بحوث ومنظماتبيزنستقاريرحوارات و مقالاتزراعة

د.اسماعيل عبد الجليل يكتب : توقعات الوزير والفلاحين من مؤتمر تحديات الزراعه !

عندما إطلعت على أجنده مؤتمر” تحديات الزراعه المصريه ” الحافله بمحاور وموضوعات كثيره ومتعدده اشفقت على المشاركين والمحاضرين والمنظمين والرعاه ومنهم وزير الزراعه السيد القصيرالذى ساقه القدر الى وزارتين للزراعه واستصلاح الاراضى  فى حقيبه واحده يتجاوز وزنها قدره حكومه على رفع اثقالها !

فهى الوزاره المسئوله عن تدبير أرزاق نصف الامه من الفلاحين وسد بطون كل الامه من الغذاء والكساء بالرغم من حقيقه  انها تعانى شيخوخه فى كوادرها !! وفقر فى مواردها  !! واعتلال فى هياكلها !! التى لم تشهد تغيرا مواكبا للعصر منذ القرن الماضى بالرغم من تناوب 12 وزيرا عليها خلال تسع سنوات لم يتسع وقت احدهم لتغيير الهياكل واجراء اصلاحات جذريه فى “الهارد وير” او حتى الكشف على اجزاء السياره التى سوف يتولى قيادتها مكتفيا بالجلوس على مقعد القياده كسابقيه تحت ضغوط لايتسع المجال لسردها وانما ناتجها النهائى هو ” ابقاء الحال”  و” تسيير الامور”  بكل تناقضاتها مما ضاعف الاعباء وتراكمها على حساب فرص النجاح بأصلاحات جذريه الا انني اتوقع ان يقوم السيد القصير باكبر عملية للإصلاح في تاريخ وزارة الزراعة منذ 25 يناير 2011.

من هنا فأننى  اعتقد ان توقيت عقد المؤتمر يمثل  “فرصه ذهبيه ” للوزير السيد القصير فى بدايه عهده ان يستمع الى الخبراء المشاركين فى محاوره المختلفه ويتخذ من توصياتهم بعد انتقاء الصالح منها برنامج عمل تنفيذى يلزم به القطاعات التنفيذيه المعنيه فى اطار زمنى محدد .

ولكن التساؤل المنطقى هنا ..هل هذا ممكنا او قابلا للتطبيق وقد اعتدنا مئات المؤتمرات والندوات التى تعقد وتنتهى بتوصيات تقليديه متكرره تنشر فى الاعلام من قبيل الوجاهه وتلمييع بعض الوجوه المشتاقه للمناصب العليا  ؟؟؟!!

هذا هو دافعى بتلك الكلمات كرساله لزملائى الخبراء المحاضرين وبدافع ثقتى فى دوافعهم الوطنيه للأدلاء بخبراتهم فى مجالات تخصصهم بضروره الصراحه والمصارحه والمكاشفه بحقائق نستند الى المنهج العلمى الذى لايعرف اهواء السياسه ولا المجامله على حساب وطن يمر بتحديات صعبه غير مسبوقه فى تاريخه . ان التاريخ لن يغفر لنا مسئوليه معاصرتنا لتلك التحديات دون ان نحولها الى فرص واعده بحلول مبتكره لصالح الاجيال القادمه وهو مايمكن تحقيقه بالأيجاز فى طرح المشاكل واقتراح الحلول والبدائل خلال الفتره الزمنيه المحدده بالرغم من قصرها .

لا أعتقد أن الوزير السيد القصيروهو من الفلاحين الصالحين بحصانه بركات ” رواد السيد البدوى ”  سوف يسعد بعباره ” كله تمام ” كما لن يسعد بعباره ” مفيش فايده ” وهو مايستلزم النقد الموضوعى للبناء وليس الهدم والاحباط الذى سوف يمتد الى الفلاحين بعباره ” كله تمام ” المخالفه لواقع تحديات وهموم حياتهم اليوميه والتى يمكن التغلب عليها بالمصارحه وايجاد الحلول لها .

من هنا يجب ان نصارح انفسنا بما يلى :

اننا نعانى فقدا فى الانتاج الزراعى ( من الحقل –الحصاد-مابعد الحصاد-التسويق ) يصل الى 50% لأسباب لو امكن تفاديها لتضاعف عائد الانتاج الزراعى من المساحه المحدوده .

ان هناك تدهور فى انتاجيه الاراضى الزراعيه يتراوح بين 30-50 % نتيجه عوامل التصحر التى امتدت الى مناطق الاستصلاح الجديده وان مكافحتها كفيل بمضاعفه الانتاجيه من وحده المساحه .

ان التوسع الافقى فى ظل الموارد المائيه الحاليه المتاحه يحتاج الى مراجعه برؤيه جديده تحقق الاستفاده من المزايا النسبيه للمناطق المستهدفه .

ضروره استعاده دور الوزاره فى تحديد التراكيب المحصوليه التى تحقق صالح الفلاح والوطن فى منظومه تعاونيه عصريه وبالأخص بعض الجوانب السلبيه والمخاطر التى ابرزتها “جائحه كورونا” .

تعظيم دور مركزى البحوث الزراعيه والصحراء بتوفير التمويل وتحديد التكليف لكل منهما فى اطار برنامج زمنى  يخضع للمراجعه والتقييم الدورى .

استعاده شباب الارشاد الزراعى بمنظومه عصريه تقوم على المشاركه مع المزارعين فى اداء الخدمه الحقليه للتراكيب المحصوليه المستهدفه وليتنا نسرع فى تشكيل فرق الارشاد من شباب الزراعيين ونطلق عليه ” الجيش الاخضر ” .

اكتف بهذا القدر متطلعا للأستفاده والاستزاده من خبرات الزملاء المشاركين بمحاضراتهم واراء متمنيا ان نحقق جميعا توقعات الوزير والفلاحين والعاملين بقطاع الزراعه بتوصيات علميه تطبيقيه  قائمه على الصراحه والمصارحه .

 

زر الذهاب إلى الأعلى