فوجئ أهالى قرية برج رشيد، بمحافظة البحيرة، بمجموعة من أسماك شيطان البحر تملأ شاطئ للقرية، بعد نجاح أحد مراكب الصيد في اصطيادها.
يقول “إسلام” صياد: “هذه السمكة مهاجرة وأحيانًا تضل طريقها، وعادة ما تسبح في أسراب، وهذا هو السر في اصطياد عدد كبير منها، بعد أن علقت بشباكنا”.
وتتميز هذه الأسماك بضخامة الحجم ومتوسط وزن الواحدة منها ٢٠٠ كيلو جرام تقريبًا، ويصل في بعض الأحيان إلى أضعاف ذلك، لذلك نستخدم الروافع الميكانيكية في رفعها للقارب أو في نقلها إلى السيارات”.
فيما يلي بعض المعلومات عن هذه السمكة الغريبة:
سمكة “الشيطان أو شيطان البحر” أو هي أحد أنواع الشفانين العقابية لها ما يشبه الجناحين الصدريين وبروزين إلى الأمام في مقدمة الرأس، وهما بالواقع امتدادين للزعانف الصدرية مدعمة بالغضاريف.
أطلق عليها اسم شيطان البحر بسبب اللون الأسود الذي يغطي الجزء العلوي من جسدها وجناحيها بما يجعلها أشبه بعباءة داكنة بالإضافة إلى زائدتين تشبهان القرنين على جانبي رأسها.
لا تملك أسماك شيطان البحر أسنان، وتعتمد على صفوف من الصفائح الصغيرة في انتشال العوالق من الماء الذي يمر عبر فمها أثناء السباحة.
تعيش أسماك شيطان البحر بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتمتلك أكبر دماغ سمكي في العالم، وتتغذى على بعض أصغر الكائنات في المحيطات أو البحار.
تتكاثر أسماك شيطان البحر ببطء وتعيش عمرًا طويلًا، وتنفذ قفزات عظيمة خارج الماء تستخدم خلالها جناحيها في التحليق لعدة ثوان كما لو كانت طائرًا قبل أن ترتد ثانية إلى داخل الماء.
يعرف عن هذه السمكة مسالمتها، وتكون خطرة فقط عندما تتعرض للهجوم، وتمتلك شوكة سامة في نهاية ذيلها الذي يشبه السوط لكنها لا تستعمله سوى نادرًا.
ينصح بعدم ملامسة السمكة أثناء عومها أو التعرض لها لما في ذلك من عواقب وخيمة كما حدث مع الشخصية الأسترالية التليفزيونية الشهيرة ستيف إيروين الشهير بصائد التماسيح الذي توفي في سبتمبر 2006 نتيجة وخزة قوية من إحدى هذه الأسماك أصابت القلب، وعندما حاول نزع الشوكة أصيب بالنزيف”.
تتعرض أسماك شيطان البحر إلى مخاطر عدة منها الصيد الجائر، إذ تحظى بقيمة اقتصادية كبيرة في الأسواق العالمية بفضل خياشيمها التي تتكون من نسيج شبيه بالأسفنج وتستعمل في الأدوية الصينية.
كما يشكل التلوث البلاستيكي خطرًا رئيسيًا آخر، فالمخلفات البلاستيكية الكبيرة تتسبب في انسداد معدة سمكة شيطان البحر ، فتمنعها من هضم الطعام المغذي وبالتالي قتلها. أما القطع البلاستيكية الصغيرة للغاية فتتسبب انسداد أجهزتها الهضمية، وانخفاض شهيتها، وانبعاث السموم، وإلى تغير في سلوكها في التغذية، ما ينتج عنه انحدار في مستوى النمو والتكاثر.
كذلك يتسبب التغير المناخي وارتفاع درجة في الاخلال بدورة حياة العوالق التي تشكل مصدر الغذاء الرئيسي لأسماك شيطان البحر.
واستخوذت هذه الأسماك التي تعرف أيضا بـ”البقر البحري، الوطواط” على اهتمام أهالي قرية برج رشيد، التي يعمل غالبية مواطنيها بالصيد، لتصبح محور أحاديثهم، ربما بدرجة أكبر من فيروس كورونا الذي ينشغل به العالم حاليًا.