد بالمواصفات المطلوبه

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى