اخبار لايتالأخبارمتفرقاتمصر

علاقة الفراعنة بالحيوانات والطيور: القط والجعران رمزا الخصوبة والصقر مفتاح للقوة

>>أول طريقة لإنتخاب أفضل سلالات الخيول والكلاب رمزا للوفاء

الحيوانات والطيور تشكل عاملا مهما في حياة المصريين القدماء حيث مثلت لهم أحد أدوات القربان من الآلهة وقت العصر الفرعوني، كما أن الحيوانات  والزواحف تشكل ركنا هاما في العصر الفرعوني وكان لها مكانة متميزة عن العصر الحالي حيث كانت لها قدسية كبيرة وارتبطت الثعابين بالعديد من الآلهة عند المصريين القدماء، في حين كانت القطط غالبا ما ترتبط عندهم بإلهة الخصوبة (باستيت). وهو ما يفسر زيادة قدرة القطط علي التكاثر وفقا للعلم الحديث أما الطيور الجارحة فكانت ترتبط بآلهة السماء مثل رع وحورس وهي رمز للقوة

لذلك إرتبطت علاقة المصريين القدماء بالحيوانات بتحنيط هذه الحيوانات والطيور والزواحف حيث كانت انيسا لهم في الحياة الآخري ولم يكن المصريون القدماء يحنطون الجثامين البشرية فحسب، بل شملت عمليات التحنيط أيضا ملايين الحيوانات بما فيها القطط والكلاب والطيور والثعابين والتماسيح، خاصة خلال فترة تزيد على ألف عام بدءا من العام 700 قبل الميلاد تقريبا.

ويبدو أن المومياوات  الحيوانية قُدمت على أنها “قرابين نذور” للآلهة في المعابد لتكون واسطة بين الآلهة والأحياء، وهو ما يحدث حاليا من النذور التي يتم تقديمها لأصحاب الأضرحة.

وللحيوانات منزلة خاصة لدى المصريين القدماء، حيث نبعت الحضارة المصرية إبان عصر الصيد والذي عاش فيه المصري القديم على لحوم الحيوان، فأصبحت لبعض الحيوانات منزلة تصل حد التقديس لدى المصري القديم، لما لها من أهمية في حياتهم.

وللحيوانات منزلة خاصة لدى المصريين القدماء، حيث نبعت الحضارة المصرية إبان عصر الصيد والذي عاش فيه المصري القديم على لحوم الحيوان، فأصبحت لبعض الحيوانات منزلة تصل حد التقديس لدى المصري القديم، لما لها من أهمية في حياتهم.

نستعرض في هذا التقرير أهم تلك الحيوانات التي لها خصوصية مع الفراعنة:

الخيل

دخلت الخيل إلى مصر في نهايات عصر الدولة الوسطى، أي حوالي 1780 قبل الميلاد، وارتبط دخولها بوصول جماعات من البادية عرفهم المصريون القدماء باسم الهكسوس، أي حكام الصحراء. وسرعان ما أحب المصريون الخيل، وبدأوا في اقتناء أحسن سلالاتها من منطقة شبه الجزيرة العربية. وكانت أجمل الهدايا التي تأتي إلى فرعون مصر هي التي تضم فرسًا جميلاً صوره الفنان المصري على جدران المقابر والمعابد الفرعونية، بعدما أصبحت الخيول سلاح حرب استخدمه الفراعنة في حروبهم، يقود عجلاتهم الحربية الشهيرة، أو يمتطيه الفرسان، وتفننوا في تزيين هذه الخيول، وفي عمل سروجها وأغطيتها التي زُينت بالذهب والفضة. ومن أجمل ما تم الكشف عنه في مقبرة الملك “توت عنخ آمون” هو غطاء الفرس الخاص به، وكان مصنوعًا من الجلد المذهب والملون، وصورت عليه مناظر بديعة للفرعون نفسه. وأصبحت في مصر منذ عصور الفراعنة أجمل وأغلى السلالات من الخيول التي حافظوا عليها طيلة قرون عديدة.

القطط

“الماو” أو “باستيت” أو “سيخمت” كل تلك الأسماء للآلهة المصرية القديمة على  سبيل الرمزية، فـ”باستيت” هي رمز للخصوبة والأمومة وراعية المرأى عند الحمل، والوجه الغاضب لـ”سيخمت” القط الغاضب، التي لقبت بربة السماوات والآلهة الأم الأولى.

وقدس المصريون القدماء القطط بشكل كبير، فصنعوا العديد من التماثيل في المعابد وحفرت على الجدران، وكان قتل القطط جريمة يعاقب عليها القانون المصري القديم، كما كان المصريون يحنطون قططهم بعد الوفاة تكريمًا لهم، وعن فريق بحثي بالجامعات الأوروبية، فثبت علميًا أنّ المصريين القدماء أول من نجح في تهجين القطط، وأن السلالات المختلفة للقطط في العالم إنما تعود في أصلها إلى القطط الفرعونية القديمة.

الكلاب

العلاقة بين الإنسان والكلاب دائمًا عبر العصور علاقة صديقة وطيدة لما يملكه هذا الحيوان الأليف من مشاعر الوفاء والإخلاص لصديقه الإنسان، فإن الكلب قد بلغ منزلة لا تقل عن القطط في مصر القديمة، فاعتبر المصري القديم أن الكلاب لما لها من طبع الوفاء تعمل دور الوسيط بين الإنسان والآلهة بعد الموت، فوجدوا أكبر مقبرة في مصر القديمة والمدفون فيها أكثر من 8 ملايين كلب ، والتي اعتقد الباحثون أنّ هذا العدد الكبير دُفِن لهذا الغرض تحديدًا وهو لعب دور الوسيط بين الإله “أنوبيس” والإنسان.

التمساح

التمساح في مصر القديمة بلغ منزلة كبيرة لدى المصريين، حيث إنّ أشهر أنواع التماسيح، هو التمساح النيلي، في منطقة “كوم أمبو”، اشتهرت عبادة التماسيح في مصر القديمة، حيث كان التمساح رمز للآلهة أوزوريس، ورمز إليه أيضاً بالإله “سات” إله الشر عند المصريين، ومن ذلك يتضح أن للتماسيح رموزًا متناقضة في الحضارة المصرية القديمة، وفي المعابد الفرعونية نجد حفريات التماسيح في أسوان والأقصر والفيوم، ما يدل على عبادة التماسيح في العديد من بقاع مصر.

الثور

أكثر الحيوانات نفعًا لدى المصري القديم، فلولاه لما اخضرت الأرض، ولا جادت بخيراتها، قدس المصري القديم الثور وجعلوه في منزلة الآلهة، وصنعوا له تماثيل في المعابد القديمة ورمزًا لآلهة القوة (حقا نخت)، ورمز دائما للملوك برأس الثور، ووجد في مقابر مصر القديمة تماثيل للثيران، ورؤوس ثيران محنطة، واستمرت عبادة الثيران وتقديس المصريون لهم فترة طويلة من الزمن.

الجعران

الجعر أو الجعران، وهو رمز الخصوبة والحظ عند القدماء المصريين وقدسه المصريون ورمزوا له بآلهة الشمس، ورمز الخير وجالب الحظ وطارد العنوسة،  وأقاموا له التمثال الأكبر في معبد الكرنك “الجعران المقدس”، واستخدمه المصريون في حياتهم اليومية، استبشارًا به.

بعض هذه الطيور تم تقديسها مثل طيور أبو منجل، والصقر، والنسر ” طائر الرخم”، وكان يتم تحنيط أجسادها بعد الممات وتكفينها كما كان يكفن البشر بلفائف الكتان، ثم وضعها داخل توابيت من الحجر أو الفخار كما هو الحال فى جبانة “تونا الجبل” التي تعد أكبر جبانة لدفن طائر أبو منجل، وكان هناك أيضاً حكم الإعدام الذي كان ينفذ ضد كل من يتعدى بالسوء على هذه الطيور”.

وكان هناك أيضاً معانٍ رمزية ارتبطت ببعض هذه الطيور فكان طائر “البشاروش” الذي يشتهر بطول ساقيه من فصائل أبو منجل أو كما يسمى بطائر” النور”، يرتبط ببداية الخليقة وضياء الكون ورحلة الشمس فى العالم الآخر، حيث وقف على التل الأزلي فى بداية الخليقة، كما يمثل طائر البنو “الفونكس”مرحلة البعث أو الشروق، كما يمثل طائر “الديك” مرحلة الفجر ويرتبط ببداية ونهاية اليوم كما يظهر في مقبرة “بيتوزيريس” الشهيرة بمنطقة تونا الجبل بالمنيا”.

اختيار أجدادنا الفراعنة وتقديسهم للصقر لم يأتِ من فراغ، فكان أجدادنا يرمزون للإله بالصقر، لأنه الطائر الوحيد الذى ليست له جفون، وأن الله لا يغفو عن رؤية البشر، كما أنه دائماً في الأعالي، بالإضافة إلى أنه طائر نبيل لا يهاجم أوكار أو أعشاش الطيور، ولا يأكل الجيف كالنسر، بل لا يصطاد فريسته إلا وهي طائرة حتى يعطيها فرصة للنجاة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى