الأخبارالمياهالنيلبحوث ومنظماتمصر

د أحمد المفتي: كيف خدعت أثيوبيا السودان في مفاوضات سد النهضة؟

تحليل سياسي بقلم الدكتور أحمد المفتي عضو اللجنة الدولية  لسد النهضة المستقيل

اولا : سؤلت قبل قليل ، عما إذا كان انتشار قوات سودانية إضافية ، علي الحدود مع إثيوبيا ، له علاقة بتطورات سد النهضة ؟

ثانيا : ولقد اجبت بالاتي :

١. المشكلة قديمة جدا ، وظل السودان يصرف عنها النظر ، سنين عددا ، لاعتبارات سياسية .

٢. ولكن ، حدثت في السودان متغيرات سياسية ، مؤخرا ، قللت من قيمة تلك الاعتبارات السياسية ، ولكن لم تحسب إثيوبيا حساباتها ، فواصلت اعتداءاتها علي الحدود السودانية .

٣. ولذلك ، لم يكن مستبعدا حديث البرهان عن احتلال ” مليشيات ” إثيوبية لاراضي سودانية ، ونشر قوات سودانية اضافية علي الحدود ، وتفقده لتلك القوات ، لامتصاص غضب الشارع السوداني ، وفي ذات الوقت ، للفت انتباه إثيوبيا ، والرأي العام العالمي ، إلي المشكلة ، بعد أن كانت حكومة السودان ، هي الاحرص علي إخفاء الأمر ، خاصة عن الشارع السوداني .

٤. لكن ما زالت ، حكومة السودان حريصة علي علاقاتها مع إثيوبيا ، وتحتفظ معها بشعرة معاوية ، ومن ذلك ، وصف البرهان للقوات الإثيوبية ب ” مليشيات ” ، حتي يخفف الحرج عن الحكومة الإثيوبية ويعطيها ” خط رجعة ” .

ه . اما المستجد الاكبر ، في اعتقادنا ، فهو بدأ اقتناع الحكومة السودانية ، بأن إثيوبيا قد خدعتها ، في مفاوضات سد النهضة ، فأخذت كل ما تريده ، وهو أمر لم يكن يحدث ، لولا سكوت الحكومة السودانية ، ولم ينل السودان ما كانت تمنيه به إثيوبيا شفاهة ، ليس ذلك فحسب ، بل إنها تسعي لإجهاض جوله رئيس الوزراء السوداني لها ولمصر ، إضافة إلي تحويل اعتذارها عن المفاوضات ، لأغراض مشاورات داخلية ، إلي انسحاب كامل ، فاصابت السودان في مقتل ، فيما يتعلق بحقوقه المائية ، إضافة إلي ما اصابه من حرج سياسي ، علي تلك الغفلة ، امام العالم ، وأمام الشارع السوداني .

٦. وكما قلنا من قبل ، فأن أي دولة ، لن تقف مكتوفة الأيدي ، إذا ما اضرت دولة اخري بحقوقها المائية ، التي يكفلها لها القانون الدولي ، ونفضت يدها عن الحوار .

 

زر الذهاب إلى الأعلى