د ولاء القصاص تكتب: داء المُقَوَّسَات فى الإنسان و الحيوان               

باحث أول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – قسم صحة الأغذية – مركز البحوث الزراعية – مصر

تعريفه : هو مرض من الأمراض الطفيلية يسببه طفيل وحيد الخلية يدعى المُقَوَّسَة (Toxoplasma gondii)  و يعد طفيل التوكسوبلازما (Toxoplasma gondii) واحداً من أكثر الطفيليات شيوعاً في العالم، يمكن أن يصيب معظم الحيوانات من ذوات الدم الحار، بما في ذلك البشر، إلا أنه لا يستطيع أن يكمل دورة حياته وأن يتكاثر جنسياً إلا في أفراد عائلة السنوريات (Felidae) التي تشمل القطط وأقاربها.

طرق حدوث العدوى:

1- تناول الطَّعَام أو الماء أو المواد الأخرى (مثل التربة) التي تلوثت ببراز القطط الذي يحتوي على بيوضات المُقَوَّسَة ( .(Toxoplasma

2- تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدا (لحم الخنزير أو لحم الضأن عادة ) من الحيوانات المصابة بالعدوى التي تحتوي على كيسات المُقَوَّسَة (Toxoplasm).

3- تنتقل الإصابة من الأم المصابة حديثًا إلى الجنين (يمكن أن تنقل المرأة، التي تكتسب العدوى عن طريق أكل اللحوم النية أو غير المطهية جيدا، أكل اللانشون والسلامى والبيفى واللحوم المصنعة غير مطهية،  أكل الخضراوات الملوثه ببويضات التوكسوبلازما مثل الخص والجرجير والخيار والطماطم، أو التعامل المباشر بالأيدى مع براز القطط المصابة بالتوكسوبلازما في أثناء الحمل، المُقَوَّسَة الغُوندِيَّة ((Toxoplasma gondii إلى جنينها عبر المشيمة وقد تكون نتيجة ذلك حدوث إجهاض أو ولادة جنين ميت أو طفل مصاب بعيوب خلقية (داء المُقَوَّسَات الخلقي) أما المرأة التي أصيبت قبل الحمل، فلا تمرر الطفيل إلى جنينها إلا إذا ضعف جهازها المناعي مما يؤدى إلى إعادة تنشيط العدوى لديها).

4- وبالنسبة للعدوى فى القطط فتحدث جراء أكل الفئران المصابة بالمرض، أكل اللحوم النيئة التى تحتوى على بويضات التوكسوبلازما، أكل اللحوم المصنعة النيئة مثل اللانشون والسلامى والبيفى وغيرها بدون طهى ، أكل الخضراوات الغير المطهية والغير مغسوله جيدا.

دورة حياة طفيل التوكسوبلازما:

هو طفيل وحيد العائل اختيارياً أي أنه يستطيع إكمال دورة حياته داخل عائل واحد أو أيضاً داخل عائلين ولكن عائله النهائي هو حتماً القطة.

في دورة حياته له مرحلتان:

• المرحلة خارج المعوية (المرحلة التوكسوبلازمية): يمكن أن تتم في الخلايا ذات النواة عند القطط أو في عائل الوسيط (مثل الإنسان).
• المرحلة داخل المعوية (المرحلة الايزوسبورية): تتم فقط في أمعاء القطة. و في هذه المرحلة يتم كلا التكاثرين اللاجنسي والجنسي .

صورة دورة حياة الطفيل

أعراض المرض:

عند القطط:
فقدان الشهية، التعب والخمول، فقدان الوزن، ارتفاع درجة الحرارة، انتفاخ الغدد الليمفاوية، التهابات العين وأعراض عصبية فى المراحل المتاخره، وتحليل IgM إيجابى.

عند الإنسان:

• في معظم المرضى الذين لديهم جهاز مناعي سليم، لا يظهر سوى عدد قليل من أعراض داء المُقَوَّسَات، كما يشفى تمامًا.
• أما الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي فتعتمد الأعراض على موقع العدوى، كما يلي:
• داء المُقَوَّسَات في الدماغ (التهاب الدماغ): تظهر أعراض مثل الضعف على جانب واحد من الجسم، واضطراب في الكلام، فضلاً عن الصداع والتخليط الذهني والغيبوبة وقد تصيب العين.
• وفي بعض المرضى، تسبب العدوى التهاب الكبد أو الرئتين أو القلب (التهاب عضلة القلب)، وقد يتوقف العضو المصاب عن العمل (يسمى ذلك فشل العضو)، ويمكن أن تكون هذه الأنواع من داء المُقَوَّسَات مهددة للحياة.
• داء المُقَوَّسَات الذي انتشر في جميع أنحاء الجسم (داء المُقَوَّسَات الحاد المنتشر): يتسبب فى طفح جلدي، وإرتفاع في درجة الحرارة، وقشعريرة، وصعوبة في التنفس، وتعب.
• أما الأطفال الذين يولدون مصابين بداء المُقَوَّسَات الخلقي فقد يكونون مرضى للغاية، ويموتون بعد فترة وجيزة من الولادة، أو قد لا تظهر عليهم أعراض إلا بعد أشهر أو سنوات. ولكن بعضهم لا يصابون بالمرض. يمكن أن تشتمل الأعراض لدى الأطفال حديثي الولادة على التهاب العينين (التهاب المشيمية والشبكية)، مما قد يؤدي إلى العمى، فضلاً عن تضخم الكبد والطحال والطفح الجلدي وسهولة ظهور الكدمات وكبر أو صغرالرأس والإعاقة الذهنية. وفي بعض الأحيان، يظهر التهاب المشيمية والشبكية في وقت لاحق في الحياة عندما يحدث تنشيط داء المُقَوَّسَات الخلقي، ويكون لدى هؤلاء اضطراب في الرؤية وألم في العين وحساسية للضوء.
• ويسبب داء المُقَوَّسَات المكتسب بعد الولادة أَعراضًا في 10 إلى 20٪ فقط من الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعة سليم، وعندما تحدث أعراض داء المُقَوَّسَات، فإنها تكون خفيفة عادة، وتشتمل على تورم العقد اللمفاوية غير المؤلم والحمى المتقطعة المنخفضة والشعور بالتوعك، والتهاب الحلق أحيانا، وتختفي الأَعراض من تلقاء نفسها بعد عدة أسابيع عادة، على الرغم من أنها تستمر في بعض الأحيان لأشهر.

تشخيص داء المُقَوَّسَات:

• إختبارات الدم للكشف عن الأجسام المضادة للطفيل.
• بالنسبة للنساء الحوامل يمكن إجراء تحليل IgG وكذلك تحليل IgM لمرض التوكسوبلازما, اذا كان IgG إيجابى و IgM سلبى، هذا يعنى ان السيدة قد أصيبت بمرض التوكسوبلازما من قبل وتم شفائها منه, وفى هذه الحالة يكون لهذه السيدة مناعة ضد الإصابة بالمرض مدى الحياة, أما إذا كان تحليل IgM إيجابى فهذا يعنى ان الإصابة بمرض التوكسوبلازما قائمة ويجب العلاج منه.
• أما إذا كان الجنين مصابا بالعدوى، يمكن للطبيب أخذ عينة من السائل حول الجنين (بزل السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين) لتحليلها للتحقق من وجود المادة الوراثية للطفيل (DNA) ويجرِي هذ الاختبار بعد الأسبوع 18 من الحمل.
• فى حالة إصابة الدماغ ، يمكن إجراء التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، ثم بزل النخاع الشوكي.

علاج داء المُقَوَّسَات:

• السلفاديازين (مضاد حيوي) بالإضافة إلى بيريميثامين و اللوكوفورين.
• كليندامايسين (مضاد حيوي) أو أتوفاكون بالإضافة إلى بيريميثامين.
• في حالة عدوى العين، تعطى الأدوية الفعالة تجاه داء المُقَوَّسَات وأحد الكورتيكوستيرويدات.

الوقاية من داء المُقَوَّسَات:

• يجب طهي اللحوم جيدًا لدرجة حرارة تتراوح من 74 إلى 77 درجة مئوية، ويجب غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع اللحوم النيئة أو التربة أو القطط.
• عدم أكل اللانشون والسلامى والبيفى واللحوم المصنعة الغير مطهىة، وغسل الخضراوات جيدا قبل أكلها.
• يجب على النساء الحوامل تجنب مخالطة القطط ، وإذا كانت المخالطة ضرورية، لابد أن تتجنب تنظيف صناديق فضلات القطط أو إرتداء قفازات عند القيام بذلك على الأقل.