الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

إسماعيل عبد الجليل يكتب : وباء أشد فتكا من كورونا على رئه الفلاح والزراعه !

والله لا خير فينا خبراء الزراعه المصريه بالجامعات ومراكز البحوث إن لم نشارك فى الادلاء بدلونا فى قضايا المهنه بشفافيه وصراحه موضوعيه .

من هنا فأننى فخور بالدور الوطني الذي تقوم به الجمعية المصرية للاقتصاد الزراعي برئاسة الدكتور سعد نصار بالسبق فى الادلاء بخبراتها وبالاخص الطارئ والعاجل منها كسيناريوهات مواجهه تحديات أزمة فيروس كورونا على الامن  الغذائى المصرى .

ان تقديرى وكثيرين غيرى  لدور الجمعيه المصريه الاقتصاديه منذ اسسها أ.د احمد جويلى عام 1990 يعود بالدرجه الاولى لما يتمتع به اعضاءها من ” الصبر الربانى الجميل” عندما يعايشون توصياتهم وطموحاتهم الوطنيه الحافله فى مجلدات وهى ساكنه هامده دون تفعيل وتعلوها الاتربه فى اضابير وزارات الحكومه المعنيه !!

وبالرغم من تلك الحقيقه فأن حماسهم لم يفتر وهم يكابدون الواقع المؤسف الذى كان يمكن تفاديه بتفعييل القليل من توصاياتهم !!!.

تناولت دراسه الجمعية الاخيره 8 مؤشرات تعكس حساسية الوضع الغذائى فى مصر في مواجهة الأزمات العالمية وفى مقدمتها تداعيات فيروس كورونا المستجد يمكن ايجازها فى :

ثقل اعتماد مصر على استيراد سلع الغذاء الأساسية :

القمح (58%) – الذرة (50%) – زيت الطعام  (87%) – السكر (30%) – الفول (90%) – العدس ( 99%). : اللحوم الحمرء (49%) ، وهناك مجموعة أخرى من السلع تتضاءل فيها معدلات الاستيراد ( أي تقترب من الاكتفاء الذاتي) وتشمل الدواجن (3%) البيض (0.0%) الالبان الطازجة (13%) والأسماك (15%) ، ومجموعة ثالثة  تضم الخضر والفاكهة وهى سلع تحقق فيها مصر الاكتفاء الذاتي فضلا عن فوائض تصديرية كبيرة .

محدودية طاقة التخزين الاستراتيجي :

لا تتجاوز الطاقة التخزينية للغذاء في مصر 4 شهور من استهلاك السلع الغذائية ، وهى طاقة ضئيلة بالقياس إلى الحجم الكلى للاستهلاك

ضعف سلاسل إمداد الغذاء القيمة الزراعية :

ضعف الروابط الأفقية (منظمات الفاعلين) والرأسية (الزراعة التعاقدية والمجالس السلعية) وارتفاع فاقد مابعد الحصاد (الحبوب 10% ، الخضر والفاكهة 35 %.

ضعف البنية التحتية التسويقية وتواضع شبكة الأسواق:

تهالك الطرق الريفية ، ومحدودية محطات التعبئة ، ومحدودية أسواق الجملة والأسواق الربفية، وضعف تجهيزات سلسلة التبريد ومحدودية التخزين.

تطبيق سياسات سعرية غير محفزة لإنتاج الغذاء :

معامل الحماية الإسمية أقل من الواحد الصحيح مما يعنى ضرائب ضمنية يتحملها المنتج ، وضرائب ضمنية على أسعار السولار المستخدم في الزراعة

ندرة العملة الصعبة وتفاقمها بسبب أزمة الوباء:

أثرت الأزمة سلبا على مصادر مهمة للنفد الأجنبي كما أشرنا على رأسها السياحة وتحويلات العاملين بالخارج وعوائد قناة السويس ، الامر الذى يقلل من قدرة البلاد على استيراد الغذاء.

سعر الصرف (تدهور قيمة الجنيه مقابل الدولار) :

ومتضمناته السلبية على محاور الأمن الغذائي :الإتاحة (تكميش الواردات) والنفاذ (ارتفاع أسعار السلع المستوردة).

هشاشة الموقف المائى :

مع بلوغ عدد السكان المصريين 100 مليون نسمة ، انخفض نصيب الفرد من المياه إلى 600 متر مكعب سنويا وهو معدل أقل بكثير من حد الفقر المائى (1000 متر مكعب سنويا)، ومعروف أن الأمن الغذائي مرادف للأمن المائى .

لقد استمتعت بقراءه الدراسه التى يمكن وصفها بروشته علاج لواقع الزراعه المتدهور وشارك فى كتابتها اساتذه وخبراء اقتصاد زراعى مشهود بخبراتهم الطويله وهم د. سعد نصار، د. إبراهيم صديق ، د.بركات الفرا ، د. محمد الخشن  ، د.خيرى العشماوى ، د.  شريف فياض   ، د. مغاورى شلبى .

ولكننى استأذن الاساتذه الخبراء الافاضل فى إضافه توصيه من واقع خبرتى الميدانيه بقطاع استصلاح الاراضى لعلها تستكمل روشته العلاج المقترحه التى ينقصها علاج فيروس اشد فتكا من فيروس كورونا ..

فيروس باغتنا منذ خمسه عشره عاما ولم نتنبه لمخاطره سوى الآن بعد اكتشافنا الحاجه لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الرئيسيه فى ظل قيود السوق العالمى بينما انصرف الفلاحون عن الزراعه الى التكتوك وغسيل السيارات وكل الاعمال الهامشيه بعواصم المحافظات بعد ان صارت اكثر عائدا من ممارسه الحرفه !! .

الفيروس الاكثر فتكا على رئه الوطن هو وباء تجاره الدوله فى اراضى التوسع الافقى واتخاذها وسيله لتحقيق موارد ماليه على حساب الوظيفه الاجتماعيه للآرض الزراعيه وعائدها الاكثر جدوى فى تنميه الحرفه واستقرار الفلاح واستعاده القريه الزراعيه المنتجه والارتقاء بأسر الفلاحين ودخولهم التى اصابها انيميا حاده الى حد الفقر المدقع .

ان الذين يتحسرون على حال الزراعه بين الامس واليوم عليهم ان يقارنوا بين سياسات تملك وتسعير وحيازه الاراضى بين الامس واليوم ..

مقارنه لعصر سياسات طرح الاراضى على الراغبين فى الفلاحه للأستقرار بأسعار رمزيه لدعم الايادى الخضراء الكثيره قبل فئه التجار والسماسره .. وبين عصر وباء الفيروس الذى ادخلته لرئه الوطن حكومه د. احمد نظيف بطرح اراضى التوسع الزراعى بالمزاد اسوه بأراضى المجتمعات العمرانيه لخفض عجز الموازنه العامه للدوله على حساب الفلاحين !!

اهدى تلك القصاصه التاريخيه من جريده الاهرام وتاريخها 17 اغسطس 1999 ومضمونها يبرز فارق رؤيتنا قبل وبعد الاصابه بالفيروس الاشد فتكا من كورونا !!.

 

زر الذهاب إلى الأعلى