الأخبارالانتاجالصحة و البيئةامراضانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د حسام السباعي: حقيقة فيروس انفلونزا الطيور ضعيف الضراوة فى مصر

 باحث معهد بحوث الصحة الحيوانية – فرع دمنهور- مركز البحوث الزراعية – مصر

يعتبر مرض أنفلونزا الطيور من أهم الأمراض الفيروسية التي انتشرت بشكل قوي فى معظم قطاعات الدواجن فى مصر منذ ان تم الاعلان عنها فى مصر منذ عام 2006 وساعد علي توطنها وانتشارها الي حد كبير وجود بعض انواع التربيه العشوائيه في تسمين الدواجن وايضا التربيه المنزليه المختلطة لاكثر من نوع من انواع الطيور في نفس المكان مما اتاح الفرصه للفيروس للتعايش والتحور والتوطن بمصر كما تسبب فى خسائر اقتصادية كبيره لقطاع الثروه الداجنه بالاضافة الي ما قد يمثله من خطر علي صحة الإنسان .

المسبب المرضى:

السبب الرئيسي للمرض هو فيروس انفلونزا الطيور الذى يتبع عائلة اورثومكسوفيريدي ( orthomyxoviridae)  ويوجد منه ثلاث انواع:

فيروس الانفلونزا A : يصيب الطيور  وينتقل الى الخنازير و الخيول وبعض الفصائل الحيوانية الاخرى وبعض انواع القوارض كما تصيب بعض عتراتة الانسان.

فيروس الانفلونزا B: يصيب الانسان فقط ولا يسبب مشاكل مرضية الا فى الاطفال وكبار السن  ويسبب اعراض تنفسية بسيطة .

فيروس الانفلونزا C : يصيب الانسان والخنازير ولا يسبب اعراض مرضية

انفلونزا الطيور تتبع النوع A  وتنقسم طبقا للتركيب الانتيجينى للبروتين السطحى للفيروس الى :

 

  • هيماجليوتينين hemagglutinin)) HA  يحتوي على 16 نوع
  • نيورامينيديز( Neuraminidase)  NA  يحتوى على 9 انواع.

يتم تصنيف عترات فيروس انفلونزا الطيور حسب الضراوة الى :

  • شديد الضراوة (HPAI) ويشمل الفيروسات التى تحتوى على النوع H5, H7
  • ضعيف الضراوة (LPAI) ويشمل الفيروسات التى تحتوى على النوع H9

 

مصدر العدوي:-

* كل أنواع الطيور قابلة للعدوي بفيروس الأنفلونزا ومعظم حالات العزل تمت من الطيور المائية البرية خاصة البط البري الذي لا تظهر عليه أي أعراض و يعتبر أهم مصدر لعدوي الدجاج.

* تعتبر أسواق بيع الطيور الحية من أهم مصادر العدوي بفيروس الأنفلونزا.

* إختلاط الطيور من مصادر مختلفة وتلوث المعدات ووسائل نقل الطيور بإفرازات الطيور المصابة كل تلك العوامل تساهم في انتشار مرض الأنفلونزا في مزارع الدجاج التجاري والدجاج البلدي والمحلي و المستنبط.

* انتشار المرض داخل المزرعة من طائر لآخر يكون عن طريق تلوث الهواء والغذاء بالإفرازات الملوثة وينتشر المرض بين الحظائر عن طريق زرق الطيور المصابة والمعدات والأجهزة الملوثة.

أعراض المرض:-

تمتد فترة حضانة المرض من بضع ساعات الي 3 أيام، وتعتمد علي جرعة الفيروس وضراوته وطرق العدوي ونوع الطيور المصابة.

تختلف الاعراض حسب نوع الفيروس اما شديد الضراوة او ضعيف الضراوة :

فى النوع شديد الضراوة :

تظهر اعراض تنفسية شديدة مع افرازات مخاطية من فتحتى الانف واعراض عصبية وازرقاق العرف والدلايات للطائر ونسبة نفوق عالية جدا خاصة بالتسمين قد تصل الى 100%.

وفي الطيور البياضة يظهر في صورة خمول وفقدان الشهية وإسهال مائي وانقطاع إنتاج البيض واحتقان وتورم العرف والدلايات مع انتفاخ حول العين واحتقان الملتحمة وزرقة الارجل ويحدث النفوق بعد 24 ساعة من الأعراض وقد يستمر لمدة أسبوع .

وفي بداري التسمين تكون الأعراض غير مميزة للمرض وتزيد نسبة النفوق كأول علامة للمرض مع أعراض عصبية ، وفي الرومي تكون الاعراض مماثلة كما في البياض ولكن لفترة أطول ويمكن أن يصاحبها تورم للجيوب الأنفية، أما في البط و الأوز فتظهر عادة علي الطيور الصغيرة في صورة هزال وفقدان للشهية، إسهال وتورم للجيوب الأنفية أما الطيور الكبيرة في السن فلا تظهر عليها أي أعراض بالرغم من أنها قد تكون حاملة للفيروس.

اما فى النوع ضعيف الضراوة :

فى البدايه لا توجد اعراض واضحة ولكن تتبع باعراض برد خفيف مثل اسهالات خضراء , وجود بعض التغيرات المرضية  بالقصبه الهوائيه والرئه مع كحة و سعال و فرازات من الانف و صعوبة في التنفس , كما انه في حالة اصابة الكلى نلاحظ وجود التهاب شديد فى الكلي ,تزداد حدة الاعراض اذا صاحب الفيروس عدوى بكتيرية ثانوية مثل  البكتيريا العنقودية “Staphylococcus”  او بكتريا الايشيريشيا كولاى  “E.coli”  او الميكوبلازما  او عدوي فيروسيه ثانوية اخرى مثل فيروس الالتهاب الشعبى المعدى IBv” “او فيروس النيوكاسل ” NDv ” .

يتم تشخيص مرض انفلونزا الطيور ضعيف الضراوة” H9N2″   عن طريق عزل الفيروس و اكتشاف المادة الوراثية الخاصة بيه بأستخدام تفاعل البلمرة الانزيمي المتسلسل في الوقت الحقيقي “RT-PCR” , و تصنيفه وراثيا بأستخدان تفاعل التتابع النيكليوتيدي” Nucleotides sequencing “لجين الهيمأجلوتينين (HA) . .

في مصر, تم اكتشاف اجسام مناعية في الطيور ضد هذا المرض في عام 2001 حتى تم عزل الفيروس لاول مرة في مصر من قطيع سمان في عام 2011 , و يصنف فيروس السلالة المصرية تحت المنشأ G1-lineage و المنتشر في الشرق الاوسط و اوروبا و اسيا و شمال افريقيا . و منذ دخول الفيروس الى مصر لم يطرأ عليه الكثير من التغييرات حتي عام 2012 عند بداية نشوء بعض الفيروسات المختلفة في الانتيجينية عن باقي الفيروسات المصرية و قد تم عزلها من السمان فقط حتى عام 2015 , كما أظهرت مؤخرا الدراسات الحديثة علي الفيروسات المصرية  وجود بعض الفيروسات  (Reassortant viruses) التي لها تكوين جيني متبادل مع بعض الانواع الاخرى للانفلونزا مثل” H1N1″ و” H6N2″ و التي تم عزلها من الحمام و بعض الطيور المنزلية .

التحور الجينى للفيروس :

يتميز فيروس الانفلونزا بقدرتة الكبيرة على التحور (mutation)  فى فترات زمنية قصيرة وبقدرتة على تكوين عترات جديدة مما يسمح له باحداث عدوى مره اخرى لنفس الطيور دون وجود اجسام مناعية بالجسم كما يؤدى الى ظهور عترات جديدة يمكنها اصابة نفس العائل او عائل آخر لم يكن يصاب بها من قبل وهذا التحور هو ما يشغل العلماء حاليا فى تخوفهم من تحول العترة شديدة الضراوة الى عترة يمكنها الانتقال بسهولة بين البشرمما يؤدى لحدوث وباء عالمى مثل الاوبئة التى حدثت بالماضى وتحدث حاليا مثل النتشار فيروس كورونا مما قد يسبب ملايين الضحايا بين البشر.

والتحور يحدث بطريقتان :

-1 بإحداث تغيير خفيف في تركيب الجينات ” ” antigenic drift فينتج عن ذلك تغيير في تركيبة الفيروس، وهذا التغيير بطيء يستهلك فترة من الزمن ويتم عن طريق تراكم نقطة تحور فى الجين ينتج عنها تغيير الاحماض الامينية فى بروتين الفيروس مما يؤدى الى تغيير فى الانتيجينات لبروتين ال هيماجليوتينين مثلا وبذلك يمكن الفيروس الهرب من الجهاز المناعىللعائل واصابتة مرة اخري بنفس العترة وغالبا ما يحدث التحور فى واحد من الانتيجينين هيماجليونينين H او نيورامينيديز N . وتحل السلالات الجديدة محل العترات القديمة وخلال عدة أعوام يمكن أن يتحول التغيير الطفيف هذا الي تغيير قوى يؤدي الي حدوث أوبئة شديدة.

-2 بإحداث تغيير شديد في الجينات ” antigenic shift” ينتج عنه حدوث إتحادات جديدة بين سلالات أو تحت أنواع،ويحدث بتغيير متسلسلة الاحماض الامينية بالكامل كما يحدث بالخلايا المصابة بنوعين من الانفلونزا  وتحدث هذه الظاهرة دائماً قبل حدوث الأوبئة وينتج عنها سلالات فريدة لا توجد لها أجسام مناعية مضادة لدي الطائر.

وتعد خاصية التحور الجينى لفيروس انفلونزا الطيور ضعيف الضراوة  وخاصة انه منفصلا لا يسبب اعراض مرضية واضحة ولا يسبب نفوق بصورة عالية مما اتاح له الفرصة للانتشا ر والتحور والتوطن وزيادة نسبة حدوث العدوي الثانوية وزيادة المشاكل بقطاعات الدواجن المختلفة سواء تسمين او بياض.

.

 

زر الذهاب إلى الأعلى