الأخبارالصحة و البيئةالمناخامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د محمد فهيم: ماذا تعرف عن نزول النقطة في ثمار المانجو والعنب والموالح؟

خبير في المعمل المركزي للمناخ الزراعي – مركز البحوث الزراعية – مصر

كتير من المشتغلين بالزراعة يطلقون جملة “نزول النقطة” على بداية سريان الماء فى الثمار وخاصة المانجو والعنب والموالح وبعض ثمار الفكهة الاخرى وهو مدلول زراعي ( من وجهة نظرهم ) يعني بداية الدخول فى مرحلة التحجيم او بدايات النضج …. لكن ما معني “نزول النقطة” … خلينا نشوف …

وكان قدماء المصريون يرصدون وقت نزول النقطة وكانوا يرصدون دخول الشمس لبرج السرطان حتى خروجها من برج العذراء.. ويوافقها 21 يونيو من كل عام “نقطة الجوزاء”

وكانت نقطة السرطان قد نزلت يوم 16 يونيو 2019 الساعة 4 و4 دقائق عصرا وانتهت يوم 17 يونيو الساعة 8 و 54 دقيقة مساءا … ومتوقع الا تتزحزح كثيراً هذا العام

 نزول النقطة:

لا يوجد هذا المصطلح إلا في التقاويم المصرية، وهى مأثورة عن الفراعنة وتعد هي الوقت الطبيعي لفيضان النيل وقالوا أنه عندما تنزل النقطة يبدأ الفوران والزيادة في كل شئ حتى الزرع والأشجار والسوائل في الأواني وكل شئ فيه ماء أو سائل ودللوا على ذلك أن العجين الذي يتم عجنه بماء النيل فى ليلة ما قبل نزول النقطة يفور ويختمر ذاتياً بدون إضافة خميرة عقب نزول النقطة حتى قيل قديماً أن اغلب فلاحي مصر لا يستعملون في خبز السنة كلها إلا خميرة النقطة، وهناك فارق كبير بين نزول النقطة ونزول نقطة السرطان.

وكانت مصر والدول الواقعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي على موعد اليوم الجمعة (21 يونيو 2019) في الساعة الخامسة عصرا و٥٤ دقيقة بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة مع لحظة “الانقلاب الصيفي”، الذي يوافق جغرافياً وفلكياً بداية فصل الصيف في هذا الجزء من العالم، ويصادف أطول نهار وأقصر ليل خلال العام، في حين يحدث العكس في النصف الجنوبي للكرة الأرضية (جنوب خط الاستواء) ويكون هذا اليوم أقصر نهارا وأطول ليلا.

ويتميز “يوم الانقلاب الصيفي” في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بارتفاع درجات الحرارة نتيجة تعامد زاوية سقوط أشعة الشمس تقريبا على مناطق شمال خط الاستواء، وتكون الشمس في أعلى ارتفاع لها فوق الأفق ظهرا، وتكون عمودية على مدار السرطان وهو خط دائرة عرض 3 ،23 درجة شمال خط الاستواء.

وبعد هذا التاريخ تنقلب حركة الشمس ظاهريا في السماء نحو الجنوب لذا يسمى هذا اليوم “يوم الانقلاب الصيفي”، وبعد ذلك تتحرك الشمس ظاهريا نحو الجنوب بشكل يومي إلى أن يحين موعد الاعتدال الخريفي، وحينها تشرق الشمس مجددا من الشرق تماما وتغرب في الغرب تماما مرة أخرى، وتكمل الشمس حركتها الظاهرية نحو الجنوب إلى أن يحين موعد بداية فصل الشتاء من الناحية الفلكية، حيث تشرق الشمس من الجنوب الشرقي، وتغرب في الجنوب الغربي.

وكشفت الحسابات الفلكية التي أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية أن عدد أيامه هذا الفصل سيكون ٩٣ يوما و١٥ ساعة و٥٦ دقيقة.

ماذا يعني ذلك زراعياً ؟

تكون سرعة سريان العصارة النباتية داخل النباتات والاشجار فى اشد معدلاتها بالتالى تكون النباتات فى اشد معدلات امتصاصها للماء والعناصر من التربة … ويجب اخذ ذلك فى الاعتبار فى حسابات معدلات الرى والمقننات المائية والسمادية وتعويض النبات بكميات المياه اللازمة لكل مرحلة من مراحل النمو … وزيادة معدلات الامتصاص يخدث اجهاز فسيولوجي للشعيرات الجذرية مما يجعلها عرضة للاصابة بفطريات التربة (اعفان جذور وذبول) …

تبدأ بعض الأشجار فى اعداد وتكوين دورات النمو الصيفية (اللى بتكون كيان الشجرة من الأفرع والنموات او الدوابر والطرحات الثمرية للموسم القادم) .. وهنا مهم جدا وجود برنامج تغذية خاص بحيث لا يحدث تداخل بين ما هو موجه للنمو الخضري مع الموجه للنمو الثمرى والتحجيم …

تبدأ الثمار (الفاكهة الصيفية) فى زيادة الحجم بطريقة سريعة ، حيث انه فى الطبيعي يحدث تناسق بين زيادة لحم الثمرة “اللب” وبين القشرة “جلد الثمرة” … بالتالي هام جدا البدأ فى برنامج التحجيم الآمن (وده فى منشور كامل على صفحتي) … للفاكهة الصيفية (المانجو – الرمان – التين – الزيتون – البلح – الكمثرى – التفاح – البرتقال – الليمون …)..

قصر فترات النمو الخضري للمحاصيل الحولية (محاصيل وخضر) واتجاهها نحو النمو الزهرى والثمري .. بالتالى العمل على تغذية وتسميد المحاصيل بالاسمدة المتوزنه والبعد عن الازوت العالى خلال هذه الفترات حتى لا يحدث اما هياج للنمو الخضري على حساب الثمري (ازوت عالى) او تزهير مبكر على حساب النمو الخضري الاساسي (عدم توازن التسميد) …

نزول النقطة وزيادة معدلات الندى والرطوبة الجوية فى الصورة الغازية وزيادة الرطوبة الحرة صباحاً على “عرش” النباتات .. بالتالي زيادة الظروف المناسبة لقيام دورات من الأمراض المحبة للرطوبة الحرة (بياض زغبي – انثراكنوز .. الخ) ..

زيادة الطاقة الحرارية للأشعة الشمسية قصيرة الموجة بالتالي زيادة البخر نتج من النباتات وتعرضها للاجهادات الحرارية المعروفة … ومنها زيادة ضراوة الاصابات الحشرية بالتحديد الثاقبة الماصة (الذبابة البيضاء – الجاسيد ..)…

زيادة الطاقة الحرارية يؤدي الى استفزاز الهوام وزيادة نشاطها وتعرضها للانسان القريب من جحورها واماكن تواجدها .. والمقصود زيادة نشاط الثعابين والحيات والعقارب …ودي نزلنا لها منشورات كاملة لكيفية التعامل معها ..
وبالمناسبة يوجد مصطلح اخر دارج بين مزارعي الفاكهة اسمه وزن النقطة .. وهو مختلف عن نزول النقطة وان كان مرتبك به مناخيا … ووزن النقطه معناه نزول الروح لتتحول الثمره من تفل الي ماء (عصير) اي عندما تعصرها ينزل منها الماء ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى