د فاتن أبوعزيزة تكتب: الخلايا الجذعية ودورها في التوازن المناعي
أستاذ مساعد – الشعبة البيطرية – المركز القومى للبحوث
يمر العالم بفترة عدوى وانتشار لفيروس كوفيد-١٩ وقد صاحبت هذه الازمة الحديث عن ارتباط المناعة وان الاصابة مرتبطة بانخفاضها والتي قد تؤدى الى سرعة تدهور الاعراض المصاحبة للمرض. ومن الامور الهامة التي تتردد في هذه الايام هو مستوي المناعة.
والسؤال الأهم.. وماهي السبل لرفعها؟
يجب ايضاح انه لا يوجد ما يسمى “انخفاض المناعة” ولكن التسمية الصحيحة هي “التعديل المناعي”. فوظائف الجهاز المناعي في مضمونه هو انه يؤدى بكفاءة عندما يكون هناك توازنا داخل الجهاز المناعي نفسه وان أي انحراف عن هذا التوازن يؤدى الى انتشار المسبب المرضى داخل الجسم وبالتالي فان الحفاظ على هذا التوازن هو أفضل دفاع عن المسببات المرضية.
وهناك ايضا ما يسمى بالتوليد المناعي وهو ما يسببه الجسم الغريب في تحفيز الجهاز المناعي لمقاومة هذا الجسم. كما يوجد مجموعة مصطلحات اخري مثل “المناعة الفطرية” وهي التي يولد بها الانسان وهي مهمه جدا كخط دفاع مناعي اول وهناك أيضا “المناعة المكتسبة” التي يكتسبها الانسان على مدار حياته وهي تنقسم بدورها الي مناعة خلوية ومناعة دوارة وما يصاحبهما من التحكم العصبي والهرموني في ذلك الامر.
توجد المناعة المكتسبة دائما في الجسم السليم بشقيها في توازن فزيادة أحداهما عن الأخرى عند حدوث مرض قد يؤدى الى الخلل المناعي الذي بدوره لا يستطيع مقاومة هذا المرض.
تدخل العلماء على مدى العقود الثلاث الأخيرة للحصول على العوامل الدوائية وغير الدوائية التي تساهم في تنظيم الجهاز المناعي بشقيه. وقد تم ترتيب هذه العوامل بواسطة علماء البيولوجيا الا انه كان على قمة هذا الترتيب جرعة واحدة من الخلايا الجذعية.
الخلايا الجذعية هي الخلايا التي تتولد منها جميع الخلايا الأخرى ذات الوظائف المتخصصة. وتنقسم الخلايا الجذعية في ظل الظروف المناسبة في الجسم أو المعمل، لتشكل مزيدا من الخلايا.
هذه الخلايا إما أن تتجدد ذاتيا لتصبح خلايا جذعية جديدة أو تتمايز لتصبح خلايا متخصصة، مثل خلايا الدم، أو خلايا عضلة القلب أو خلايا الكبد او الخلايا العصبية او العظمية وغيرها. ومن الجدير بالذكر انه لا توجد خلايا أخرى في الجسم لها هذه القدرة الطبيعية على توليد أنواع خلايا جديدة.
ومن هنا قد يطرح سؤال بماذا تقوم هذه الجرعة فيما نشاهده اليوم حول العالم؟
ثبت علميا بمجموعة كبيرة من الأدلة من خلال الأبحاث على ان جرعة واحدة من هذه الخلايا يمكن ان تؤدى الى تنظيم الخلل الذي قد يتم في الجهاز المناعي والتي يمكن ان تكون لها دور فعال عند الإصابة بالفيروسات.
على سبيل المثال استطاعت هذه الخلايا بجانب تنظيمها المناعي ان يكون لها دور كمولدات مناعية. وقد أجريت في الآونة الأخيرة عدة أبحاث بالمركز القومى للبحوث على الخلايا الجذعية ودورها في التعديل المناعي وكانت نتائجها واعدة ومبشرة. ومن خلال هذه النتائج يمكن ان ننصح باستخدام هذه الجرعة من الخلايا الجذعية وذلك لكفاءتها العالية وسرعة الاستجابة واستمرارية التنظيم المناعى.