الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةالمياهالنيلبحوث ومنظماتمصر

د عبدالفتاح مطاوع: سد النهضة كان حلما فخاطرا بل خيالا حتي الآن !

قال الدكتور عبدالفتاح مطاوع رئيس قطاع مياه النيل الأسبق ان  مشروع سد النهضة كان حلماً فخاطراً فاحتمالاً، ولم يصبح بعد واقعاً، بل خيالاً حتى الآن، مبررا ذلك بأن معظم المعلومات الواردة عن هذا السد منذ بذرة فكرته، مروراً بالإعلان عنه، ثم زيادة سعته عدة مرات، ومراحل إنشائه التى لم تنته حتى الآن، ومواعيد تشغيله التجريبية لعدد ٢ تربينة كهرومائية، بعد مرور تسع سنوات على وضع حجر أساسه، وعدم وضوح الرؤية حول اكتمال بنائه حتى الآن.

وأضاف مطاوع في تصريحات صحفية السبت إنه ليس من المستغرب أن يكون سد النهضة نموذجاً (جيداً) للفشل، إذا ما تم تدريسه كحالة دراسية فى الجامعات ومراكز البحث العلمي، أيا كان تخصصها في العلوم السياسية أو الاقتصادية أو الفنية التكنولوجية أو القانونية أو النظم الإدارية والمؤسسية.

و أوضح رئيس قطاع مياه النيل الأسبق أن هذا ما اكتشفه فريق وزارة الخزانة الأمريكية و البنك الدولي، عندما تقدمت الدول الثلاثة بمقترحاتها للملء الأول والتشغيل والإدارة وآلية حل المنازعات متساءلا عن كيف يمكن لسد لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة ١٢٠٠ ميجا وات و بسعة تخزينية للمياه ١٤ مليار م٣ و بتكلفة تقديرية قرابة مليار دولار امريكي واحد، أن يتحول في خلال أقل من عام إلى سد عملاق بقدرة ٦٠٠٠ ميجا وات و بسعة تخزينية للمياه ٧٤ مليار م٣ وبتكلفة تقديرية أكثر من ٤,٨ مليار دولار أمريكي؟

وأشار “مطاوع”، إلي أن الطامة الكبرى، هي أن قدرة السد على توليد الكهرباء عند اكتماله، وحسبما جاء على لسان و مقالات وكتب الكثير من الخبراء، لن تكون أكثر من ١٨٠٠ ميجا وات فقط، وهو ما يعني عدم قدرة أثيوبيا علي تحقيق زيادة مقدارها ٦٠٠ ميجا وات فقط لمزاعمها رغم  تكلفة إنشاء المشروع البالغة ٣,٨ مليار دولار أمريكى تم جمعها من عرق الإثيوبيين؟ وتم إنفاقها فى صفقات يندى لها الجبين، وكان من نتائجها فيما هو معلن اغتيال مدير المشروع، و تقديم العديد للتحقيق فى إدارة بعض الصفقات و المقاولات.

وشدد رئيس قطاع مياه النيل الأسبق علي أن هناك العديد من القرارات الصعبة التي على الحكومة الإثيوبية أن تتخذها سريعاً جداً، وقبل الانتخابات الداخلية التي كان مقرراً لها سبتمبر من هذا العام، وأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب جائحة كورونا، وربما لأسباب أخرى، ومن هذه القرارات الصعبة المفاضلة بين تدبير الموارد المالية اللازمة لاستكمال بناء السد، أم تدبير تلك الموارد اللازمة لغذاء الإثيوبيين والحفاظ على صحتهم، أم تدبيرها لتشغيل شبكات الطاقة، أم لتشغيل العمالة العاطلة والمهددة بالبطالة بسبب كورونا، وتلك إجابات ينتظرها رجل الشارع الأثيوبي.

وأضاف “مطاوع”، إن هناك قرارات إثيوبية صعبة أخرى على المستويين الإقليمي والدولي، ومنها مدى جاهزية النظام الحاكم الآن، في التعامل مع ما تحت السطح من توترات عرقية وقبلية و صراع وتنافس على الثروة والسلطة، وفي نفس الوقت المغامرة بالدخول في نزاعات وصراعات غير محسوبة وغير محمودة العواقب للنظام، إذا ما استمر عناده وشروعه فى بداية ملء السد قبل توقيعه على وثيقة واشنطن، وكيف ستكون صورته أمام المجتمع الدولي؟ حيث شعب يعانى من العديد من الأزمات و نظام فاقد للرؤية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى